السبت، 4 فبراير 2012

نظام علمي يتنبأ بحركة أسراب الجراد

نواكشوط- يعمل فريق من العلماء في صحراء موريتانيا على تطوير نظام جديد وفريد من نوعه يمكن له مساعدة هذه الدولة العربية الأفريقية الفقيرة على توقع الظروف الجوية الملائمة لانتشار أسراب الجراد التي تدمر سنوياً المحاصيل القليلة التي ينتجها الفلاحون من أراضيهم الصحراوية وتدفع السكان إلى حافة المجاعة.
ويتركز نشاط الفريق في "المركز الوطني لمكافحة الجراد" بالعاصمة نواكشوط، وهو يدرس مجموعة خيارات بعضها بسيط وبعضها الآخر معقد، تبدأ بوضع أجهزة خاصة لمتابعة الأسراب، وصولاً إلى مسح الصحاري عبر الأقمار الصناعية لمتابعة تحركات الحشرات وتلقي التبليغات من القبائل البدوية التي تجوب البلاد عبر تزويد أفرادها بهواتف محمولة.
ويقول الفريق إن هدفه هو الوصول إلى مرحلة يمكن فيها التنبؤ بتحركات أسراب الجراد ومواعيد حصولها بنفس الطريقة التي يتم من خلالها توقع الظروف المناخية.
وتقول الدراسات إن أسراب الجراد تدمر القدرات الزراعية الموريتانية منذ ثلاثة آلاف سنة، وتساهم بصورة كبيرة في انتشار الفقر ونقص الغذاء، ويحمل سكان البلاد الكثير من الذكريات السيئة عن هجوم أسراب الجراد التي تغطي السماء وتدمر كل النباتات الحية في طريقها، وصولاً إلى الجذور في بعض الأحيان.
وفي العام 2004، عانت موريتانيا من ظروف معيشية سيئة بسبب كثافة أسراب الجراد في ذلك العام، فعم الدمار المحاصيل الزراعية، وتبع ذلك نفوق قطعان الماشية.
ويقود محمد عبدالله ولد بابا الفريق العلمي العامل على المشروع في موريتانيا، وقام حتى الآن بإعداد ما يمكن وصفها بأنها "أكبر قاعدة بيانات حول الجراد في العالم،" تتضمن الظروف الجوية المناسبة لتكاثر الحشرات وطبيعة تنقل أسرابها.
ويقول ولد بابا إن كثافة الأسراب تبلغ ذروتها في السنوات التي تتساقط فيها الأمطار بغزارة تفوق المعتاد في الصحراء، ما يزيد من رقعة الغطاء النباتي الذي يمكن للحشرات أن تتغذى عليه، ويضيف الباحث الموريتاني أنه يقوم بمراقبة هذه المعطيات من خلال أجهزة رصد موزعة في البلاد، إلى جانب مراجعة صور الأقمار الصناعية. ولدى كوتارو ميانو، الباحث الياباني المتخصص في شؤون دراسة سلوك الحشرات، بعض النظريات التي تحاول شرح الأمر، بينها أن الجراد يهاجر بدافع التكاثر والازدحام الشديد في مستعمراته الأصلية، ولكن الهجرة لا تشمل الحشرات الصغيرة الحجم والخضراء اللون، بل تلك التي تبدل لونها لاحقاً إلى الأحمر والأسود لتصبح أكبر حجماً.- (CNN)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com