الخميس، 5 يوليو 2012

سلوكيات ثقافة الـ (إيمو) Emo

صورة

عمار الجنيدي - يمرّ  جيل الشباب في فترة مراهقته بمراحل فاصلة، قد يكون أخطرها فترة تكوينه الثقافي  والفني والاجتماعي التي تنعكس على شخصيته وطريقة التعبير عن تصرفات وسلوكيات منافية لما هو محكوم به في محيطه.
 وما يميز هذه الفترة هو انبهاره ثم تقليده لثقافات الآخرين، التي يتصادم فيها مع مجتمعه بسبب انحيازها للغرائبية والتمرد على القيم والعادات والتقاليد المحكوم بها في مجتمعه.
 ونلاحظ ؛ الدور الخطير الذي تلعبه بعض الفضائيات في إفسادها عقول الشباب من خلال اختراق العقل العربي وضرب الثقافة العربية الإسلامية في مقتل منها بتبنيها منهج تسويق الرذيلة وإفساد الذوق العام ببثها وترويجها لثقافة العري بكل ما أوتيت من حماس وإمكانات واستثمارات هائلة بمجال المتعة والترفيه التي تعتمد على الإثارة ومداعبة غرائز العقل العربي وعدم تقديم ما يمكن أن يخدم مخزونه المعرفي أو ما يحرضه على التفكير والإبداع.
وتغدو مفردات الرجولة ، الشهامة ، الإقدام ، الوفاء ، المحبة ، الصدق ، البراءة في مهب الإمّحاء، وأن هناك من يحاول أن يمحو كل هذه المفردات من قاموس الحياة، بعد أن أخذت كثير من السلوكيات بالانسلاخ عن القيم والأخلاق، لتحل محلها مفردات بديلة تأخذ طابع التقليد للثقافة الغربية بكل أبعادها المنحرفة، فيكثر المخنّثون وتنتشر الزعرنة حتى ينجرف كثرة من شبابنا وراء سيل التقليعات الغربية الزاحفة إلينا بكل تيارات الخداع وبكل أساليب الترغيب التي ترتكز على بريق الحياة الغربية وغرائبيتها.
كما ظهر اتجاه إنساني غربي المنشأ، يدعي ب  «الإيمو» Emo، أتت من الاختصار لكلمة Emotion  الانجليزية التي تعني : العاطفة ، وهي تعني الانفعال والإحساس ، وتحمل ثقافة الحزن الدائم واليأس والانطواء والتشاؤم وتضخيم المشاكل والهموم الصغيرة  والبسيطة، ويعتقد علماء الاجتماع أنهم امتداد طبيعي لجماعة البانكس  punks والهيبيين الذين ذاعت شهرتهم في سبعينيات وثمانينات القرن العشرين من خلال ما عُرِف آنذاك بموسيقى «الروك» الصاخبة و Rock & Roll و ال Metal music.
ويتخذ الايمو وسائل وأشكالا خاصة للتعبير عن عواطفهم ومشاعرهم الجياشة لكل ما هو غريب يداعب أحاسيسهم التوّاقة لكل ما هو مُبهِر ولافت؛ ك إطالة شعر الرأس والتفنّن بتسريحِهِ ولبس القميص الضيّق والبنطلون الجينز  الضيق والممزق وما يسمى ب «الخصر الساحل» ولبس الأساور والشعارات المعدنية الكبيرة الخاصة، وقد يكون المظهر أهم ما يميزهم من خلال المظهر واللباس والألوان الفاقعة والحزن والكآبة البادية على وجوههم حيث يتعمّدون اضهارها كطريقة للتعبير عمّا يجيش في دواخلهم من تشتت وضياع وعدم فهم الآخرين لمعاناتهم الوجودية.
  الواقع يقول أن لهم موسيقاهم الحزينة الخاصة وأسلوبهم الخاص في التسكع بجماعات وإستغراقهم في ترديد بعض عبارات أفلام الرسوم المتحركة التي يرون أنها تعبّر شيئا عما يريدون إيصاله، ، وتمتاز ثقافة الإيمو بعدم التفرقة بين الجنسين:  ففتاة الإيمو لا تختلف لا في الشكل والمظهر ولا في الأفكار  وطرائق التعبير عن صبي الإيمو، وقد يقومون بإيذاء أنفسهم أو الإقدام على محاولات الانتحار، وكل ذلك بدواعي لفت الانتباه أو في حالات مضايقة الآخرين لهم، وعادة ما يميلون الانتحار نتيجة الاضطرابات التي يمرون بها.
amrjndi@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com