الأحد، 1 يوليو 2012

استمع إلى جسدك فإنه يكلّمك


عمان- ينصح الخبراء دائما وأبدا بالاستماع إلى الآخرين لفهم الرسائل التي يودون إرسالها لنا من خلال كلامهم أو حتى من خلال لغة جسدهم. إلا أن المعظم يجهل أن علينا أن نستمع إلى أنفسنا كذلك قبل أن نستمع إلى غيرنا، ولا تنس أن جسدك لن يكذب عليك ولن يخدعك أبدا... فثق به. لكن، بماذا يلمح لك جسدك؟ وكيف تستمع إليه؟
تشعر كل خلية في جسدك بالسعادة والحزن والراحة والتعب والنعاس والتفاؤل والقلق والخوف والألم قبل أن نشعر بها نحن، ويحاول الجسد أن يعطينا علامات تنذرنا بالشيء قبل حدوثه. إن الأمور النفسية والداخلية التي نشعر بها؛ كالفرح والحزن والراحة والألم والقلق والخوف والألم. وكما نعلم فإن الدماغ والجسد مربوطان معا. لذا يرسل الدماغ إشارات إلى خلايا الجسد من خلال الجهاز العصبي المركزي، لتجعل هذه الخلايا تعلم أن هناك حالة ما يمر بها الجسد، وهذه الخلايا تقوم بدورها بردود فعل مناسبة للحالة التي نمر بها من فرح أو حزن أو غير ذلك.
كن واعيا وتعلم كيف تقرأ جسدك كالكتاب المفتوح .. اسأل نفسك كيف أشعر الآن؟ تلق الإجابة ونفذ أمر جسدك فورا، واعلم أنك لو لم تستمع لكلام جسدك ولم تفهم إشاراته فستكون أنت الخاسر الأول. فإن قال لك جسد إنه متعب فلا تبخل عليه بنيل قسط من الراحة، أما إن أوحى لك ببعض القلق فابق حذرا، فهذه هي الحاسة السادسة تخبرك بأن شيئا ما سيحدث. لكن احترس من التشاؤم وإعطاء الأمور أكثر مما تستحق.
اعلم أن الأصل أن يكون في جسدك فيضا كبيرا من الطاقة، إلا أن انخفاض طاقة جسدك وقلة همتك هو دليل على ضعف عام في جسدك أو بداية إصابتك بمرض ما. استمع إلى جسدك أكثر لتعرف أي جزء منه يؤلمك بالتحديد. عالج المشكلة ببعض الأعشاب الطبيعية وبعض التمرينات الرياضية، ونل قسطا من الراحة كذلك.
قبل أن تنساق وراء مشاعرك.. اسأل قلبك: فالقلب هو مركز العواطف والإحساس. فالقلب هو الممر الذي يوصلنا إلى ما بداخلنا ويحدد مشاعرنا ويتيح لنا فرصة ان نرى أنفسنا في أعيننا وفي أعين الآخرين، وكيف يشعرون تجاهنا وكيف نشعر نحن تجاههم. فإن شعرت بنبض قوي لقلبك وتلاحظ أن لسانك بدأ يرتبط ووجهك بدأ بالاحمرار عندما ترى شخصا ما أو تسمع بسيرته، فهذا يعني أنك متيم به.
إن شعرت خفة في جسدك وكأنك فراشة تحلق في الفضاء، فهذا يعني ان جسدك يعطيك بشرى سارة بأن السعادة تغمرك. اسمح لنفسك أن تنطلق لتعبر عن فرحتها. عبر عن طريق الرقص أو الصراخ أو الغناء أو الخروج مع أصدقائك.
إن لاحظت أن كمية لعابك قد زادت في فمك وأن معدتك بدأت بإصدار أصوات خفيفة عند رؤيتك لنوع معين من الطعام فهذا يعني أن جسدك بحاجة إليه. كل ما تشتهي حتى لو لم يكن هذا النوع من الطعام مناسب لك، لب رغبة جسدك فيه ولا تحرمه. لكن احذر أن تزيد الكمية إن كان هذا النوع من الطعام الذي اشتهاه جسدك يضر بك. استمع إلى جسدك بعد فترة قصيرة من تناول طعامك، لتعرف أي الأنواع هو الأفضل لك، فإن لاحظت أن نوعا معينا من الطعام يتسبب لك بالمغص أو الضيق فابتعد عنه، وإن كان ضروريا لك، فحاول أن تجد البديل المناسب لك.
اكتشف كم يحتاج جسدك من النوم كل يوم بالطريقة نفسها كذلك. يحتاج الصغار لـ14 ساعة من النوم تقريبا كل يوم، أما المراهقون فيحتاجون لـ 9 تقريبا، أما بالنسبة للبالغين فهم يحتاجون لحوالي 8 ساعات، وتقل نسبة النوم عند كبار السن الذين لا يحتاجون غالبا لأكثر من 5 ساعات. اكتشف كم يحتاج جسدك من النوم بأن تنام عدد الساعات التي تناسب عمرك وتلاحظ مدى الراحة التي تشعر بها، فقد تكتفي بعدد قليل من الساعات أو قد تحتاج عدد ساعات نوم أكثر.
صل لله، فالصلاة تزيد من مستوى تركيزك وتوصلك لما بداخلك وتخلصك من الطاقة السلبية التي قد تحول بينك وبين اكتشاف نفسك. مارس التمرينات الرياضية كذلك.
هناك الكثير من الحركات التي يصدرها جسدك بلغته الخاصة كإشارت على أمور ما، فمثلا وضع رجل فوق الأخرى مع تحريكها يعني أنك تشعر بالملل. أما قضم الأظافر أو عض الشفاه ينم عن قلة الثقة بالنفس. 
احتفل باختلافك عن الآخرين، واستمع لجسدك أنت. فليس بالضرورة أن يناسبك نمط قد ناسب صديقك. ومن هنا نعي لمدى خطورة ما يفعله البعض، كأخذ سيدة وصفة أو نظام حمية غذائية من صديقتها. فلكل جسد طبيعته. 
لا شك أن انتباهك لجسدك ووعيك لما يحدث داخله، يجعلك طبيب نفسك ويزيد خبرتك بها مع مرور الوقت.
تذكر دائما أن بإمكانك أنت كذلك ان ترسل ما تريد لجسدك، فإن مررت بموقف محزن مثلا، فما عليك إلا أن تبتسم لتغير مزاجك وتحسنه عندما تقلبه رأسا على عقب.


ميس نبيل طمليه
كاتبة ومترجمة
maistommaleh@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com