الأربعاء، 4 يوليو 2012

التاكسي.. قصص تحدث معنا

صورة

سيرين السيد -    حدث ذلك منذ ستة اعوام،  شابة كانت تبلغ حينها 21 عاما والان هي ربة منزل وام لفتاة وطفل،   حدثتنا حصريا « ابواب- الرأي» مراعية الخصوصية، وعدم ذكر اسمها، مكتفيه بتعريف نفسها بحرف «س» .
«س» روت  قصتها :  كانت الساعة تقارب الرابعة بعد الظهر عندما انتهيت من التسوق بمنطقة الحسين واوقفت التاكسي للعودة الى المنزل».
..تابعت والخوف واضح بعينيها:» دخلت التاكسي وقمت بالتحية وإخباره بإن مقصدي منطقة الجاردنز فانطلق، في هذه اللحظة كنت اتحدث بالهاتف الخلوي مع امي لاخبرها بأني في طريق العودة، وعند الاقتراب من المنطقة قال لي سائق التاكسي بأن  بداية الجاردنز بها حفريات و  إزدحام وسوف ياخذني من طريق مختصر فقلت له لا مانع»!.
 « لم اكن متابعة للطريق ،الذي تحدث عنه لاني كنت اتحدث مع خطيبي ومنشغلة بالهاتف، ولكن للحظة احسست بأن الطرق غريبة عني وان الوقت مضى ولن نصل بعد، وعندها شعرت بعدم الراحة(...)   سألته:
-  اين نحن ولماذا لم نصل بعد؟.
  لم يجبني - تتابع «س» سرد حكايتها :»  احسست بأنه يمسك شيء بيده «وعندها قال لي: « ان كنت تريدين الحياة اصمتي والا قتلتك» واوصد الباب والشباك والتفت يداه الكبيرة حول رقبتي  واخذ مني حقيبتي وهاتفي الخلوي وعقدي وخاتمي بلحظات قليلة».

 افكر ان افتح الباب !
«لم اعي لما قاله وفعله ،بدأت ارتجف وحاولت النظر له لارى وجهه لكني لم استطع، اخذت افكر ان افتح الباب واقفز لكني خفت لما يحمله بيده ولم اره!.
  وتتابع :»اخذت بالبكاء الشديد والصراخ ماذا تريد مني فلم يجب، كانت الساعة تقارب السادسة وملامح الغروب قد وضحت، عندها قال لي كلام لم افهمه: «لن اوذيك ولكن اعلمي انني لم افعل هذا ما لم يطلب مني!!» اخذ كل شيء وفتح الباب ورماني من السيارة،بجوار  الجامعة الاردنية ورمى حقيبتي ايضا».
تابعت وصوتها يرتجف :» التف الناس من حولي وهم يصرخون وكنت قد اصبت من قوة الرميه على الشارع بوجهي ويداي وقدماي ولم استطع التحدث، جاءت الشرطة والاسعاف واستدلوا على اهلي وبقيت يومين لا استطيع النطق ابدا».
وبوجود دعم الاهل حولي وقراءة القران باستمرار علي  ووجود دكتورة في علم النفس لمعالجتي استطعت ان اتخطى تلك الازمة والتجربة المريرة وان اتكلم من جديد، ولكن للاسف لم تستطع الاجهزة الامنية ان تجد الفاعل ومن يومها لم اركب سيارة اجرة لا وحدي ولا مع احد!.

المجتمع  و قصص  
متباينة عن   سائقي التكسي
شاع  الحديث بين اوساط المجتمع عن قصص كثيرة تختص ببعض سائقي التكسي اعتبروها منافية للواجبات والاخلاق الذي يقدم خدمة التوصيل! لا خدمة التعرف او التدخل في الشؤون الخاصة او الظاهرة الجديدة وهي انتقاء الزبائن بحسب  الموقع او المظهر ويا حبذا ان تكون من الفتيات الجميلات !.
روايات كثيرة ،انتقدت تصرفات بعض اصحاب التكاسي وخاصة الشباب منهم ومن الروايات التي سمعناها.
«ابو احمد الطيراوي».. التكسي وسيلته الخاصة بالتنقل،  حدثنا عن تجاربه فقال:  بإختصار صاحب التكسي اسطوانته الوحيدة والمتكررة» دائم التذمرمن متاعب العمل, وكثرة المشاكل اينما ذهبوا او تواجدوا يشكون من سوء الاحوال وقلة الدخل خاصة من يعمل سائق لتكسي لا يملكه»،  هذه الديباجة التي اسمعها دون كلل ولا ملل لاني اعتدت عليها»!.

