الأحد، 7 يوليو 2013

بترا الأعجوبة .. أغلى الأسماء في ذاكرة التاريخ حافظوا عليها

صورة


زياد الطويسي - ..على البترا ، مرت 6 سنوات على فوزها بلقب إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، وتمكنت بجدارة، نتيجة فرادة إرثها الحضري وعراقة آثارها، وتتويجا لجهود الأردن والعالم الذي وقف إلى جانب البترا وأنصفها.
 البترا التي تعتبر من أهم الحضارات العربية الإنسانية ، فلا بدّ من الوقوف عند الدور المحلي لسكان المنطقة في حمايتها والحفاظ عليها، ما يعتبر من أهم المحطات في مسيرة المدينة منذ تأسيس الدولة الأردنية.

حرسوها بالخيل والبارود!
«بترا الأعجوبة ، كانت ولا زالت حاضرة في نفوس أهلها وكأنها أغلى أطفالهم..».
بهذه الكلمات تحدث الحاج سليمان الهلالات من تجار وادي موسى ،ومن شهود أهم محطات تاريخ البترا الحديث: أبو عادل: «وادي موسى التي نحت العرب الأنباط عاصمتهم في صخرها، كانت حارسة البترا وحامية ارثها قبل أن تولد المؤسسات المعنية بالحفاظ على آثار المدينة».
ويضيف: «في بداية السبعينات انتشرت إشاعة بأن هناك من يريد أن يعتدي على البترا، فهبّ أهل وادي موسى بالخيل والبارود وحرسوا مداخل ومخارج المدينة، واعتلوا جبالها، يملأهم العزم والإيمان بأن بترا التي ولدت من صخر لن تقتلعها أي ريح».
ويكمل أبو عادل: «كانت البترا تحظى باهتمام وحراسة شعبية واسعة، فأهلها أيضا منعوا المارة الذين كانوا يطلقون الرصاص على الجرة التي تعتلي الخزنة ضنا منهم بأنها ذهب، لأن البترا في عيون أهلها أغلى من الذهب».
ولا يبالغ أبو عادل إذا قال بأن أهل البترا وعشائر وادي موسى التي رعت هذا الإرث الحضري الفريد سنوات طويلة، مطالبا بمزيد من الاهتمام بآثار البترا التي باتت تعاني من الاعتداءات اليومية وهي تشكل إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة.

 الماضي والحاضر
الحاج علي أبو عواد الذي يعمل في البترا منذ ربع قرن، اكد أن أبناء المدينة إلى جانب حفاظهم على البترا فإنهم كانوا أول من رعوا سياحتها من خلال استقبال السياح ونقلهم وتقديم الضيافة لهم.
وانه: «قبل وصول الطرق إلى المنطقة السياحية كان السياح يصلون إلى مدخل وادي موسى ومن ثمّ ينقلهم الأهالي بواسطة الخيل إلى مخفر الشرطة، ومن هناك تبدأ رحلتهم إلى المدينة الأثرية».
وبين الماضي والحاضر يستذكر الحاج أبو عواد، البترا التي كانت خالية من كافة مظاهر التخريب والاعتداء في الماضي، بالبترا اليوم التي تشهد فوضى في انتشار الدواب واعتداءات يومية على آثارها.
 البترا تعاني جراء الفوضى والاعتداء على إرثها، فالباعة المخالفون والأطفال العاملون في الموقع اساءوا إلى سمعة السياحة فيها، أما الدواب التي تنتشر في المكان بشكل مخالف والتي يقود غالبيتها أطفال قاصرون، فقد تعدت على أهم الأدراج النبطية في البترا وهما درجا الدير والمذبح وهددتهما بالزوال نتيجة الصعود والنزول لغايات نقل السياح.

 انجاز شعبي
 الناشط السياحي فواز الحسنات، اكد أن الانجازات الشعبية من قبل أبناء المجتمع لغاية الحفاظ على آثار البترا وإرثها الحضري كانت كبيرة وهي أهم الجهود التي قدمت تجاه البترا.
ولفت الحسنات: « نحن نستذكر مرور 6 أعوام على فوز البترا بلقب إحدى العجائب علينا أن لا نغفل دور أبناء المدينة وخصوصا في مركزها وادي موسى وجهودهم التي قدمت البترا للعالم كموقع أثري فريد وأعجوبة استحقت هذا اللقب».
وتتمثل أهم الجهود التي قدمها أبناء المنطقة تجاه البتر وفقا لحسنات؛ برفض أهل وادي موسى تملك البترا في عهد الإمارة لأنها موقع أثري يجب أن يتملكه الوطن وهي حادثة تاريخية لا زالت عالقة في الذاكرة الشعبية المحلية، إضافة إلى تقديم بعض العشائر لأرضها لغاية إقامة إسكان لسكان الكهف والمغر في الموقع الأثري.
 ويبين أن جهود أبناء المدينة بالحفاظ عليها لم تقتصر على الموقع الأثري فقط ،وإنما على القطاع السياحي بأسره، فالبترا لم تسجل في يوم ما أي حادثة تسيء أو تستهدف السياحة، كما أن أهل المدينة ظلوا ورغم تداعيات الربيع العربي محافظين على أمن واستقرار بلدهم على حساب مصالحهم.
ويرى الحسنات أن ثمة مفارقة بين الدور الشعبي القديم في الحفاظ على البترا قبل أن تدخل قائمة التراث العالمي عام 1985 وقبل أن تتوج بإحدى العجائب، والدور الذي تقوم به مختلف الجهات اليوم في الحفاظ على المدينة.. فاليوم البترا في اسوأ أحوالها نتيجة ما تعيشه من فوضى وتجاوزات.

بعد الفوز!
 ايثار الفرجات، ناشطة اجتماعية قالت أن دور الأجداد والآباء بالحفاظ على الإرث النبطي في البترا يمثل محطة مضيئة في تاريخ المدينة الحديث، إذا كانوا أكثر حرصا من الجهات المعنية على البترا بالرغم من عدم علمهم الكبير بتاريخ المدينة وأهمية وآثارها، مبينة أن هذا الدور قد انتقل للأجيال الحالية.
وتستذكر الفرجات لحظات الاستعداد للتصويت للبترا في عام 2007 والدور الشعبي الكبير الذي قام به أبناء وبنات المنطقة لإنجاح المدينة، ولحظات الفرح التي تبعت النجاح وما رافقها من أمنيات، وهي تقول: «باءت آمالنا للمدينة الوردية آنذاك بالفشل.. لأن البترا لم تجني الشيء الكثير من فوزها».
وتأمل الفرجات بمزيد من التسويق والترويج للبترا التي اكتشفت خلال حياتها الجامعية وجود أردنيين لا يعرفون إلا الشيء القليل عن آثارها وكنوزها وسكانها، مشيرة إلى أن البترا الأعجوبة التي تستباح آثارها ويعتدى عليها رغم مرور 6 أعوام على فوزها بإحدى العجائب، تحتاج إلى مزيد من الاهتمام والوعي بأهميتها.
وفي الذكرى السادسة لفوز المدينة الوردية بإحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة وفي كل يوم، يئن في البترا موقع أثري من وطأة الاعتداء ويقتلع من أرضها حجر.. فحافظوا على البترا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com