الثلاثاء، 31 يوليو 2012

(المتحف الاسلامي الاردني) أصالة.. عراقة وحضارة

صورة

وليد سليمان - يقاس تقدم وتطور الأمم والشعوب بمدى إرتباطها ومحافظتها على التراث والتقاليد وأصالة فنونها المختلفة وذلك عن طريق إنشاء متاحف وصالات متخصصة ومهيأه بكل وسائل وسبل العرض الحديثة ، ولا شك أن مثل هذا الأمر سيساعد للحفاظ على هذه الكنوز الثمينة من الضياع وبقائها خير شاهد للأجيال القادمة ، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء المتحف الاسلامي الأردني ، الذي أسس في منتصف تسعينات القرن الماضي ضمن حرم مركز مسجد الملك عبدالله الأول ابن الحسين.. ويتميز بأهمية معروضاته على الرغم من صغر حجمه .
ويذكر أن وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات تقوم بجمع القطع الأثرية التي تجدها أثناء بناء أو إعادة بناء أحد المساجد ، فتقوم بدراستها ومعرفة الى اي عصر من العصور تعود هذه القطع ، فمنها ما يعود الى العصر الأموي والعباسي او المملوكي او العثماني .
وفي هذا المتحف والذي يزوره الكثير من المواطنين وطلاب الجامعات والمدارس والدبلوماسيون والضيوف العرب والمسلمون وحتى الأجانب نرى جناحين متخصصين ؛ يحوي الحناح الاول على الاثار الاسلامية من قطع الاباريق والفوانيس الفخارية والاطباق والزبادي والصحون والكؤوس مصنوعة من الخزف الاسلامي الجميل ، بالاضافة الى انابيب المياه التي كانت تستخدم في توصيل المياه الساخنة للبيوت والقصور والقلاع والمساجد.وقد وجدت تلك الأنابيب عام 1973 تحت ارضية مسجد السلط الكبير.
 اما عن المواد الحجرية من رخام ؛ فهناك تاجية عمود من الحجر الجيري محفور عليها كتابات بالخط الكوفي،وكذلك نوافد قديمة كانت لبناء بيوت اهل الكهف قديماً.. وهناك لوحات حجرية محفور عليها بعض الآيات القرآنية مثل آية الكرسي التي وجدت في قصر الموقر عام 733هجري.
ومن الممتع بصرياً ان نشاهد جماليات واشكال الأساور النسائية والعقود والخواتم المصنوعة من الزجاج!!! والملونة بطريقة فنية مدهشة في العهد المملوكي الاسلامي.. كذلك الصحون الزجاجية المصنوعة في العهد الاموي وبعض جرار الفخار والقطع الصغيرة الاخرى.
ويحلو هذا المتحف بتلك الصور الفوتوغرافية الملونة لمواقع بعض القصور الاسلامية القديمة الموجودة في الصحراء الأردنية وكذلك صور لمقامات الصحابة وأعلام المسلمين القدامى على ارض الأردن، وفي المتحف خزائن زجاجية تظهر منها العديد من قطع النقد المعدنية الاسلامية القديمة.. من العصور السابقة التي تم العثور عليها في اماكن سكنية .

مقتنيات الملك عبدالله الأول
ونشاهد في الجناح الثاني بعض مقتنيات الملك عبدالله الاول ابن الحسين ، الذي يحتوي على عباءاته العربية وعدة كوفيات وعقل مقصبة،وبعض دلال القهوة السادة العربية، والصحون المعدنية والصواني النحاسية، ومبخرة للبخور ضخمة وجميلة الشكل، وسراج نحاسي جميل جدا يعمل على الوقود (الكاز)،و ساعة حائط قديمة تعمل على البندول الرقاصي.
وفي هذا الجناح يشاهد الزائر ايضا مجموعات كبيرة من الكتب المسماة ب(الوثائق الهاشمية) أي اوراق عبدالله بن الحسين، وكٌتب اخرى عن جلالته الفها عدد من المؤلفين والمهتمين بالتاريخ الاسلامي وتاريخ الاردن.
وعلى جدار من جدران هذا الجناح نلاحظ مجموعتين من الصور الفوتوغرافية القديمة غير الملونة لنشاطات الملك عبدالله الاول حيث تحكي تلك الصور تاريخا قديما مصورا لحياة جلالته العامة والسياسية والخاصة كذلك.. منها ما كان في منطقة وادي رم، ومنها ما اخذت في العقبة ومعان والطائف والقدس، ومن الصور الخاصة يظهر جلالته وهو يمارس لعبة الشطرنج.

نص البيعة بالخلافة
و نشاهد لوحتين نحاسيتين ضخمتين، الاولى عبارة عن كتابة عربية فنية جميلة لنص البيعة بالخلافة الى الشريف الحسين بن علي والتي جرت في عمان بتاريخ 14 آذار عام 1924م عندما جاءها زائرا ،اما اللوحة النحاسية الثانية وقد كتبت ايضا بأحد الخطوط العربية الرائعة وتحتوي على نص النداء الى المسلمين الذي اصدره الملك عبدالله الأول ابن الحسين في عمان بتاريخ 19 شباط عام 1941 ميلادي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com