الاثنين، 2 يوليو 2012

الاعاقة تهزم كيان اسرة فمن يسندها؟

صورة

اخلاص القاضي - لا تأبه ام محمد معروف ،  45 عاما لما آل اليه وضعها  الصحي من تدهور وهم ومرض وحزن ،مقابل واجبها اليومي برعاية ابنها محمد 18 عاما الذي يعاني من اعاقة جسدية وعقلية كاملة وامراض السكري والضغط والتشنج والاغماء .
 محمد هو الابن البكر لعائلة تتكون من 10 افراد تعيش صنوف الفقر والعذاب ،والده مريض بلا حول ولا قوة ، فيما تقع مسؤولية رعايته على والدته التي تقوم ومنذ ولادته باطعام ابنها مواد سائلة ؛لعجزه  عن المضغ اذ يحتاج يوميا الى كميات من اللبن والحليب وهي غير قادرة على شرائها بشكل يومي .
الام تلمس  حاجة ابنها العليل الى  الاغذية المذابة او المطبوخة ،مثل  كميات من الارز , التي تقوم بطبخه حتى يذوب .
الام المكلومة قالت  انها كثيرا ما تترك بقية افراد عائلتها بلا ارز او لبن او « طبخة يومية « ،لانها تريد توفيرها لابنها المريض  ، الذي لا يصبر على جوعه ويدخل في دوامة من الصراخ والعويل كلما شعر بالجوع , ولديه نهم كبير للاكل حيث يأكل اكثر من خمس مرات في اليوم الواحد .
 تعاني الام  من امراض الظهر و « الديسك « ؛لانها تقوم بحمل ابنها محمد من مكان الى آخر , انها تذوق الحسرة والالم يوميا حين تقوم بحمامه  , اذ انه ولغاية الان يحتاج الى « فوط صحية « تشتريها كل يومين, بكلفة 5 دنانير .
 وتقول:  « احيانا لا يكون لدي القدرة على شراء اللبن فاقوم باعداد - فتة - خبز وماء , ولكن هذا الاكل لا يناسبه اذ يتعرض الى - التشردق - لانه عاجز عن مضغ الخبز , وهذا ما يدخلني في نوبة من البكاء , لانني عاجزة عن تلبية ما يريد «, مشيرة الى ان 40 دينارا تتقاضاها الاسرة من صندوق المعونة لاتكفي حتى لسد احتياجات محمد اليومية . 
تروي ام محمد معاناتها مع الحياة والعوز والفقر، فبقية عائلتها يشتهون الاكل والشرب ونادرا ما يتمكنون من اكل الفواكة الا من اهل الخير, منوهة الى ان لديها طفل - محمود - وعمره  10 سنوات يعاني من بطء في التعلم وهو كما تصفه على « البركة « , وهذا ما يزيد اعباءهاا اليومية , فويلها محمد واحتياجاته , ومحمود وهم رعايته والالتفات الى متطلباته.
تتذكر ان الطفل محمود رجاها من اجل تناول « جبنة مثلثات « , ولم تتمكن من شرائها لانها تخجل من صاحب البقالة التي تستدين منها حيث زاد حمل الدين عليها , حينها دخل محمود في موجة من البكاء نام بعدها بلا اكل ..
لتزيد : ولم تمهلني حالة ابني الكبير محمد لان احزن كما يجب على محمد , فدخلت في حالة هستيرية ضعت على اثرها بين همي وهمي ,وبقيت في البكاء والعويل المخنوق حتى لا ينتبه لي احد وخاصة بناتي اللواتي اخشى عليهن من الحزن علي ,  ولكني بحول الله استعدت قوتي لانني مسؤولة امام الله سبحانه وتعالى عن رعاية اولادي والاهتمام بهم .
وعن حال الدار الواقعة في منطقة الهاشمي الشمالي تقول : نعيش في غرفة ومطبخ , وقبل مدة سقط سقف المطبخ - وهو من صفيح وطين - على الارض فيما كان محمد ملقى على ارضه , ولكن الله سلمه من المكروه حيث كان في زاوية المطبخ ولم يتأذ .
 وتبين انها لا تقبل بان تساعدها بناتها - الصبايا - على رعاية محمد , فقد اصبح رجلا , ولا تريد لهن كما تنوه الاحراج , لتتحمل لوحدها مسؤولية رعايته , وما زاد الحمل عليها ان محمد كان تعرض قبل حوالي السنة الى كسر في احد رجليه وضع على اثرها 5 اسياخ بها , ولم تتمكن لغاية الان من شراء كرسي متحرك يخفف عنها عبء حمله ما يزيد من الام ظهرها .  اضطرت ام محمد للعمل في البيوت  ،  خادمة بالاجرة اليومية ، ولكن ذلك لم يستمر حيث كانت تعود الى البيت لتجد محمد في حالة يرثى لها ،لانه معتادعليها فقط , كما انه عرضه في اي وقت للتشنج منوهة الى ان الوضع الاقتصادي المأساوي لا يسمح لها بوضع ابنها في مراكز للرعاية الخاصة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com