الخميس، 9 فبراير 2012

يا زمان الحطب ..!

صدام الخوالدة - سقا الله ايام الحطب ..! كنا نقولها لنستعيد أيام زمان من باب الحنين, قبل أن ترتفع أسعار التدفئة ,وتلجأ أسر كثيرة ,الى الحطب والجفت, اكراها وليس حنينا.
فلم تعد مدافئ الغاز أو الكاز تحظى بتلك الطلة لدى أصحاب الدخول المتدنية وحتى المتوسطة؛ نظراً لارتفاع أسعار النفط، الأمر الذي جعل كثيرين  يستبدلونها  بالحطب او الجفت لانه أقل كلفة وأكثر دفئاً,كما يقولون.
ويقول غازي مشاقبة  إن صوبات الجفت بدأت تنتشر بكثرة  هذه الأيام,عوضاً عن الغاز والكاز التي باتت تشكل عبئاً مادياً أثقل كاهل الأسر؛ فلجأت إلى الجفت والحطب  كمصدر جيد للتدفئة وبكلفة أقل .
ويشير أحمد الحراحشة إلى توجه الناس نحو استخدام مدافئ الحطب كوسيلة من وسائل التدفئة فضلاً عن أنها توفر عليهم أعباءً مالية كبيرة يخصصونها لشراء مشتقات النفط الآخذة بالارتفاع؛ ويؤكد: صحيح أن أسعار الجفت ارتفعت بعض الشيء إلا أنها تبقى أقل بكثير من مجموع ما ينفق على شراء الغاز والكاز، إضافة إلى أن استخدام الجفت - الذي تخلفه معاصر الزيتون بعد عصره - كان يشكل عبئاً على أصحاب المعاصر في الماضي للتخلص منه لذا فان اضطرارنا لاستخدام الجفت فيه منافع كثيرة  لجميع الأطراف فهو يخلص البيئة من مخلفات المعاصر ويزيد مصادر دخلهم  إذ وصل سعر طن الجفت الواحد إلى مائة دينار,ويمنحنا الدفء شتاء بأقل التكاليف.
ويلفت جهاد ابو خضير النظر إلى أمر قد يكون فيه نوع من الطرافة ,وهو تزاور الناس في فصل الشتاء مصطحبين معهم شوالا من الجفت الأمر الذي قد يكون مضحكاً إلا أن الحاجة للشيء قد تفقده طرافته ,لذا فلن تجد أحداً يستغرب مثل هذه الهدية في الأيام القادمة؛ فمن تزوره سيكون  فرحاً بها  وكما يتندر جهاد  بقوله  «اصطحب مصدر دفئك معك ولا تثقل كاهل مضيفك «.
اما عمر ارديسات فلا ير الأمر من زاوية ارتفاع تكاليف وسائل التدفئة  ويقول أن الجلوس حول صوبة الجفت أو الحطب أكثر حميمية من وسائل التدفئة الأخرى؛ إذ أن الناس يحملون في داخلهم حبا لإشعال النار حتى إنهم عندما يخرجون في رحلاتهم يبادرون قبل كل شيء إلى إشعال النار والجلوس حولها وفي أيام الشتاء تجد الأسرة تلتف حول صوبات الحطب جاعلة منها مصدراً جيداً للتدفئة وتذكراً لأيام الآباء والأجداد عندما كانت النار تؤنسهم  في تسامرهم 
ويوضح بان الناس كانوا يقولون قديماً « النار عزّامة» إشارة إلى أن إشعال النار يجلب الضيوف وعابري السبيل ويعتبر أيضاً إشارة إلى الكرم.
وقد وجد بعض الشباب من المتعطلين عن العمل أو طلاب الجامعات في أوقات عطلاتهم، في حاجة الناس للجفت مصدر رزق لهم كما  يقول الطالب الجامعي معاذ العتوم بقوله «تشاركت ومجموعة من الشباب بضمان مخلفات إحدى معاصر الزيتون (الجفت) في منطقتنا وقمنا بتعبئته وبيعه للمواطنين وقد وفر لنا هذا ربحاً جيداً واستطعت تغطية أقساط الجامعة لسنة كاملة.
ويوضح سامي السعود ، الذي يعمل في هذه التجارة منذ أن بدأ اقبال الناس على صوبات الجفت وبعد أن لاحظ حاجة الناس إليها، أنها تشكل له مصدراً لدخل جيد في فصل الشتاء  ويقول بدأت بشراء الجفت قبل الشتاء، حيث تكون أسعاره رخيصة بعض الشيء ومن ثم اخزنه  في شوالات حتى يأتي فصل الشتاء ويبدأ الطلب  على هذه السلعة  عندها تكون الأسعار وبحكم العرض والطلب أعلى بكثير من وقت شرائها، فتوفر لي هذه التجارة  مصدر رزقي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com