 مساعدتي في حمل الاكياس
 «ام علي النوباني « سيدة في 58 من عمرها تحدثت غاضبه، لأكثر  من مرة اصادف الموقف نفسه،وهو ان اوقف سيارة الاجرة عند انتهائي من التسوق ويرفضون التوقف لعدم رغبتهم في مساعدتي في حمل الاكياس والجديد في الامر سؤالهم اين اتجاهك؟.
 وتابعت:» لماذا يعملون سائقي اجرة اذا لم يعجبهم الموقع وشهقت قائلة «اين نخوة وشهامة شباب ايام زمان فعلا انعدمت»!!
اما روىء أ طالبة في الجامعة قالت، الفتاة هي التي تعطي «ريقاً «، لسائق التكسي يجب ان تتوقع اي شيء، لذلك عندما أشعر من نظرة سائق التاكسي أنها غير مريحه، فلا أصعد معه بالسيارة واذا صعدت وتبين بعد ذلك من نظراته انه غير سوي فلا أفسح له المجال للحديث عن أي شيء» .
  صديقتها» ديما « شاركت في الحوار ولفتت الى انها:»     أحرص على عدم ركوب التاكسي إلا إذا كنت بصحبة صديقة على الأقل، فالصحبة تجعل من ينوي التحرش بفتاة يفكر مرتين قبل الإقبال على فعلته، خاصة اني سمعت ما يكفي من التعليقات تجعلني متخوفة دائما من الركوب وحدي، ولكن بشكل عام  تقع نصف المسؤولية في تمادي السائق مع الفتيات من خلال أسلوب حديثهم معه، فالفتاة التي تحترم نفسها يحترمها الآخرون».
«انصدمت؛  صدمتي جعلتني اشتري سيارة لاختي على حسابي».
اما « تامر درويش « موظف ، واقع  في حيص بيص نتيجة  تعطل  سيارته :»اضطررت لركوب التاكسي   على مدار يومين فشاهدت العجب».

اي سيارة تاكسي، 
واضاف» تامر»  بصراحة كنت اشاهد المواقف دون اي تعليق، لارى الامور كيف تسير فمثلا عند انتهاء الدوام اخرج الى الشارع لانتظر اي سيارة تاكسي، فتمر السيارة لينزل السائق رأسه لمعاينة المنتظرين ويقف عند الفتاة الاكثر تألقا وجمالا ويركبها!.
 وفي موقف اخر ركبت مع صديقي بسيارة تاكسي واذ نحن  كأننا في ملهى ليلي،وليس داخل سيارة عادية(...) الإضاءة الحمراء، الاغاني الهابطة بصوت مرتفع، ناهيك انني شعرت (انا الرجل) بالخوف من السائق ونظراته، ولا ادري كيف   خرجت من داخل السيارة  سليما»!.

مهنة لم يخترها بإرادته
..»  الله يكون في عون سائق التكسي..»،  قالها  رب اسرة متوسطة ا»بو ايمن «45عاما  الذي  اوضح:» السائق ، بصراحة له مهنة لم يخترها بإرادته(...)  لكن الظروف حكمت، ولا سبيل له غيرها لكسب الرزق».
  ينطلق من الصباح الباكر و يرجع الى بيته واولاده في اواخر الليل منهك من الحر او البرد ومن تعب السواقة وازدحام الشوارع وتحمل احاديث الزبائن الجانبية ومواضيع الهواتف وقصص المراهقات ورؤيه الخالعين من الشباب والفتيات وغيرها.. فلماذا نضع اللوم دائما على طرف دون غيره!.
   لا تخلو اي مهنة من المتاعب والمشاق التي يمكن تجاوزها بقليل من الصبر والتعاون بين طرفي العلاقة وسائق التكسي الذي يحترم نفسه ويعامل زبائنه باحترام سيعامل بالمثل ويحظى بالاحترام.

