الثلاثاء، 31 يوليو 2012

زوجات يتذمرن من تدخل الزوج بالمائدة الرمضانية


ديما محبوبه

عمان- دخول الزوج وخروجه من المطبخ مرات عدة قبيل ساعات الإفطار، سيناريو يتكرر في معظم البيوت، وتزداد هذه الحالة مع اقتراب موعد الإفطار، ليطمئن على نوعية الطعام وإلى أين وصلت الزوجة في مراحل إعداده، لا بل إنه في كثير من الأحيان يدخل إلى المطبخ محملا بالأكياس الإضافية التي تحوي بعض المأكولات، والتي ترمى جميعها على رأس الزوجة الصائمة.
والكثير من الأزواج يتفنون في طلباتهم خلال أيام الشهر الفضيل؛ لأن الصائم يشتهي الكثير من المأكولات، فيغدق على الزوجة بالطلبات كي يجد سفرة تفيض بما لذ وطاب.
وهذا ما يحدث في بيت الأربعينية رائدة علام، التي تؤكد أن حشريّة زوجها تعد جزءا من شخصيته، التي اعتادت عليها منذ زواجها، لافتة إلى أن زوجها ورثها عن والده، ومن داخل أسرته، واضطرت عنوة عنها أن تتقبل تصرفاته، وإلا اشتدت الخلافات.
وما يخفف عنها، طريقة زوجها الفكاهية في طلبه للكثير من المأكولات خلال اليوم في رمضان "فهو يدخل المطبخ ويخرج منه أكثر من 10 مرات، ويطمئن على الأكل، ثم يطلب بعض المأكولات، أو أنه يتحدث عن عائلات أو أسر يعرفها، وكيفية إعدادها الطعام"، بحسب قولها.
ولا تتحمل الخمسينية أم حسام دخول زوجها إلى المطبخ لطلباته وتحضير ما يشتهيه "وخصوصا أن كل يوم تكثر طلباته"، مضيفة "المشكلة أنه يشتهي الكثير من الأطعمة، ووقت الإفطار لا يتناول منها إلا القليل القليل ولا يرضى في اليوم الثاني أن يأكل منها".وتبين أنها كانت في أيام الشباب تستجيب إلى جميع طلباته، لكن مع تقدم العمر وزواج أبنائها، لم يتبق في البيت معها إلا هو، ولا يأكلان بشكل كبير، فتعمل على تقسيم طلباته على أيام، لأنه في الغالب يتبقى الكثير من الطعام، وهو في الوقت نفسه غير معتاد على تناول "أكل بايت"، على حد تعبيرها.
وتتفق كثير من الزوجات على أن شهر رمضان تزداد فيه حشرية الزوج في المطبخ، وفي أعمال زوجته بشكل مبالغ، وكأن دوره فقط أن يكون مشرفا على ما يدخل ويخرج من المطبخ الرمضاني. لكن سامية خالدي، باتت تغلف أعصابها بكميات كبيرة من الثلج، وكل ذلك حتى تتحمل حشرية زوجها التي لا تطاق، وتقول "منذ الصباح وهو يدس أنفه بكل صغيرة وكبيرة في البيت والمطبخ، خصوصا مع بداية شهر رمضان، فكأنه واجب عليه أن يشرف إشرافا رسميا على قائمة الإفطار من حيث الكميات والأصناف والمقادير حتى البهارات يجب أن يقوم بالتدقيق عليها".
وتستذكر أنها كانت في البداية تبدي استياءها من هذا الوضع، ولكنه يعدها بأنه سيغير عادته هذه، ولكن لا حياة لمن تنادي، وما إن يدخل البيت حتى يذهب مباشرة للمطبخ للإشراف على الوجبات المقدمة، فما كان منها إلا أن تخفف من حساسيتها من هذه العادة المزعجة، وخصوصا أن زوجها من النوع الذي يحب الابتكار بالأطباق الرمضانية وتجربتها.
ورغم انزعاجها، لكنها ترضخ للأمر الواقع وهي مبتسمة؛ "إذ إنني تأقلمت مع الوضع بأقصى سرعة قبل أن يقودني فضوله لمستشفى المجانين"، بحسب تعبيرها.
ولكن أبو حسين، له وجهة نظر مخالفة، فهو لا يعتبر أن مساعدة الرجل لزوجته في المطبخ حشرية "بل هي من باب الحرص وتلافي المشاكل، وخصوصا عند وجود معازيم"، وفق قوله.
ويعترف أنه يتدخل في أحيان كثيرة في أمور المطبخ لاعتبارات كثيرة، "فأنا أحب أن أعطي رأيي في كمية اللحم المستخدم في الأكل، وكذلك التوابل والنكهات الإضافية، وهذا ما يزعج زوجتي، وخصوصا أن مطبخنا صغير، وهي تعتبر أن مسائل الطبخ من اختصاصها وحدها، لكنني لا أستطيع أن أتخلى عن هذه الصفة".
ويرى اختصاصي علم النفس د.محمد الحباشنة "أن الرجل الفضولي، هو الذي يبدي حشرية أو فضولا زائدا تجاه تصرفات زوجته، أو بما تعده في المطبخ، فهو يعتبر تصرفاته طبيعية، وأنه لا يضايق أحدا بها".
ولا ضير من أن تقوم الزوجة بتنبيه الزوج إلى تدخله الزائد في شؤونها، فهي أقرب شخص إليه، وهي الأكثر تأثرا بتصرفاته، وعليها أن تعلمه أيضا بأنها حالة نفسية عرضية، خصوصا أن الرجال لا يتحملون فكرة الانقطاع عن الطعام وممارسة عادة التدخين والقهوة والحلويات.
وينصح الأسري مفيد سرحان، المرأة بتعويد زوجها منذ بداية الزواج، على أن كل ما يتعلق بالمطبخ هو من شأنها، وأن عليه أن يظهر ما في باله ويعطيها رأيه بشكل ودود وليس مضجرا، وعلى الزوج أن يراعي حياة زوجته وصيامها وتعبها الجسدي، وخصوصا من هي قائمة على عمل خارج منزلها.وعلى الزوجة، كما يقول، أن تتفهم تصرفات زوجها وقت الإفطار، وعليها أن تأخذ كلامه بكل سعة صدر، وأن تعلم أن الرجل يحب طهي زوجته، وبأنها تكسب الأجر فيما تقدمه من طعام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com