الخميس، 2 فبراير 2012

رحيل سهير الباروني ذات الموهبة الحقيقية

عمان-  الغد- رحلت الفنانة سهير الباروني أول من أمس دون أن يشعر بها أحد، وبعد أن عانت كثيراً من تجاهل المخرجين وشركات الإنتاج لها، فعلى الرغم من موهبتها الحقيقية التي تأخذ المرء إلى زمن الفن الجميل، وتذكره بنجوم كثيرين يفتقدهم حاليا، إلا أنها عانت طويلا من تجاهل غريب من صناع السينما والتلفزيون، ما جعلها تتمنى أن يكون لها مصدر رزق آخر غير الفن.
فقد شاركت الفنانة الراحلة سهير الباروني في العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية والتلفزيونية التي لاقت إعجاب الملايين على مستوى الوطن العربي، فبدأت حياتها الفنية العام 1955 عندما شاركت في فيلم "أيام وليالي" مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وبعدها شاركت في العديد من الأعمال السينمائية مع عدد كبير من نجوم زمن الفن الجميل، ومن هذه الأفلام: عريس مراتي وبين القصرين، و30 يوم في السجن وهارب من الزواج وأعز الحبايب وعشاق الليل" مرورا بأفلام: سمع هس، والجواز للجدعان، حتى شاركت في آخر عملين هما "فول الصين العظيم" مع الفنان محمد هنيدي و"قصة الحي الشعبي"، بطولة طلعت زكريا ونيكول سابا.
كما شاركت في العديد من الأعمال التلفزيونية منها "لن أعيش في جلباب أبي وشاهد إثبات وكريمة كريمة وعصابة بابا وماما وعريس دليفري"، مع الفنان هاني رمزي، كما شاركت في العديد من الأعمال المسرحية منها "هاللو شلبي وحواديت وشارع محمد علي".
الفنانة سميرة أحمد قالت عن الراحلة، حسبما أفادت صحيفة "اليوم السابع"، إنها كانت من الفنانات الكوميديات المميزات، فعلى الرغم من عدم التقائهما معا في أي عمل فني، إلا أنها كانت تحب ظهورها الكوميدي، والتي تميل إلى مشاهدته، موضحة أن الراحلة كانت تتمتع بالسيرة الطيبة والأخلاق الكريمة.
وقال الفنان عزت العلايلي إنها كانت من أعظم كوميديات جيلها، ولم تأخذ حقها الذي تستحقه، وكانت تجمعه بها علاقة وطيدة، وعندما تتقابل معه في إحدى المناسبات فكانت تقابله بحفاوة شديدة فكانت دائما تملك الوجه البشوش مهما كان حجم أحزانها.
أما الناقد طارق الشناوي فقال إنها كانت من الكوميديات العظيمات التي قدمت عدداً من الأعمال الكوميدية المهمة مع "ثلاثي أضواء المسرح"، فكانت تعتمد على موهبتها الحقيقية، فعلى الرغم من وسامتها إلا أنها كانت تستطيع أن تخرج كوميديا رائعة، على عكس بعض فنانات الكوميديا مثل زينات صدقي التي كانت تحصر نفسها في خانة العانس لتخرج منها الكوميديا، وماري منيب التي كانت تعتمد على شكلها غير الوسيم.
وأضاف الشناوي أن المشكلة الوحيدة التي واجهت الباروني أن طموحها الفني القليل كان لا يتناسب مع حجم موهبتها الكبيرة، وهو ما أدى إلى ابتعادها في الفترة الأخيرة.
أما الناقدة ماجدة موريس فقالت إن الباروني كانت من الفنانات البارعات في أداء اللون الكوميدي بشكل محترم وغير مبتذل، وأهم ما يميزها أنها ظهرت مع جيل عظماء الكوميديا مثل؛ فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي، وقدمت أعمالا غاية في الأهمية على المسرح الاستعراضي فكانت بارعة في أداء اللون الاستعراضي بجانب الكوميدي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com