الثلاثاء، 7 فبراير 2012

ولا عزاء في التكنولوجيا

كريمان الكيالي -  لم يجد ما «يفش الغل « سوى مخاطبة احد الموظفين بحدة خرجت عن المألوف ومطالبته بإيجاد حل سريع له ولجمهور العملاءالذين اكتظت بهم صالة الانتظار بأحد فروع بنك كبير، بعد عطل اصاب الاجهزة بسبب توقف خدمة الانترنت يوم الخميس الفائت .
 وبرغم ان الموظف كان في منتهى الأدب وحاول تهدئة «العميل الغاضب « ومطالبته والزبائن بالإنتظار لفترة من الوقت ، خاصة ان العطل اصاب كافة فروع البنك ، الا ان المواطن واصل انتقاده لما حدث وتساءل كيف كانت تتم معاملات الزبائن ما قبل الانترنت ، ولماذا لا يتم وضع حل بديل بعيد اعن التكنولوجيا في حال حدوث عطل شبيه تتعطل معه مصالح الناس ؟.
 وكانت صالات الانتظار اكتظت بحشد كبير من العملاء، بخاصة وان هناك يومي عطلة «الجمعة والسبت « ما يعني أن أي معاملة ستنتظر حتى يوم الأحد ، مما احدث ارباكا غيرعادي .. موظف اراد ايداع مبلغ للشركة التي يعمل بها ، واضطر للاتصال اكثرمن مرة بمديره واستمزاج رأيه في الموضوع ..سيدة مغتربة أرادت سحب مبلغ من المال قبل ان تسافر،دخلت البنك قرابة الواحدة والنصف وخرجت في الثانية والثلث من ظهر يوم الخميس ، اي أنها انتظرت قرابة ساعة ولم يتم اصلاح العطل ، فانصرفت واضطررت لتأجيل السفر ، فهي ممن لايعتمدون على «الفيزا « ، فلها معها اكثر من حكاية «لا تسر» بحسب قولها وغيرهم الكثير..
 بطاقة الصراف الالي جزء من منظومة التكنولوجيا، فبرغم حسناتها حيث يستطيع الشخص ان يسحب نقوده من اي جهاز موجود في شارع او مول حتى ومن اي صراف تابع لأي بنك ، الا انها لاتخلو من سلبيات كثيرة ، كأن يكون الصراف الالي معطلا، او ان تكون البطاقة غير مفعلة لسبب ما او تخرج البطاقة بلا نقود وبوصل يؤكد سحب المبلغ ، او ان «يبلع» الصراف البطاقة مما يتوجب مراجعة البنك، اضافة لتعرض هذه البطاقة لأشكال مختلفة من السطو المتقن ، 
توقف خدمة البنك وارباك العملاء في عطلة نهاية الاسبوع وسلبيات بطاقة الصراف الالي ، يقود للحديث عن مساوىء التكنولوجيا ، فالحاسوب والانترنت حققا ثورة غير مسبوقة في تقديم الخدمات والاتصالات ، لكن بعض المشاكل التقنية التي تبدو بسيطة تتعطل مصالح الناس ، وقبل فترة قصيرة فقد أحد الكتاب الايميل الخاص به بعد عشر سنوات من الاستخدام اليومي ، حيث تعرض بريده الالكتروني لعملية اختراق من قبل «هكرز» ، ويصف شعوره كمن فقد سلعة ثمينة جدا ، حيث يحتوي الايميل على مخزون ضخم من الرسائل والمعلومات المحفوظة ، ،ويقول اعتقدت ان الايميل هو اكثر مكان آمن لحفظ كثير من المراسلات ، لكن ما حدث جعلني اتحسر على ايام البريد العادي ورسائله، التي كان بالامكان ابقاء ما تحتويه سرا بين المتراسلين اذا تم الاحتفاظ بها ، والأدهى كما يقول بأن من اخترق «ايميله « لم يكتف بذلك بل قام بارسال رسائل عشوائية - يعلم الله ما تحوي- الى العديد من الاشخاص والمواقع بحسب ما افاد موقع «الهوت ميل»، الذي برر له سبب اغلاقه.
 فقدان الموبايل هو الآخر يعني ضياع الارشيف الخاص والذي يعتمد عليه كثيرون في حياتهم وتعاملاتهم اليومية ، فهناك مخزون كبير من الاسماء وارقام الهواتف والمسجات والاسرار ، وبوجود خدمة الانترنت بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي عبر الهاتف النقال اتسع حجم الفقد الذي يتعرض له الشخص اذا ضاع او سرق موبايله او تعرض للتلف لأي سبب من الأسباب.
 إلى ذلك، يبدو ان لاعزاء في التكنولوجيا فالأخطاء التقنية التي تبدو بسيطة تتعطل معها حياة ومصالح الناس ، والعالم الذي اصبح قرية صغيرة بكبسة زر، تربكه ذات الكبسة.!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com