الثلاثاء، 31 يوليو 2012

دواء نباتي لمعالجة تضخم البروستات الحميد


عمان- يصيب مرض تضخم البروستات الحميد عددا لا بأس به من الذكور، وتزداد نسبة الإصابة به مع التقدم بالسن، حيث يصيب هذا المرض حوالي 50 % من الذكور الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين، بينما تصل نسبة الإصابة به بين الذكور الذين تجاوزت أعمارهم الثمانين إلى 80 %. 
يؤثر هذا المرض بشكل سلبي على حياة الأشخاص المصابين به، لذلك هنالك العديد من الأدوية المتوافرة في الصيدليات مخصصة لمعالجته، إلا أن للنباتات الطبية دورا مهما وفعالا في العلاج، قد يُضاهي الدور الذي تقوم به بعض الأدوية في التخفيف من أعراض المرض.
ثمار نبتة البلميط المنشاري الجافة هي الجزء المستخدم في علاج مرض تضخم البروستات الحميد. تحتوي هذه الثمار على العديد من المواد الفعالة، مثل الأحماض الدهنية، وإسترات الأحماض الدهنية، والفايتوستيرول، والكحولات الدهنية، والفلافونويدز، بالإضافة إلى العديد من السكريات سواء أكانت أحادية أو متعددة.
ومن الجدير بالذكر أنه من الممكن استخلاص المكونات الفاعلة الموجودة في الثمار، ومن ثم معايرتها وتصنيعها على شكل سائل (شراب)، أو كبسولات، وفي بعض الأحيان على شكل حبوب، مما يُسهل استخدامها في معالجة تضخم البروستات. يعد المستخلص الدهني من ثمار نبتة البلميط المنشاري هو الأكثر استخداماً في تصنيع هذه الأشكال الصيدلانية، والذي يتم معايرته من خلال الحصول على تركيز للأحماض الدهنية والستيرولات ما بين 70-95 %.
ومن الممكن أيضاً أن تُطحن الثمار الجافة لهذه النبتة على شكل بودرة ومن ثم تعبئتها بكبسولات أو ضغطها على شكل حبوب، كما يمكن خلط هذه البودرة بمطحون لنبات آخر مفيد بالعلاج كبذور اليقطين أو جذور القريص. وهنا في الأردن يتوافر في الصيدليات العديد من المنتجات التي تحتوي على مستخلص ثمار نبتة البلميط المنشاري، والتي من الممكن استخدامها بشكل فعال للتخفيف من أعراض تضخم البروستات الحميد، منها المنتج الأردني السوبال والذي يتوفر في الصيدليات الأردنية، بينما يعد منتج البيرمكسون، أحد أشهر المنتجات العالمية لهذه النبتة.
قامت اللجنة الألمانية والتي تم استحداثها خصيصاً للتأكد من سلامة وفعالية النباتات الطبية التي تباع في ألمانيا، بالموافقة على استخدام نبتة البلميط المنشاري في معالجة أعراض تضخم البروستات الحميد، والمثانة العصبية، وذلك بعد التأكد من سلامتها وفعاليتها في علاج هذه الأمراض.
مرض تضخم البروستات الحميد
غدة البروستات هي أحد أجزاء الجهاز التناسلي عند الذكور، أي أنها غير موجودة لدى الإناث، وهي تشبه التفاحة بحجمها وشكلها، ويأتي موقعها داخل الجسم أمام المستقيم وأسفل المثانة البولية ويمر من خلالها الإحليل البولي؛ والذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم.  
يحدث مرض تضخم البروستات الحميد نتيجة لنمو وتضخم تدريجي في حجم الغدة البروستاتية، بالإضافة إلى وجود عوامل أخرى تعمل على زيادة انقباض العضلات الملساء الموجودة في غدة البروستات، وبالتالي زيادة الضغط على المثانة وانسداد الإحليل البولي، لذلك رغم أن هذا التضخم يعد حميداً إلا أن المريض يعاني من أعراض ومشاكل صحية ناتجة عن هذا التضخم؛ والتي ستمنعه من ممارسة حياته بالشكل الطبيعي. تنقسم أعراض هذا المرض إلى نوعين، وهما:
1) أعراض ناتجة عن تهيج المثانة، حيث يعاني المريض من الحاجة المتكررة للتبول وبشكل مفاجئ، بالإضافة إلى الاستيقاظ المتكرر أثناء النوم للقيام بالتبول.  
2) أعراض ناتجة عن انسداد أو تضيق الإحليل البولي بسبب تضخم البروستات حوله، وينتج عن ذلك صعوبة البدء بإدرار البول وتقطع في مساره، بالإضافة إلى عدم القدرة على تفريغ المثانة بشكل كافي؛ مما يؤدي إلى الشعور بأنها ما تزال ممتلئة.
