الأحد، 12 فبراير 2012

ماذا تعرف عن مرض الذهان؟

عمان- هل واجهت يوما مريضا بمرض الذهان؟ هل لاحظت كثرة حركته، وانعزاله عن الناس، وتعلقه الشديد بالأشخاص الذين يثق بهم، وشدة حساسيته، وتفسيراته الخاصة للأمور؟
ما هو مرض الذهان؟
يعاني الكثير من الأشخاص في مجتمعاتنا الحديثة من مرض الذهان. وهو اضطراب عقلي يلعب التغير الكيميائي، وخصوصا التغير في نسب هرموني (دوبامين) و(سيروتونين) وهي الموجودة في المخ، دورا اساسيا فيه. كما أن هناك عوامل أخرى تسهم في حدوثه منها الاستعداد الوراثي، ونوعية الشخصية، وأسلوب التربية القائم على الشدة أو الحماية الزائدة، والضغوطات النفسية، وبعض الامراض العضوية، وبعض إصابات الرأس القديمة، بالإضافة إلى الإدمان على المخدرات أو الكحول.  
للذهان عدة أنواع إلا أن الحديث هنا عن ذهان الاضطهاد الذي يتميز الشخص المصاب به بحالة شك شديدة في الآخرين وغاياتهم حتى يشعر أنه معرض للاضطهاد من قبلهم، فيتهمهم بأمور لم يقوموا بفعلها، أو يفهم ما فعلوه بأسلوبه الخاص، كما يتميز هذا المريض بالحساسية الزائدة، ويلاحظ عليه بعض حالات الهيجان والاضطراب والحزن الشديد وعدم الثقة بالنفس، إلا أنه يقوم كذلك بالتباهي بما لديه والمفاخرة. 
الأعراض
يميل المريض إلى تكوين أفكار خاطئة عن نفسه ومن حوله، فيعتقد أنه إنسان ناقص وأن الآخرين يتآمرون ضده ويريدون التخلص منه، وأحياناً تكون هنالك هلاوس خصوصاً الهلاوس السمعية والبصرية، وربما تشمل الحواس الأخرى. تكون أفكاره غير مرتبة، ويفتقد الصبر والتروي، ويحكم على الأمور بشكل خاطئ أحياناً، ويحب أن يكون وحيداً في كثير من الأحيان حيث إنه لا يثق بأحد وتكون علاقاته الاجتماعية محدودة للغاية، ونادرا ما يكون عنده صديق مقرب، بالإضافة إلى كثرة الحركة عنده ولجوئه للتخريب، وإهمال المظهر العام والنظافة الشخصية أحيانا، ونقصان الوزن بسرعة وفقدان الشهية، ومعاناته كذلك من اضطرابات النوم، وتفكيره بالانتحار أحيانا.
كما أن هناك ذهانا متعلقا بالعشق والغيرة المرضية، فقد تصل فيه الأمور بأن يظن أن فتاة معجبة به، لأنها سلمت عليه وسألته عن شيء ما، فيتعلق بها ويبدأ بملاحقتها. ويصدم نفسياً وتتراجع حالته ويتضاعف مرضه إن اكتشف العكس. 
إن حزت ثقة شخص مصاب بالذهان، فكن محل هذه الثقة، تقرب منه أكثر وكن بئرا عميقا لأسراره، واعلم أنك مفتاح علاجه وأن دورك في حالته هذه يفوق أهمية المعالج النفسي.
العلاج
يجدر بالذكر هنا أنّ المصاب بهذا المرض لا يعترف بمرضه أصلا، ويقاوم الذهاب إلى المعالج أو الطبيب النفسي، ويظن أن من يطلب منه ذلك يتهمه بالجنون لأنه لا يحبه. لذا يفضل عرضه على الطبيب المختص وتقديم هذا الطبيب له خارج العيادة طبعاً على أنه صديق قديم للعائلة مثلاً أو قريب كان يقيم في الخارج لفترة طويلة، ثم اترك الأمر للطبيب الذي يعرف كيف سيتعامل مع حالته.
إلا أن عليك أن تعلم ان دورك لم ينته بعد، ففي مثل هذه الحالات يكون العلاج مستمراً، ويأخذ كل من يتعامل معه من المقربين دورا فيه. لكن احذر أن تعلم الغرباء بحالته المرضية، فإن علم ذلك سيزيد الامر سوءاً.  اطلب من أفراد الأسرة والمعلمين بحالته وكيفية التعامل معه.
وللتعجيل من علاجه، اتبع النصائح الآتية:
-اتبع نصائح الطبيب المعالج حرفيا، وتعاون معه في علاجه.
-لا تبين له ان هناك مشكلة، بل عامله على أنه شخص طبيعي 100 %.
-أحبه وأعره الكثير من الاهتمام، استمع له وانظر إلى عينيه عندما تحدثه ولا تهمله أبدا بالانشغال عنه باللعب في الموبايل أو مشاهدة التلفاز مثلاً.
