السبت، 7 يوليو 2012

بترا (الوردية) .. بدأ تاريخها الحضاري مبكرا

صورة

رهام فاخوري- في مثل هذا اليوم من عام 2007 ؛ فازت البتراء»المدينة الوردية» كاحدى عجائب الدنيا السبع، في مسابقة عالمية نظمتها «جمعية عجائب الدنيا السبع الجديدة» السويسرية كقيمة اضافية لهذه المدينة «الوردية» .
تاريخ بدأ منذ تأسيس امارة شرق الاردن في العشرينيات من القرن الماضي ، فكان دخول اول فوج سياحي منظم عام 1928، وادرجت على برامج اكبر شركة تنظيم رحلات سياحية عام 1932 وهي شركة توماس كوك الامريكية، واول فندق انشأ فيها هو فندق نزال عام 1930.
 من جهته ، روى استاذ الاعلام في جامعة الحسين بن طلال ،الدكتور باسم الطويسي تاريخ المدينة الذي بدأ منذ 1800 ميلادي اذ كتب عنها من قبل الالمان ، وقال ان الخطأ الشائع بان المستشرق السويسري يوهان لودفيج بركهارت عام 1812 مكتشفها ولكن الصحيح انه اول سائح غربي للبتراء.

 انصهار التقاليد الشرقية القديمة
 ادرجت البتراء على قائمة اليونسكو للتراث العالمي ،لانها نصف مشيدة ونصف محفورة في الصخر ومحاطة بجبال تعتريها مسالك وممرات ضيقة، تعتبر احد أشهر المواقع الأثرية في العالم حيث تنصهر التقاليد الشرقية القديمة مع الهندسة الإغريقية.  
وقال د. الطويسي:» تعود قصة المدينة الى منتصف العشرينيات من القرن الماضي حين ادخلت على اول برنامج سياحي يربط بينها وبين القدس من قبل شركة توماس كوك الامريكية اذ كان السياح ياتون بالقطار الى محطة سكة الحديد بمعان ثم يتم نقلهم بالخيل مسافة (30) كيلو مترا الى البتراء». 
بعد ان شهدت المنطقة فتح اول طريق يربط بين معان والبتراء عام 1930، وبعدها اصبح السياح ينقلون من عين موسى الى المركز الامني بوادي موسى الذي كان من اوائل اماكن الايواء للسياح وكانت لديه غرفة لكي يقيموا فيها وكانت في تلك الايام يطلق عليها «سياحة المغامرين».

فندق عائلة « نزال»
بدأت البتراء تستقبل السياح الغربيين خلال الحرب العالمية الثانية، حينها كان ضباط الجيوش في المنطقة يقضون اجازاتهم فيها، اضافة الى المستكشفين وبعض رجال الدين. 
وشهدت المدينة، اول استثمار فندقي لعائلة» نزال»، التي انشأت اول فندق حمل اسم العائلة داخل مبنى المحمية نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي،  وتكون الفندق من (6) غرف لاستبقال السياح، وابدى الطويسي اسفه لعدم استغلال هذه المنشأة كمتحف سياحي عوضا عن تحويله لمخزن لترميم الاثار. 
وقال الطويسي ان التنظيم الرسمي للسياحة بدأ عند انشاء اول مركز للزوار في نهاية الخمسينيات وكان على شكل خيمة، وفي نهاية الستينيات تحول المركز الى مبنى ، وفي عام 1984 نقل اهل المنطقة «البدول» من الموقع الاثري الى قرية ام صيحون.

«بركهارت» المكتشف للمدينة عام 1812 .
دخلت المدينة ضمن قائمة التراث الانساني لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» عام 1984. 
وقال الطويسي ان اول خطة لادارة للموقع وضعت من قبل وكالة المتنزهات الاثرية الامريكية عام 1968. 
واوضح ان ما يشاع حول ان «بركهارت» المكتشف للمدينة عام 1812 ليست بالمعلومة الدقيقة لان المستكشفين الالمان كتبوا عن المدينة قبل الزيارة بحوالي (20-30) عاما ، والوصف الدقيق له «اول سائح غربي». 
وأبرز بركهارت مدينة البترا إلى العالم بعد إصداره كتاب رحلات في سوريا والديار المقدسة عام 1828 والذي احتوى على العديد من الصور والمعلومات حول البترا.
كانت البتراء عاصمة لدولة الأنباط وأهم مدن مملكتهم التي دامت بين 400 قبل الميلاد وحتى 106 ميلادي، وامتدت حدودها من ساحل عسقلان في فلسطين غربا وحتى صحراء بلاد الشام شرقا، ومن شمال دمشق وحتى البحر الاحمر جنوبا, شكل موقع البتراء المتوسط بين حضارات بلاد بين النهرين وبلاد الشام والجزيرة العربية ومصر أهمية أقتصادية فقد أمسكت دولة الأنباط بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق وسكانها وكانت القوافل التجارية تصل إليها محملة بالتوابل والبهارات من جنوب الجزيرة العربية والحرير من غزة ودمشق والحناء من عسقلان والزجاجيات من صور وصيدا واللؤلؤ من الخليج العربي. 
يشار الى ان الأعمال المشهورة للبتراء لوحة فنية بالألوان المائية لمناظر البتراء للفنان شرانز حوالي 1840 وأول خارطة مخطوطة للبتراء باللغة الإنجليزية من رسم الرحالة لابودي حوالي عام 1830 وصور للبتراء تصوير فريت عام 1830، ويبلغ عرض الخزنة 28 مترا وارتفاعها 39.5 متر, كما يوجد العديد من التماثيل الهيكلية(بقايا جثث الأنباط) وأصبحت من عجائب الدنيا السبع الجديدة عام 2007.

هناك تعليق واحد:

Tahsheesh.blogspot.com