الاثنين، 29 يوليو 2013

الإحتضان .. وتأثيره على الطفل

صورة

سهير بشناق - في مرحلة ما بحياة الاسر المحتضنة أطفالا يواجهون صعوبة حقيقية في إخبار أطفالهم بحقيقية وضعهم ،فبين الشفقة من وقع الخبر علي حياتهم وبين توجيهات وزارة التنمية الاجتماعية بأهمية اطلاع الاطفال المحتضنين بالحقيقة في عمر مبكر ، تفاديا لرفضهم هذا الواقع عندما يكبرون ، وهنا تقع أسر تحت وطأة الحيرة في اختيار الوقت والعمر المناسب لاخبارهم .
فالاحتضان لم يعد كما كان في السابق , فكرة او خطوة تخجل الاسر غير القادرة على الانجاب على اتخاذها او الافصاح عنها اذ اصبح حلا جذريا لمن لم يتمكنوا من الانجاب .

الحب والحنان
عند احتضان طفل ليس له اسرة ينعم هو باجواء اسرية حقيقية وتشعر الاسرة بالمقابل بمعنى وجود طفل خاصة وان الحب والحنان ليس مرتبطا بالضرورة بانجاب طفل بقدر ما هو منحه ما يحتاجه من حب اولا واخيرا .
لكن قرار اخبار الطفل ليس بالقرار السهل لا على الطفل ولا على اسرته الحاضنة ، فهناك اسر تختار ان تخبر طفلها المحتضن بوقت مبكر من عمره، واسر اخرى تؤجل ذلك الى حين يصبح الطفل قادرا على استيعاب هذه الفكرة ،في حين ان اسر اخرى لا تختار اخباره طيلة حياته بالرغم من وجود العديد من المؤشرات التي قد تثير شكوك الاطفال المحتضنين ، خاصة وان فالطفل المحتضن لا يحمل اسم اسرته في جميع الاوراق الرسمية وفي شهادة المدرسة بل يكتفى بالاسم الاول للأب مما يدفعه هذا الامر لطرح تساؤلات حول ذلك .
لكن رغم ذلك فان اطلاع الطفل المحتضن على حقيقية وضعه في عمر مبكر يترك اثرا نفسي سلبي عليه لانه غير قادر على تقبل ان والديه ليسا والديه الحقيقيين مهما كان حجم حبهما له .

رد الفعل الاول
احدى الامهات التي قامت باحتضان طفل وهو لا يزال حديث الولادة اختارت وبناء على توجيهات القائمين على برنامج الاحتضان بوزارة التنمية الاجتماعية باخبار طفلها عندما بلغ من العمر اربع سنوات تدريجيا مستخدمة اسلوب القصص .
وقد اخبرت طفلها بان والديه توفيا ولم يتخلوا عنه لكن بعد وفاتهما انتقل للعيش معها ومع والده بالاحتضان .
لم يكن وقع الخبر عليه سهلا فرد الفعل الاول له انه بدا بالبكاء تليها اسئلة عديدة عن والديه الحقيقيين وكيف واين غادروا الحياة الى مشاعر الحب الكبيرة التي تولدت لديه اتجاهما وهو لم يعرفهما الى رغبته بالالتقاء بهما بالجنة .
دور الام كان كبيرا اتجاه طفلها المحتضن لانها تحبه كثيرا لم تغضب من اسئلته بل حاولت قدر الامكان الاجابة عليها لانها تتفهم ما يدور في عقل الطفل الذي بدا ايضا يشعر بالخوف من مصير الموت .
الطفل يعيش اليوم حياة طبيعية في اسرة تمنحه كل الحب والعطف والحنان هو لم ينسى انه طفل محتضن يطرح اسئلة عديدة بين فترة واخرى عن والديه الحقيقيين يحاول ان يجد اجابات لكن ليس هناك اجابات سوى التي قدمتها اسرته له، لان الاسرة الحاضنة لا تملك هي ايضا معلومات عن اسرة الطفل البيولوجية ؛فالهدف ليس معرفة الماضي بكل تفاصيله بقدر ما هو توفير بيئة اسرية مناسبة للطفل الذي لم يتمكن من العيش باسرته وبين والديه الحقيقيين .

تساؤلات
لكن السؤال هنا هل يمكن لطفل في عمر الرابعة او الخامسة ان يتقبل فكرة انه طفل محتضن؟ وكيف يمكن ان يكون رد الفعل عليه ؟وهل سيتعايش مع المخاوف التي سيشعر بها من فقدان والديه؟
اسئلة كثيرة تطرح امام حالات هؤلاء الاطفال وقصصهم، والاسر تحتار متى واين تخبر اطفالها بالحقيقية، لكن ان كان لا بد للطفل ان يكتشف انه محتضن فيجب ان لا يكون في عمر مبكر كي لا يتعرض لصدمة نفسية فهو لا يزال يعيش في مرحلة الطفولة التي يكون بها الطفل متعلقا بوالديه بدرجة كبيرة وفكرة انه ليس ابنهما تترك اثارا كبيرة عليه .
ورغم ذلك فان الاخصائيون الاجتماعيون يؤكدون على ضرورة ان يعرف الطفل المحتضن حقيقة وضعه في مرحلة ما من عمره .
واشاروا ان اختيار الوقت المناسب يعود للأسرة والظروف التي تحيط بالطفل على ان لا يؤثر هذا عليه ويكون تدريجيا بحيث يتمكن من تفهم هذا الامر
فالاحتضان خطوة ايجابية للأسر غير القادرة على الانجاب، وللأطفال الذين يعيشون في مؤسسات ودور الرعاية ،وهي حقيقة لا يستطيع الطفل تجاهلها في حياته لكن ما يحظى به من حب وحنان ورعاية من والديه كفيلة بان تجعله يتقبل الاحتضان الذي يحمل بطياته معاني كبيرة له ولحياته بدلا من بقاءه بمؤسسات اجتماعية طيلة عمره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com