الخميس، 4 يوليو 2013

(الكرونات) .. حلوى هجينة بين الكرواسان والدونات

صورة

بريجيت دوسو: بعضهم يصل الى امام متجر الحلويات عند الساعة 03,30 صباحا والبعض الاخر في ساعة معقولة اكثر عند...السادسة،  فمنذ اكثر من شهر استسلمت مدينة نيويورك لحمى «الكرونات» وهي حلوى هجينة بين الكرواسان والدونات اصبحت الهدف المطلق لكل الذواقة.
 السيناريو نفسه يتكرر امام محل الحلواني الفرنسي دومينيك انسيل في حي سوهو ...فطابور الانتظار طويل حتى قبل ان يفتح المتجر ابوابه. وعندما يتم ذلك عند الساعة الثامنة تنفد «الكرونات» في اقل من ساعة.
 وقد حقق هذا المنتج نجاحا فوريا تناقلت اصداءه شبكات التواصل الاجتماعي. ويوضح الحلواني لوكالة فرانس برس «في اليوم الاول اعددنا 50 قطعة وفي اليوم التالي مئة وبعنا كل الكمية في غضون 15 الى 20 دقيقة. ومنذ ذلك الحين ينتظر امام المتجر كل صباح 150 الى 200 شخص.
 ومع «الكرونات « الذي اطلق في 18 ايار  وقد سجل كماركة مسجلة على الفور، اراد دومينيك انسيل اعداد منتج «غير مألوف وجديد» يجمع «جانبي الثقافتين» الفرنسية والاميركية.
 ومن هنا اتت فكرة هذه الحلوى الهجينة  المؤلفة من عجينة مرققة خفيفة مثل الكرواسان الفرنسي تأخذ شكل الدونات الاميركي المستدير. وتقلى هذه الحلوى في زيت حبوب العنب وتحشى بالكريما وتمرمغ بسكر القيقب.
 ويقول متذوقو هذه الحلوى انها خفيفة ولذيذة لينة ومقرمشة في آن.
 والطعم يتغير في كل شهر ففي ايار  كانت بطعم الفانيلا والورد وفي حزيران/يونيو بطعم الحامض والقيقب. اما في تموز   فقد اختار الحلواني العليق الشوكي.
 الحلواني الذي يعتبر من الافضل في نيويورك قال انه جرب حوالى عشر وصفات موضحا «احتجت الى شهرين لايجاد الوصفة المثالية».
 وهي مثالية الى درجة حملت جيسيكا امارال (30 عاما) الى مغادرة منزلها عند الساعة الثالثة صباحا  لشراء قطعتين من الكرونات بمناسبة عيد زواجها الثامن. وتقول «قد يكون الامر سخيفا بعض الشيء لكني كنت قد لاحظت ان اوائل الواصلين يكونون هنا قرابة الثالثة. لكن في الواقع لم يصلوا الا عند الخامسة».   وقد وقف وراءها ستيفن غو وهو طاه وصل بعيد الساعة الخامسة من ستايتن ايلاند بطلب من زوجته. امام جاستن غردر وهو بائع في الثلاثين فقد قاد سيارته لمدة ساعة من جنوب نيوجيرسي. في المقابل يقر ايرفن وهو متعامل في البورصة انه كان ينبغي ان يكون في مركز عمله الان. وقد وصلت جينا من جهتها عند الساعة 06,30 بسيارة اجرة مع طفلها البالغ اربعة اشهر.
 ولتلبية العدد الاكبر من الزبائن حدد المتجر بقطعتين العدد الاقصى من الكرونات لكل شخص. البداية كانت الكمية محددة بست قطع الا ان الكورنات البالغ سعرها خمسة دولارات اصبحت محور سوق سوداء وتباع بثماني او بعشر مرات سعرها الاصلي عبر الانترنت.
 عند تمام الساعة الثامنة يفتح الحلواني الذي يرتدي الوزرة البيضاء بنفسه متجره ويحيي المنتظرين ويسمح بدخول اول الزبائن.
 وقرابة الساعة 08,56، تكون 250 الى 300 قطعة كرونات مصنوعة في ذلك اليوم قد بيعت بالكامل تقريبا. ويخرج موظف في المتجر ليوزع البسكويت على المنتظرين في الطابور ويؤكد للذين باتوا قريبين من الباب «لديكم فرصة 40 % للحصول على كرونات».
 عند الساعة 09,05 يخرج دومينيك انسيل شخصيا ليعلن للمنتظرين «لقد بعنا كل شيء لليوم».
 في الداخل تصيب الرعشة نحو عشرين شخصا يعدون بتوتر اخر قطع الكرونات.
 احد الاشخاص يعرض موقعه في مقابل مئة دولار. وقد قبلت العرض فورا صديقتان ظفرتا باخر اربع قطع من الكرونات.
 وكانت جيسيكا ماكورد تقف وراءهما مباشرة وقد اثار الامر غضبها لكن ذلك لم يدم طويلا اذا انها اشترت حلوى اخرى من اختصاص المحل.
 ايرفين المتأخر عن عمله يلتهم قطعتي الكرونات فيما تأخذ امرأة شابة اخرى ما اشترته في علبة ذهبية انيقة الى مكتبها. وتقول جسيكا ماكورد متنهدة «سنعود».(ا ف ب)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com