الأحد، 7 يوليو 2013

تقنيات جديدة للبحث عن الحياة خارج الأرض


باريس- تستطيع التلسكوبات العملاقة المتوافرة لدى علماء الفضاء رصد الكواكب القابلة للحياة؛ أي تلك التي تكون على مسافة من شمسها تؤمن لها حرارة معتدلة وتجعل وجود المياه والحياة على سطحها ممكنا، لكن كيف يمكن التأكد من أنها مسكونة فعلا بكائنات حية؟ للإجابة عن هذا السؤال يعمل علماء على وضع تقنية جديدة تتيح لهم البحث، من الأرض، على آثار المياه وسائر الجزيئات الحيوية.
فمنذ مطلع تسعينيات القرن العشرين، رصد علماء الفلك 900 كوكب يدور حول شموس غير شمسنا، بحسب وكالة الفضاء الأميركية ناسا، وتقدر الدراسات الحديثة وجود مليارات عدة من هذه الكواكب في الكون.
ومعظم الكواكب المرصودة خارج المجموعة الشمسية هي ذات حجم أكبر من حجم الأرض، وبعضها كواكب صخرية واقعة على مسافات عن شموسها تجعلها قابلة للحياة؛ أي أنها ليست قريبة جدا من شموسها وملتهبة، ولا بعيدة عنها جدا ومتجمدة، بل في مسافة متوسطة تسمح بوجود المياه السائلة على سطحها، وهو شرط لا بد منه لتشكل الحياة ونموها، وإن كان شرطا غير كاف.
فالقول إن كوكبا ما قابل للحياة لا يعني بالضرورة أنه مسكون بالحياة فعلا، وما تزال وسائل المراقبة المتوافرة لدى العلماء غير كافية لتحليل وجود المياه والعناصر الحيوية الأخرى على سطح هذه الأجرام التي تفصلنا عنها سنوات ضوئية.
لكن هذا العجز العلمي لن يستمر طويلا على ما يبدو، بحسب ما تشير إليه الأبحاث التي عرضت أول من أمس الجمعة في المؤتمر السنوي للجمعية الملكية البريطانية لعلم الفلك الذي عقد في اسكتلندا.
فقد تمكن فريق من الباحثين الهولنديين من رصد آثار جزيئات مياه في الطيف الضوئي، من دون استخدام التلسكوبات الفضائية الهائلة.
عادة، يدرس العلماء الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية، من خلال فهم تأثير جاذبية الكوكب على الشمس التي يدور حولها. أما الفريق الهولندي فيعتمد طريقة معاكسة؛ أي دراسة تأثيرات جاذبية النجوم على الكواكب التي تدور حولها.
وبفضل جهاز متطور جدا لقياس الطيف الضوئي، موجود في المرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي، تمكن العلماء من تسجيل آثار ضعيفة جدا للمياه على كوكب يطلق عليه اسم "اتش دي 189733 بي" يقع على مسافة 63 سنة ضوئية. والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة، علما أن الضوء يقطع في الثانية الواحدة 300 الف كيلومتر.
وسمحت هذه التقنية في وقت سابق برصد جزيئات أول أكسيد الكربون على سطح هذا الكوكب، لكن لم يعثر على أي جزيئة مركبة.
وقالت جاين بيركبي، المتخصصة في الفيزياء الفلكية والمشرفة على هذه الدراسة "نحن نعلم أن هذه التقنية فعالة مع الجزيئات البسيطة غير المركبة، لأنها ذات موجات قصيرة، لكن رصد جزيئات المياه يقتضي رصد موجات أطول، ويحول غلاف الأرض الجوي دون التقاط هذه الموجات التي نبحث عنها".
وأضافت "لم نكن متأكدين من نجاح هذه التقنية، وعندما التقطنا الإشارات كنا سعداء جدا".
وفي حال تمكن العلماء من التقاط الإشارات الضوئية لجزيئات المياه على سطح الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية، فإن ذلك قد يفتح الباب أمام رصد جزيئات أخرى؛ مثل الأكسجين والميتان، ولا سيما عندما ينطلق التلسكوب العملاق "اي اي ال تي" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في عمله من تشيلي بحلول العام 2020. وخلصت جاين الى القول "في العقد المقبل، ستساعد دراساتنا علماء الفضاء في بحثهم عن الكواكب المشابهة للأرض، وربما عن كواكب مأهولة، تدور حول شموس غير شمسنا". -(أ ف ب)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com