الأربعاء، 1 فبراير 2012

أسر تستدين لدفع رواتب عاملات المنازل

سهير بشناق  - لم يحل ارتفاع اسعار استقدام عاملات المنازل, وخاصة الفلبينيات ,من تفضيل بعض الاسر استقدامهن. 
وبسبب وتيرة الحياة السريعة ,وشيوع نمط العائلة النووية ,المكونة من الأم والأب والأبناء , فالعاملات في المنازل  اصبحن جزءا اساسيا في حياة الكثير من الاسر وخاصة للزوجات العاملات اللواتي يعتمدن عليهن بشكل كبير سواء بالمساعدة في المنزل او برعاية الاطفال طيلة غيابهن في العمل.
 وبالرغم من ارتفاع اسعار استقدام الخادمات بشكل كبير خلال العام الماضي والعام الحالي ووعود وزارة العمل المستمرة التي لم تثمر عن اي نتيجة مرضية بخفض اسعار استقدامهن الا ان الحاجة اليهن والتعود على وجودهن بالمنازل اصبح امرا لا مفر منه حال دون قدرة كثير من الاسر تقبل فكرة الاستغناء عنهن وتكبد ديون اضافية لاستقدامهن . 
ولا تقف خطورة العمالة الوافدة على الخادمات فحسب بل وصل الامر الى قطاعات هامة وحيوية بالمجتمع من المخابز الى قطاع الانشاءات الى المطاعم ومحطات الوقود ليتساءل المرء وهو امام هذه الظاهرة المجتمعية الخطيرة عن النتائج التي سيكون عليها المجتمع في حال عدم وجود عمالة وافدة ؟؟ 
وتقدر الاحصائيات الرسمية ان عدد العمالة الوافدة في الاردن بلغ 280 الف عامل في الوقت الذي تشير به تقديرات وزارة العمل ان هناك 350 الف عامل قد يعملون بصورة غير شرعية – دون تصاريح عمل – كما تشير التقديرات بهذا المجال ان 70% من العمالة الوافدة العربية هم من المصريين  في الوقت الذي وصل اعداد الخادمات بالاردن الى ما يقارب ستين الف خادمة قد ينخفض هذا الرقم خلال العام الجاري بسبب ارتفاع اسعار استقدامهن بالرغم من ان بعض مكاتب استقدام الخادمات اكدت على ان هناك اقبالا على استقدام الخادمات من الجنسية السيرلانكية وانخفاض في عدد الاسر التي ترغب باستقدام خادمات فلبينات بسبب ارتفاع اسعارهن وصعوبة وصولهن الى الاردن . 
وترتبط قضية العمالة الوافدة بشكل رئيسي بالبطالة المقنعة ,التي بسببها يعزف كثير من الشباب عن ممارسة اعمال ومهن تندرج تحت مسمى « العيب والخجل « فالشاب يبحث عن الوظيفة المكتبية ويرفض ان يعمل  في المطاعم او في محطة وقود او في المخابز .
وتعزو اسر عزوف ابنائها عن العمل بمهن مختلفة الى النظرة التقليدية لهذه المهن والتي لا يرافقها « البرستيج « الاجتماعي فالشاب عندما يتقدم للزواج من فتاة متعلمة وتعمل في وظيفة ويكون هو يعمل في مطعم او في مخبز او في محطة محروقات فان قضية قبوله من قبل اسرة الفتاة تبقى قليلة مقارنة مع شاب اخر يعمل في وظيفة 
ويقول الشاب عمر الضامن 24- عاما - : لقد حاولت ايجاد وظيفة بعد تخرجي من الجامعة الا اني لم انجح في ذلك وقد سافرت العام الماضي الى تركيا لزيارة صديق لي يدرس في احدى الجامعات وشاهدت كيف ان شباب وفتيات تركيا يعملون في مهن لا تزال بالنسبة لنا تندرج تحت ثقافة العيب فهم يعملون في المطاعم وفي الفنادق وفي جميع القطاعات ولم اشاهد عاملا وافدا خلال زيارتي للبلد
وتقول  ام محمود وهي ام لثلاثة شباب يعملون في وظائف القطاع الخاص باستثناء واحد منهم يعمل في احد الفنادق : ان تجربتها مع هذه القضية تؤكد لها بان المجتمع لا يتقبل فكرة العمل في مهن معينة للشباب .
واضافت : كنت في كل مرة احاول ان اتقدم لخطبة فتاة لابني اواجه بالرفض لانه يعمل في الفندقويكون رد اسر الفتيات بانهم يفضلون من يعمل في وظيفة حكومية او في القطاع الخاص مشيرة الى ان عدم اقبال الشباب على العمل يعود الى عدم تغير المجتمع لنظرته لهذه المهن .
ويرى اخصائيون اجتماعيون ان قضية الاعتماد على العمالة الوافد ة في قطاعات عديدة يعود لتقبلهم نوعية العمل وعزوف الشباب عن العمل بها مشيرين لشباب وفتيات يعملون في المطاعم والفنادق ويحاولون تحدي ثقافة العيب علهم ينجحون بتغيير نظرة المجتمع التي تحبط قدراتهم  في الوقت الذي نشهد فيه  ارتفاعا متزايدا بنسب البطالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com