الخميس، 4 يوليو 2013

فرنسا تعرض قطع نيزك سقط في روسيا

صورة

بقلم لوران بانغيه- تسلم متحف باريس   من روسيا ست قطع من النيزك الذي تفتت في شباط  الماضي في الشرق الروسي وأسفر عن جرح الف شخص، وهي قطع شاهدة على تشكل مجموعتنا الشمسية قبل 4,5 مليارات عام، على ان تعرض هذه القطع الكونية امام الجمهور.
 وكانت روسيا تعرضت في الخامس عشر من شباط  لزخات نيزكية اثر تفتت نيزك قطره 17 مترا ووزنه يراوح بين خمسة الاف طن وعشرة الاف، في الغلاف الجوي للارض فوق منطقة الاورال.
 وتشرح برجيت زاندا، المتخصصة في النيازك في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس «عندما دخل النيزك في الغلاف الجوي للارض، بسرعة عشرين كيلومترا في الثانية، تعرض لضغط هائل فتسطح وانفجر كأي جسم مضغوط».
 اثر ذلك، تفتت النيزك الى آلاف القطع الصغيرة التي ارتطمت بالارض، وادت قوة صدمة النيزك بالغلاف الجوي للارض، بعد دقيقة على وقوعها في الجو، الى اضرار واسعة في مدينة تشيليابينسك، والى اصابة نحو الف شخص بجروح.
 ويقول مدير متحف باريس توماس غرونان «بعد هذه الكارثة، كتبت رسالة الى محافظ المدينة لاعلمه اننا هنا في متحف باريس نمتلك اكبر مجموعة من النيازك في العالم، تضم اكثر من اربعة الاف قطعة».
 وبالفعل، قدمت السلطات الروسية قطعا من النيزك الى المتحف الفرنسي لعرضها، وايضا لتحليلها بواسطة جهاز متطور يملكه المتحف.
 وتقول ماريا غروسمان المسؤولة المحلية في مدينة تشيليابينسك «تجاوبت السلطات مع الطلب الرسمي الذي تقدم به المتحف الفرنسي، لكن السكان ايضا ساهموا في ذلك، فواحدة من القطع المسلمة للمتحف قدمها احد السكان».
 وقد اصبحت هذه القطع النيزكية، التي لا يتجاوز قطر اكبرها بضعة سنتيمترات، معروضة في «غراند غاليري دو ليفولوسيون» (المعرض الكبير للتطور) حيث تعرض ايضا القطع النيزكية التي ضربت ضواحي باريس في تموز/يوليو من العام 2011.
 وتقول زاندا «في كلا الحادثتين، نحن امام قطع نيزكية مصدرها حزام الكويكبات الواقع بين مداري المريخ وزحل، وهي تعود الى زمن تشكل النظام الشمسي قبل 4568 مليار سنة، وهي لم تتطور منذ ذلك الحين».
 ومع ان هذه القطع النيزكية «البدائية التكوين» اقل ندرة من القطع الصخرية القمرية او المريخية، لكنها تزود العلماء بمعلومات مهمة جدا.
  وبحسب زاندا، فان تحليل «تاريخ الاصطدامات» في حزام الكويكبات من شأنه تفسير الكثير من الظواهر الجيولوجية.
 ويعد النيزك الذي ضرب روسيا في شباط  من أكبر النيازك التي ضربت الارض في عهد البشرية من حيث الاضرار التي سببها، اذ لم يسجل قبل ذلك هذا العدد المرتفع من الاصابات.
 وبحسب العلماء، فان الارض تتعرض يوميا لمائة طن من القطع النيزكية التي تضرب سطحها، لكنها تتفتت في الغلاف الجوي للارض ولا يبقى منها ما يلامس سطح الكوكب سوى غبار، ويسقط معظم هذه الاجسام في المحيطات التي تغطي 85 % من مساحة الارض.
 لذلك، يندر ان يصطدم نيزك بمكان مأهول من سطح الارض. وقبل حادثة تشيليابينسك، لم يسجل سقوط ضحايا جراء نيازك سوى في العام 1954 عندما سقطت قطعة نيزكية على احدى سكان ولاية الاباما الاميركية.
 وكانت تلك القطعة النيزكية بحجم قطعة اناناس، وقد اخترقت سطح منزل وارتدت مصطدمة بقطعة خشبية من الاثاث، قبل ان تصيب السيدة المستلقية على كنبة البتي اصيبت برضوض كبيرة. (ا ف ب)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com