الاثنين، 13 فبراير 2012

التصلب اللويحي يصيب الإناث أكثر من الذكور التصلب اللويحي يصيب الإناث أكثر من الذكور

عمان- يعرف التصلب اللويحي بأنه مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي)؛ حيث تتآكل الطبقة المغلفة والواقية للأعصاب والتي تعمل بالأحوال الطبيعية على حماية الأعصاب وتقوية الإشارات العصبية ونقلها من مكان لآخر.
وتتلف هذه الطبقة من الأعصاب كنتيجة للالتهاب المناعي المستمر وبشكل تدريجي تتناقص السيالات العصبية التي تنتقل عن طريق الأعصاب المتأثرة وتتباطأ، وفي مرحلة ما لا يقتصر التلف ليؤثر على الطبقة الخارجية المغلفة للعصب فحسب، بل من الممكن أن يصل التآكل والتلف ليصيب الأعصاب نفسها وهنا يكون التأثير الأكبر.
وبزيادة عدد الأعصاب المصابة يتأثر المريض بالمزيد من الأعراض وعادة ما تنعكس الأعراض حسب الأعصاب المتأثرة.
عادة ما تتراوح أعمار المصابين ما بين 20-50 سنة ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن أن يصيب أعماراً أصغر أو حتى أكبر من هذا المعدل. ومتوسط عمر الإصابة هو 34 عاماً وبشكل عام تعد احتمالية إصابة الإناث أعلى بمرتين من معدل إصابة الذكور.
ما سبب الإصابة بمرض التصلب اللويحي؟
ما يزال السبب الكامن وراء الإصابة بهذا المرض مجهولاً. على الرغم من أنه وخلال العشرين السنة الماضية تم إجراء العديد من الدراسات لمعرفة ارتباط هذا المرض بالأمراض المناعية أو الجينية محاولين إيجاد تفسير لآلية الإصابة بهذا المرض وما تزال الدراسات والأبحاث تشير إلى مرض التصلب اللويحي على أنه أحد الأمراض الناتجة عن فرط المناعة أي أن ما يعاني منه المريض يكون كنتيجة لمهاجمة خلاياه المناعية بشكل خاطئ للجهاز العصبي مما ينتج عنه لما أشرنا سابقاً إلى تلف الأعصاب.
أعراض التصلب اللويحي
قد تتراوح أعراض التصلب اللويحي ما بين عرض واحد إلى عدة أعراض ويختلف نمط الأعراض من مريض لآخر بالشدة ومدة الإصابة ففي بعض الحالات يشتكي المريض من الأعراض بشكل واضح لفترات متفاوتة وبعد مرور هذه الفترة يمر المريض بفترة خالية من الأعراض.
وبأنماط أخرى للمرض والتي تسمى بالتفاقم الأولي للأعراض وبهذا النوع من التصلب اللويحي يلاحظ المريض تنازلاً مستمراً بقدرته الجسدية ويصيب هذا النوع 10-20 % من المرضى وأما عن ماهية هذه الأعراض فهذه بعض منها: 
- مشاكل في النظر وعادة ما تكون هذه المشكلة أولى الأعراض التي يشتكي منها مريض التصلب اللويحي ونقصد بمشاكل النظر أن المريض قد يشتكي من غباش (أو عدم وضوح) في الرؤية، فقدان الرؤية في إحدى العينين رؤية ألوان على غير الألوان المعتادة  مثلاً: أحمر – برتقالي أو أحمر – رمادي في بعض الأحيان. وعادة ما تتلاشى هذه الأعراض في بداية المرض. 
- ضعف في الأطراف (الأيدي – الأقدام) قد تترافق مع سوء للتنسيق في حركات الجسم وفقدان التوازن.
- تشنج في العضلات تعب وإرهاق أو خدران.
- قد يفقد المريض الإحساس، ويلاحظ مشاكل بالحديث، رجفة ودوار.
- كما قد يعاني 50 % من المرضى من تغيرات نفسية مثل: قلة التركيز، فقدان جزء من الذاكرة، عدم القدرة على عمل المهام المتسلسلة.
- وبتقدم الحالة المرضية قد تسوء هذه الأعراض وقد يتطور المزيد منها عند المريض كما ويجدر بنا الإشارة إلى أنه وجد أن تعرض المريض للارتفاع في الحرارة يزيد من شدة الأعراض عند 60 % من المرضى.
هل من علاج؟
تختلف العلاجات وتتنوع عند الحديث عن مرض التصلب اللويحي إذ عادة وبعد التشخيص الأولي للمرض لا بد من البدء بأحد العلاجات وعند اختيار العلاج الملائم يأخذ الطبيب بعين الاعتبار شدة المرض ومدى تأثيره على طبيعة حياة المريض، كما ويهدف العلاج لتقليل شدة وحدة نوبات المرض والتقليل من التسارع السلبي للمرض والحفاظ على الوظائف الحركية قدر المستطاع. 
وهنا تكمن أهمية العلاج واختياره والأهم أيضاً توقيت توجه المريض للعلاج. إذ في عديد من الحالات يؤجل المرضى تناول العلاج خوفاً من الأعراض الجانبية إلا أن البدء بتناول العلاج الموصوف من الطبيب يعد جوهرياً في حالات التصلب اللويحي وذلك لأن العلاجات الموصوفة عادة ما تكون تنتمي إلى مجموعة من الأدوية المخصصة للتقليل من تسارع المرض والتأخير أو التأجيل بتناولها لا يعود إلا بالضر على المريض، وكما اشرنا سابقاً فالأدوية تعمل على تخفيف الاعراض وتقليل انتاكسات المريض وما تزال الدراسات قائمة حتى الساعة لإيجاد العلاج الجذري لهذا المرض.
ما الخيارات العلاجية؟
تعد الأدوية التي تؤثر على آلية عمل الجهاز المناعي عاملاً أساسياً في العلاج ومن أشهر الأمثلة على هذه الأدوية العلاجات التي تحتوي على الكورتيزون 
وعادة ما تستخدم خلال فترات هجمات المرض وذلك نظراً لأن آثارها الجانبية تكون شاملة للجسم كافة وغير محددة ولذلك حصر استخدامها على علاج الهجمات الحادة من المرض.
ومن الخيارات العلاجية الأخرى التي يكثر الحديث عنها عند تسليط الضوء على مرض التصلب اللويحي ألا وهي العلاجات التي تحتوي على الإنترفيرونات Interferons  والتي يمكن وصفها بلغة بسيطة كأحد أنواع البروتينات الناقلة التي تستخدمها الخلايا المناعية كنواقل فيما بينها لتنظيم عمل الجهاز المناعي وتعمل بشكل عام على تقليل عدد الهجمات وزيادة فترة التعافي فيما بينها. ويتوافر منها عدة أنواع ولكل منها استخداماته، وحالات مختلفة وبناء على عدة فحوصات يجريها الطبيب يحدد ما يناسب المريض من انواع الإنترفيرونات المتوافرة. وخارج الأردن يتوافر العديد من الأدوية الموافق عليها حديثاً من مؤسسة الغذاء والدواء العالمية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com