-ركز على إيجابياته وعززها، وقل له دائماً إنك بأمس الحاجة إليه، واطلب منه تأدية بعض المهام لك وبين له أنه لولاه لما استطعت تدبر الأمر.
-حاول أن تقوي إيمانه بالله، عوّده قراءة القرآن الكريم التي تريح النفس، والصلاة والسجود الذي من شأنه أن يخلصه من الطاقة السلبية التي داخله. وعوده ارتداء سلسلة من الفضة إن كان ذكرا، وسلسلة من الذهب إن كانت أنثى، فقد وجد علماء الطاقة قدرة هذين المعدنين على امتصاص الطاقة السلبية من جسم الإنسان.
-ساعده في اكتشاف هواياته وتنميتها، واجعل له مساحة خاصة لممارستها.
-ابتعد عن انتقاده ومعاندته والإصرار على رأيك معه، وإن كان ذلك شيئا لا بد منه، فحاول إيصال رسالتك بشكل عابر وليس بأسلوب أمر أو توبيخ. فقل له مثلاً "إن علاماتك جيدة، لكنني متأكد بأنك إن قضيت المزيد من الوقت في الدراسة لحصلت على علامات ممتازة". لكن احذر أن تتوقع منه الكثير، فيحبط إن لم يحقق هذا، أو أن تطلب منه القليل فيشعر بعجزه.
-لا ترهقه بكثرة أسئلتك، ولا تشعره بأنك تراقبه، فهذا شيء يضايقه كثيراً ويعزز اعتقاداته بأنه منبوذ وأنك لا تثق بك، ويجعله لا يثق بك بشكل مضاعف.
-ابعده قدر الإمكان عن أجواء التوتر والقلق.
-اجعل ممارسة التمرينات الرياضية البسيطة كل صباح، وخصوصا المشي عادة من عاداته.
-خلصه من اضطرابات النوم؛ فعوده أن ينام الساعة 10 ليلا أو 11 كحد أقصى، أما القيلولة النهارية فتكون بين وقت الظهر والعصر بحيث يحصل فيها الجسم والعقل على الراحة والانتعاش الكامل لمجرد النوم ولو لنصف ساعة فقط. اخرج من غرفته جميع مصادر الإزعاج كالتلفاز والراديو والهاتف النقال وأسلاك الكهرباء، وليشرب كأساً من الحليب الساخن قبل ساعة تقريباً، أطفئ جميع الأضوية، وإن لاحظت أنه مايزال يعاني من الأرق اضغط على باصبعك على باطن قدميه لـ 30 ثانية، وقل له أن يتنفس ببطء شديد، وأن يغمض عينيه ويتخيل نفسه في مكان هادئ قرب بحيرة فيها موج هادئ، ثم يبدأ بالعد من 1-10 والعكس.  
-علّمه العطاء والتسامح ليصل إلى الرضا الداخلي وبالتالي السعادة، فقد وجد الباحثون أن للعطاء فوائد كثيرة منها قتل التكبر، وتقوية مناعة الجسم، وزيادة الثقة بالنفس من خلال الشعور بأن الفرد عنصر فعال في المجتمع، وإزالة المشاعر السلبية كالخوف والتوتر والاكتئاب.
- دعه يتناول الطعام الصحي المتوازن وابتعد عن الوجبات السريعة والمعلبات وأكل المطاعم، فطاقة الطاهي تنتقل إلى من يتناول الطعام. ركز في أكله على الأغذية التي تحفز هرمونات السعادة كالبطاطا والشوكولاتة الداكنة والأسماك بأنواعها والبيض والجبن والمعكرونة. واستعن بالمشروبات الطبيعية المهدئة كالبابونج واليانسون بدلاً من الإكثار من الأدوية المهدئة.
أكد باحثون استراليون أن تناول المرضى حبوب أوميجا – 3 الموجودة بكثرة في البيض والأسماك، قلل بشكل كبير من عوارض الإصابة بمرض الذهان العقلي وحسن أداء العقل.
- استخدم الزيوت العطرية المهدئة كالياسمين والخزامى والورد. أضف بضع قطرات من أحد هذه الزيوت إلى ماء الاستحمام، أو عطّر بها غرفة المريض بإضافة القليل منها إلى إناء فيه ماء ساخن، أو عطّر منديلاً بأحدها واتركه معه ليضعه في جيبه ويستنشق رائحته بين الحين والآخر.
تمرينات التخلص من التوتر والإحباط وتحفيز السعادة
- قم بتدليك النقطة الواقعة في منتصف راحة يده بواسطة إبهامك بشكل دائري فور شعوره بالتوتر أو الإرهاق. وعلمه فعل هذا بنفسه، هذا يساعد جسده على إفراز هرمونات السعادة والراحة.   
- للتخفيف من مشاعر الفشل والإحباط، اضغط بالسبابة على المنطقة التي تعلو الشفة العليا، أسفل الأنف لمدة دقيقة واحدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com