الأحد، 7 يوليو 2013

العصف الذهني يحفز الإبداع في التفكير

صورة


أمينة منصور الحطاب - تشير أدبيات تعليم التفكير الإبداعي أن على المدرسة التي تتبنى تعليم التفكير الإبداعي أن تخطط لتعليم مهارات تفكير فعّالة بحيث تتضمن هذه المهارات تنمية القدرة لدى المتعلمين على حل المشكلات ، والتدرب على الاستنتاج أثناء تعلمهم للمحتوى التعليمي – التعلمي ، ويشير بعض الباحثين إلى أن تعليم مهارات التفكير ليس بالأمر الكافي لتفعيل التفكير الإبداعي لدى الطلبة؛ إذ على معلم التفكير الإبداعي أن يقوم بنمذجة مهارات التفكير الإبداعي الفعّالة أمام طلبته.
إن نجاح تعليم مهارات التفكير يعتمد على الكثير من العوامل والمتغيرات الإدارية والفنية ذات العلاقة بالمعلم والبرنامج التدريبي ونوع المهارات المراد تعليمها وخصائص الطلبة. ومن المهم تحفيز الطلبة وإثارة دافعيتهم وتوفير المناخ الصفي لتعلم مهارات التفكير.

 
تمكن وتهيئة
 
حتى يتمكن المعلم من تهيئة المكان والبيئة المادية والنفسية للتفكير فلا بد أن يكون مرناً، يتقبل الفروقات الفردية ويصغي لإجابات الطلبة ويتقبلها مهما بدت غريبة وأن يقلل من القيود المفروضة على الطلبة ويزودهم بمهارات التفكير التي أصبحت في هذا العالم سريع التغيير على درجة كبيرة من الأهمية، وتشير نتائج الدراسات إلى أن الطلبة بشكل عام لا يمتلكون مهارات متطوّرة في التفكير، وأثبتت أنها قابلة للتعليم والتعلم.
ثمة مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن توظيفها في تعليم وتعلم التفكير الإبداعي؛ وتعتبر إستراتيجية العصف الذهني من أفضل ما عُرف وتحديداً إحدى الاستراتيجيات الأكثر قوة في تنمية التفكير الإبداعي، وتهدف إلى كسر التفكير الاعتيادي للفرد، وإنتاج قائمة من الأفكار المتنوعة، وقبل البدء بجلسة العصف الذهني لا بد من التأكد من فهم المشاركين للاعتبارات التالية:
1-
جميع الأفكار مقبولة، ولا داعي للقلق حول ما إذا كانت الفكرة جيدة أم سيئة، ولا بد من تجنب قمع الآخرين أو السخرية من أفكارهم.
2-
الاستفادة من الأفكار التي يطرحها الآخرون من خلال تعديلها أو البناء عليها.
3-
تشجيع الأفكار الغريبة وغير التقليدية، إذ أن مثل هذا النوع من الأفكار يمكن أن يقود إلى الأشياء المميزة والإبداعية.
4-
الكمية تولّد النوعية، لذا يجب إطلاق العنان للتفكير للحصول أكبر قدر ممكن من الأفكار التي يمكن أن تولّد حلولا مناسبة للمشكلات.
يتم العصف الذهني إما بشكل فردي أو من خلال مجموعة مكونة من شخصين إلى عشرة أشخاص أو من أربعة أشخاص إلى سبعة أشخاص.

 
نتائج
 
ان عملية تاجيل إصدار الحكم؛ وهي القاعدة الأكثر أهمية، إذ أن الإبداع وممارسة النقد في آنٍ واحد من أصعب الأمور، لذلك تكتب جميع الأفكار ولا يسمح بأي تعليق محرج.
و فكر بحرية؛ إن الانطلاق بحرية نحو الأفكار الجامحة وغير المألوفة شيء مستحب قد تجعل من يستمع إليها يضحك، وتذكر أن التفكير خارج حدود المعتاد والمألوف من الأفكار يؤدي إلى إنتاج حلول جديدة وذكية.
و طوّر وغيّر وابنٍ على أفكار الآخرين؛ ما الإيجابيات في الفكرة المقترحة؟ كيف تُعالَج للعمل بها؟ ما التغيرات التي قد تقوم بها لتحسينها أو لجعلها أكثر وضوحاً؟ إن تغيير مفهوم واحد لحل غير عملي قد يجعله حلاً عظيماً.
كما ان كمية الأفكار شيء مهم؛ وفي هذه المرحلة يتم التركيز على توليد مجموعة واسعة من الأفكار الخام ثم يتم الاختيار من بينها فيما بعد.
ومن الأساليب العلمية لمنهجية إستراتيجية العصف الذهني:
1-
تحديد وقت الجلسة؛ ويفضل أن تكون من (15-20) دقيقة وأكثر من ذلك تكون مضيعة للوقت وإهدار له، ويُنصح ألاّ تزيد مدة الجلسة عن 30 دقيقة بأي حال من الأحوال.
2-
إبقاء الجلسة مريحة ومرحة؛ إن عصارة الإبداع تتمخض عندما يرتاح ويستمتع المشاركون ويشعرون بالحرية في تصرفاتهم، ومن المفيد طرح مشكلة خيالية كتهيئة للجلسة الإبداعية، والعمل على معالجتها لأن التفكير فيها يحرر الأفراد ويضعهم في مزاج منفتح ومرتاح.
3-
اختيار كاتب أو مسجّل للأفكار المطروحة ، بحيث يكلف أحد الأشخاص بكتابة كل الأفكار التي تطرح من قبل أفراد المجموعة ، ويفضل أن تكتب على السبورة أو لوحة ورقية ؛ ليتمكن جميع أفراد المجموعة من مشاهدتها.
4-
اختيار من ينظم ويرتب عمل المجموعات ، ويختار من يقدم الفكرة التالية ، حتى لا يتحدثون مع بعضهم في الوقت نفسه ، ويذكّر الأعضاء بأن لا يدخلوا التقويم خلال الجلسة.
5-
طباعة نسخ من قائمة الأفكار المطروحة وتوزيعها على المشاركين دون أي محاولة لوضع القائمة في ترتيب معين.
6-
التقويم والتعديل ؛ وفي اليوم التالي تلتقي المجموعة مرة أخرى وتبدأ بتأمل الأفكار المكتوبة في القوائم المنسوخة ثم تقوّم المجموعة تلك الأفكار ، وتُطورها وتُحولها إلى إطار عملي لاستخراج حلول واقعية.
لسنوات عدة قد خلت ، أضحت إستراتيجية العصف الذهني نمطاً من أنماط التفكير الإبداعي حيث أن جوهر إستراتيجية العصف الذهني ؛ أن الأفراد في مجموعة ما يولدون أكبر قدر ممكن من الأفكار دون نقد من الآخرين ، مما يجعل عملية التعلم أكثر متعة وفائدة وسهولة وتوصف بأنها موجهة ذاتياً لربط التعلم الجديد بالتعلم المخزن في الذاكرة ، إضافة إلى خلق بيئة إيجابية للتعلم والمحافظة على استمرارها.

Ameeneh@live.com

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com