في الواقع هناك تفاوت كبير في وصف شدة هذه الأعراض مما يشكل صعوبة في تقيمها من مريض إلى آخر، لذلك يوجد عدة مقاييس عالمية تم إعدادها بحيث يحتوي كل منها على مجموعة من الأسئلة المتعلقة بأعراض هذا المرض، تتم الإجابة عنها من قِبل المريض، وبناءً على الإجابات يتم تقييم شدة الأعراض ما بين خفيفة، أو متوسطة، أو شديدة. ومن الممكن أيضاً استخدام أحد هذه المقاييس لمتابعة حالة المريض أثناء العلاج، وملاحظة التحسن في حالته الصحية.
ومن الوسائل المتبعة في معالجة تضخم البروستات الحميد العلاج بالأعشاب: 
رغم وجود عدد من النباتات التي تعمل على التخفيف من أعراض مرض تضخم البروستات الحميد إلا أن نبتة البلميط المنشاري هي الأكثر فعالية في هذا المجال، حيث إنها تعمل على التخفيف من المشاكل المصاحبة للتبول من خلال عدة آليات، فهي تعمل كمضاد للأندروجين من خلال تثبيط عمل الأنزيم المختزل. 
هنالك العديد من الدراسات التي أجريت على الحيوانات وأخرى أجريت على الإنسان، والتي أثبتت فعالية نبتة البلميط المنشاري في علاج تضخم البروستات الحميد، ونذكر منها:
1) في العام 2001م، تم عمل مراجعة وتحليل لنتائج 18 دراسة سريرية عشوائية تم إجراؤها على 2939 شخصا مصابا بتضخم البروستات الحميد، عشر من هذه الدراسات قارنت بين استخدام هذه النبتة وعدم استخدامها، وثلاث منهم قارنت بين استخدام خليط من الأعشاب (منها نبتة البلميط المنشاري) وعدم استخدامه، واثنتين قارنتا بين تناول مستخلص نبتة البلميط المنشاري وبين تناول دواء الفيناستيرايد المخصص لعلاج هذا المرض. بينت نتائج هذه الدراسات أن الأشخاص الذين استخدموا النبتة أظهروا تحسنا كبيرا مقارنةً بالأشخاص الذين لم يستخدموها، حيث أدت إلى التخفيف من الاستيقاظ أثناء النوم من أجل التبول، ومن الأعراض الأخرى الناتجة عن تهيج المثانة أو تضيق الإحليل، بالإضافة إلى تحسن في تدفق البول. كما تبين أن مفعول استخدام النبتة في التخفيف من أعراض تضخم البروستات الحميد مشابه لمفعول دواء الفيناستيرايد.
2) في العام 2002م، أجريت دراسة عالمية عشوائية لمدة سنة واحدة، وكان الهدف منها مقارنة فعالية المستخلص الدهني من ثمار نبتة البلميط المنشاري مع فعالية دواء التامسولوسين في التخفيف من أعراض تضخم البروستات الحميد. وكانت نتائج هذه الدراسة مشجعة حيث بينت أن استخدام نبتة البلميط المنشاري أدى إلى تحسن في حالة المرضى وتخفيف أعراض المرض إلى حد مماثل لاستخدام دواء التامسولوسين، حيث زاد تدفق البول فأصبح 1.8مل/ثانية عند استخدام نبتة البلميط المنشاري في العلاج، بينما وصل إلى 1.9 مل/ثانية عند استخدام دواء التامسولوسين في العلاج. علاوةً على ذلك كان هناك نقصان طفيف في حجم غدة البروستات عند استخدام نبتة البلميط المنشاري، ولم يحدث ذلك عند استخدام دواء التامسولوسين.   
إذا كانت ثمار هذه النبتة متوافرة وسهلة المنال، من الممكن تناول مقدار 0.5-1 غرام من الثمار الجافة لهذه النبتة أو شرب مغلي هذه الثمار ثلاث مرات يومياً. أما في حال وجود المستخلص الدهني منها، فإن الجرعة المعتادة هي 320 ملغم يومياً، وتؤخذ إما على جرعة واحدة أو تقسم إلى جرعتين أو ثلاث خلال اليوم.
من النادر أن يسبب تناول نبتة البلميط المنشاري أعراضا جانبية ملموسة، فهي تعد آمنة ومن الممكن احتمالها. ولكن في بعض الأحيان قد تُحدِث اضطرابات بسيطة في المعدة والأمعاء، تظهر على شكل ألم في البطن، أو غثيان، أو إسهال، أو إمساك، أو فقدان للشهية، وللتخفيف من حدوث هذه الأعراض ينصح بتناول مستخلص هذه النبتة بعد الأكل. وفي حالات نادرة قد يصاحب العلاج بثمار هذه النبتة صداع، أو جفاف بالفم، أو حكة.
ولكن من ناحية أخرى يُمنع استخدام هذه النبتة الطبية من قِبل النساء، فليس هناك فائدة تذكر من استخدامها عند الإناث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com