الجمعة، 10 فبراير 2012

اللوز .. مصادر غذائية متعددة



تتيانا الكور - يختلف العديد منا حول ماهية تناول اللوز، فهل يجب أن يؤكل طازجا (أو نيئا) أم محمصا؟ وهل تختلف القيمة الغذائية له في الحالتين؟ وحقيقة الأمر بأن التحاليل الغذائية المخبرية تشير إلى ثمة إختلاف بسيط في القيمة الغذائية لكل من اللوز الني واللوز المحمص. ويعتمد هذا الإختلاف على آلية تحميص اللوز.
وتشمل عملية التحميص الجيدة تعريض اللوز إلى درجة حرارة تتراوح ما بين 70 إلى 75 درجة مئوية لمدة 15 إلى 20 دقيقة من أجل الحفاظ على القيمة الغذائية له. وإذا تم تعريض اللوز لدرجة حرارة أعلى من 75 درجة مئوية ولمدة أطول من 20 دقيقة، فإنه يفقد من قيمته الغذائية، خاصة فيما يتعلق بفيتامين هاء والأحماض الدهنية غير المشبعة والتي نعتبرها جزء لا يتحزأ من الدهن الصحي الواجب تناوله يوميا. ولعل عملية التحميص تفيدنا من أجل أن نبرز نكهة اللوز ونطور من حلاوته، بل وتتيح لنا الفرصة في إختبار تذوق طعم جديد له مع التحميص مع مراعاة إضفاء قيمة وفائدة صحية أكبر لأطباقنا، خاصة عند إستعمال القليل من الليمون والكمون والبهارات عند تحميص اللوز في أطباقنا أو تحميص اللوز مع القرفة وبرش الليمون و البرتقال واستعماله في حلوياتنا. 
وسواء كان اللوز نيئا أم محمصا، تحتوي كمشة اليد من اللوز (بمعدل 28 غرام) على 6 غرامات من البروتين و3.5 غرام من الألياف الغذائية ويوفر نحو ما نسبته 160 سعرة حرارية – وهي كمية الطاقة التي يحتاج جسمنا أن يبذلها من أجل هضم اللوز. كما ويحتوي على نسبة جيدة من مادة الكولين الضرورية لصحة ذاكرتنا. ويعتبر اللوز مصدر جيد لكل من الكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم والمنغنيز والسيلينيوم.
وعادة ما يختلف اللوز الني عن المحمص باحتوائه على كمية أعلى من فيتامين هاء (المعروف بفتيامين إي)، الذي عادة ما يذوب في دهن اللوز، إضافة إلى إحتوائه على كمية أعلى من الأحماض الدهنية غير المشبعة، ولكن النسبة لا تذكر عند تحميص اللوز تحت درجة حرارة لا تتعدى 75 درجة مئوية ولمدة ربع ساعة. 
وتشير الأدلة العلمية الحديثة إلى دور تناول كمشة يد من اللوز يوميا في المساعدة في خفض مستوى الكولسترول الإجمالي وزيادة مستوى الكولسترول الجيد في دمنا مما يساعدنا في الحفاظ على صحة قلبنا وأوعيتنا الدموية بصورة أفضل. وتشير الدراسات أيضا إلى أن إدماج اللوز في وجباتنا الغذائية خلال اليوم يساعد في تحسين مستوى المواد المضادة للأكسدة في جسمنا مما يساعدنا في وقاية خلايانا من الضرر المصاحب لقلة تواجد المواد المضادة للأكسدة، ويعود السبب إلى إحتواء اللوز على مادة الفلافونات المضادة للأكسدة. ولعل ما يميز الدراسات هو إستعمال اللوز في عدة وجبات خلال اليوم بدلا من التركيز على تناوله في وجبة واحدة، مثل تناول 5 حبات لوز مع حبة الفاكهة أو إستعمال اللوز مع طبق الأرز في وجبة الغذاء أو تناول 10 حبات لوز مع كوب من اللبن كوجبة خفيفة.
ويحتوي اللوز على نسبة علية من الدهون غير المشبعة، لذا يجب مراعاة تخزينه بشكل جيد حتى لا يزنخ، لذا يجب أن يخزن اللوز في وعاء محكم الإغلاق وفي مكان بارد وجاف بعيدا عن التعرض لأشعة الشمس. ويمكن أن نحفظ اللوز في الثلاجة لأن البرودة تحمي اللوز من الزنخة وتطيل من نضارته. ويمكن الإحتفاظ باللوز مجمد في المنزل لمدة عام إذا كان محكم الإغلاق بدون أن يفقد من قيمته الغذائية. 
ويشكل البروتين في اللوز خطر لبعض الأفراد الذين يعانون من حساسية لبروتين اللوز مما يجعل إستعماله غير آمن لهؤلاء الأفراد. كما يعتبر اللوز مصدر جيد لمادة الأوكزالات التي عادة ما تتركز في سوائل جسمنا عند تناولها، خاصة بكثرة، وعندما تصبح الأوكزالات مركزة للغاية في سوائل جسمنا، فإنها يمكن أن تتبلور وتسبب مشاكل صحية، لذا فنوصي بالإعتدال في تناول اللوز نظرا لفوائده الصحية مع مراعاة تناول كمية لا تتعدى 15 إلى 20 حبة يوميا لدى المصابين والمصابات بحصوات في الكلى أو أمراض في الكلى غير معالجة، أو ممن يعاني من مشاكل في المرارة، من ضمنها وجود حصوات في المرارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com