 نظرة غريبة 
سامر الاحمد، سائق تاكسي  في بداية عقده الرابع ، استهجن ما يسمعه او يراه او يلمسه   ، في الاوساط كافة    :  « ينظر لنا أغلبية المجتمع بنظرة غريبة كأننا نختلف عنهم لمهنتنا واننا بمرتبة متدنية عنهم لا نفهم وطريقتنا بالعامية «بجم»، ولكن للاسف فعند سائق التاكسي اسلوب وطرق في التعامل افضل من غيره وذلك لاحتكاكه بجميع طبقات المجتمع، فما ذنب الذي خلق في فمه ملعقة ذهب واخرون خلق بيده «ستيرنج تاكسي».
وتابع سامر:»الكثير من الفتيات عندما يركبن السيارة تعرف من وجوههن أنه يمكن الحديث معهن أو حتى ملاطفتهن وهم من يفتحون المجال لذلك وأخريات مجرد صعودهن لا يفسحن المجال لك للحديث معهن بتاتاً، فبالتالي ليس الذنب على السائق وحده وانما الفتاة تسول للسائق نفسه بأن يوضع في هذا الموقف».
..» سامر» بجراءة قال :»  من تجربتي وحديث الزملاء سمعت  الكثير من القصص واحداهم لصديقي الذي  تعرف على الكثير من الفتيات عندما كان يقلهم من منزلهن إلى عملهن وبالعكس، حتى انه تعدى فكرة التوصيل فقط وهو يواعد الكثير منهن، ويتحدث معهن على الموبايل».
 ..ويترك هذا السائق ،سؤال الحال  
- :» على من يقع اللوم على الشاب ام الفتاة التي فتحت المجال  «؟.
وتابع سامر، لا انكر ان الكثير قد يتعدى حدود الاخلاق ولكن لا ينبغي الاجماع، فانا اعرف سائق يتفق مع المحلات لاحضار الزبائن للملاهى او النوادي الليلية ويأخذ عمولة على كل زبون، وغيرها من القصص غير المشرفه.
وتابع سامر، كما ان هنالك انواعا من السائقين  كثيرو الثرثرة ولا تقتصرعلى الفتيات بل تتجاوز ذلك لتصل الى الشاب والشيخ والصغير والكبير فبعضهم يهوى الكلام والاسئلة والحشريه في كل شي والتي لا تفيد بل تزعج الراكب .

نقيب أصحاب السيارات العمومية
 من جهته اكد نقيب أصحاب السيارات العمومية احمد ابو حيدر  ان هنالك بعض الشكاوى ،على فئة معينة من سائقي التاكسي».
واشار :» ولكن هذه الشكاوى لا تعمم ولا تشكل مشكلة لنا، خاصة انه لا تصلنا اية شكاوى من أي مواطن وهذه حقيقة وليس مجرد كلام».
مؤكدا :» ان نسبة الشباب الذين يعملون على التاكسي لا تتجاوز 5% حيث ان هنالك نصف مليون سائق تاكسي في الاردن، وهم بالاغلب الذين قد يقعون في المصادمات مع الزبون وهذا يعود الى الازمة التي نعيشها وهي ازمة أخلاق لا ازمة التاكسي، وان اصحاب التكاسي القدامى يتحلون بالخلق والاحترام وهم يعملون بهدف كسب العيش الكريم ومساعدة اولادهم على التعليم وتأمين القوت لهم».
النقيب ابو حيدر يستخدم التكسي كوسيلة تنقل يوميا وان الازمة الخانقة التي نراها في ايام الصيف لا يحتملها احد.
وتمنى النقيب على المواطن:» ان يتمتع بسعة الصدر لان سائقي سيارة الاجرة هم واجهة البلد اينما اتجهوا وهم مواطنون مثلهم مثل غيرهم، يسعون للرزق والحياة الكريمة»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com