الثلاثاء، 31 يوليو 2012

الصيام مع الأهل أجمل !

صورة

كريمان الكيالي -  يغادر كثيرون الوطن، أقدار وظروف تفرض الاغتراب، تنأى الغربة بالجسد فيما يبقى الوطن قريبا في النبض والوجدان، وفي رمضان حنين مختلف نحو الوطن لمن يصومون بعيدين عنه.
 أن نصوم ونحن بعيدا عن الوطن، غربة من نوع آخر، «رمضان» يأتي ليعود بنا إلى الجذور.. دفء العائلة واللمة الأحلى، طقوس العبادة والتآلف والتواصل والطعام والشراب، ليتعزز الشعور بأن الصيام مع الأهل أجمل.

 الوطن قريب 
 يقول البعض إن رمضان يولّد شعورا افتراضيا بأن الوطن قريب برغم بعد المسافة، فكيف إذا عاش المغترب تجربة الصيام في الوطن بعد غياب طويل، كل شيء سيكون مختلفا، هذا ما يقوله المغترب «أسيد» .
 يضيف :» الاعتقاد بأن رمضان واحد في كل مكان في العالم ليس صحيحا على الإطلاق ليس بسبب ساعات صيام تقل أو تزيد، بل لأن الاحساس بالصيام هو الآخر يختلف، لأول مرة منذ عشرين عاما أصوم مع الأهل، طالما شعرت بحنين جارف وانا في الغربة لرمضان أيام زمان، فرحتي بالصوم يصعب وصفها، منذ اليوم الأول في رمضان أخرج إلى الشارع قبل موعد الإفطار، أرقب المشهد مع أبنائي ، حركة الناس والسيارات التي تقل، نسعد بشراء القطائف والعصائر الرمضانية، فمثل هذه الطقوس محرومون منها هناك في الغربة.

 يومياتي ..!
 ..ولأن رمضان في الوطن «لايعوض « يقول «أسيد « فإنني أقوم بتسجيل يومياتي في هذا الشهر، لا يفوتني مشهد رمضاني إلا رصدته وصورته ..باعة المشروبات والقطائف والبسطات ومقاهي الأرصفة، أقوم بتخزين كل ذلك على أكثر من «سي دي « ، أود ان تبقى معي ذكرى، فقد لاتتكرر هذه الفرصة، كما أنني أرغب بتوزيعها على أصدقائي هناك العرب والاجانب ليروا جمال رمضان في بلدنا ، كذلك صفحتي على الفيسبوك هي الأخرى كرستها للشهر الفضيل، إنني متفرغ تماما لرمضان. 
 مغترب آخر»إبراهيم» يقول ..كل عام اقضي والأسرة إجازة الصيف في عمان ، لكن هذه هي المرة الأولى التي نصوم فيها رمضان في الوطن منذ حوالي عشرين عاما بسبب ظروف العمل، لرمضان بهجة مختلفة هنا.. مدفع الافطار والمسحر، حبات التمر، طبق الحساء الدافئ الذي يجب أن نبدأ به الإفطار وعصائر رمضانية اختلطت فيها الأسماء والالوان والنكهات ، اما مشاعر أبنائه فلا تختلف هي الأخرى.

 نكهة مختلفة 
 «رزانا20عاما» ابنته قالت :»يكفي أننا التقينا الأهل على أكثر من مائدة افطار، تذوقنا أطباق كثيرة لها هنا نكهة مختلفة ، عشنا تلك اللحظات التي ينتظر بها الصائمون مدفع الافطار وسط أجواء من الألفة والمودة ، كذلك أدهشتني الزينة والاهلة والنجوم والفوانيس التي تزين واجهات المنازل بألوان وأشكال مختلفة ، الجميع هنا».
مبتهج برمضان ، فيما يقول شقيقها «زيدون « بأن رمضان في الأردن مختلف ، وليالي رمضان الأجمل ، سهرات ومقاهي وخيم رمضانية ، كل ذلك يضيف نكهة مختلفة لشهر الصيام.
 المغتربة « ساره» تقضي هذا الشهر مع أسرتها لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات ، وتقول برغم الحر الشديد وانقطاع المياه والكهرباء عن الحي الذي نسكن فيه وأزمات السير الخانقة، إلا أن رمضان يأخذ شكلا استثنائيا جميلا في كل شيء . ..موائد الافطار والسهرات والخيم الرمضانية .
 ويضيف زوجها «أحمد « « : نحاول في الغربة ان نعيش أجواء رمضان كما هي في الوطن، ندعو الأصدقاء دائما للافطاروالسحور، لكن هنا نشعر بأن رمضان حقيقي نعيش تفاصيله ، نستمتع بكل اللحظات ، فهو في الوطن وبين الأهل مختلف برغم هذا الطقس الحار الذي لم نتوقعه على الإطلاق!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com