السبت، 28 يناير 2012

إهمال علاج التهاب الحوض يؤدي للعقم




عمان-الغد- مرض لا يسبب سوى أعراض بسيطة إن أهملتها المريضة فالنتيجة هي حالة من تلف الأعضاء التناسلية بشكل دائم ما يؤدي إلى العقم وعدم القدرة على الإنجاب، ولذا يعتبر التهاب الحوض من الأمراض الخطيرة التي تصيب الجهاز التناسلي الأنثوي، وغالبا ما تكون أعراض المرض كامنة وغير ظاهرة أيضا، ما يتسبب في عدم شعور معظم النساء المصابات بهذه الأعراض منذ البداية، ولذلك فإنهن قد لا يكترثن باللجوء إلى المشورة الطبية والعلاج في هذه المرحلة، إلا أن هذا المرض من الخطورة بمكان حيث أنه قد يسبب العقم لاحقا، فتعمد هؤلاء النساء حينها إلى المشورة الطبية، وفي هذه المرحلة يكون العلاج أصعب وأكثر تعقيدا.
تعريف مرض التهاب الحوض وأعراضه
يعرف على أنه التهاب شديد يصيب الأعضاء الداخلية لمنطقة الحوض وبخاصة الجهاز التناسلي الأنثوي female reproductive system الذي يشمل الرحم uterus وعنق الرحم cervix وقد تمتد العدوى لتصل قناتي فالوب fallopian tubes والمبيضين ovaries.
وبالرغم من أنَ أعراض العدوى في بداية الأمر قد تكون بسيطة ولا تتعدى شعور المريضة بألم في أسفل منطقة البطن ومنطقة الحوض. وبعض الإفرازات المهبلية التي قد يصاحبها ألم خلال الجماع وصعوبة في التبول، إلا أنَ هذه الأعراض قد تتطور ليشتد الألم في منطقة أسفل البطن وتصبح المرأة تشعر بالغثيان. والتعب الشديد. مع ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة وفي حال ظهور هذه الأعراض لا بد للمرأة المصابة من مراجعة الطبيب المختص في الحال.
أسباب التهاب الحوض
تتعدد أسباب الإصابة بمرض التهاب الحوض ومن أهمها ما يلي:
• أثناء عمليات الولادة أو حتى الإجهاض قد تتسلل البكتيريا المسببة للمرض إلى الأجهزة التناسلية الأنثوية خاصة إذا كانت هذه العمليات تجرى في أماكن ملوثة أو باستخدام أدوات غير معقمة.
• انفجار الزائدة الدودية appendicitis بعد التهابها ممَا يؤدي إلى انتشار البكتيريا إلى مختلف أعضاء الجهاز التناسلي، وبالتالي التسبب في مرض التهاب الحوض.
• قد يسبب استعمال الدوش المهبلي الملوث بالبكتيريا مرض التهاب الحوض.
• ينتشر هذا المرض في المجتمعات التي تعيش حالة من الفوضى الجنسية ويمارس فيها الجنس من غير قيود دينية أو أخلاقية، وهذا الأمر هو المسبب الأول للمرض؛ حيث أن ممارسات المرأة المتعددة للجنس مع أكثر من شريك يزيد من احتمال إصابتها بمسببات المرض الجرثومية مثل المتدثرة (الكلاميديا /Chlamydia) وداء السيلان (الجونوريا/ Gonorrhea).
• كما يمكن أن ينتج هذا المرض عن استخدام اللولب كمانع للحمل؛ حيث يزيد استخدامه من احتمال تعرض المرأة لمرض التهاب الحوض.
مضاعفات مرض التهاب الحوض
ينشأ عن إهمال المرأة المصابة بالتهاب الحوض للعلاج مضاعفات جدية وخطيرة، من أهمها ما يلي:
• حدوث حمل خارج الرحم: يعتبر التهاب الحوض من أهم مسببات حدوث الحمل خارج الرحم، وهي حالة خطرة جدا تحدث نتيجة زرع البويضة المخصبة ونموها داخل قناة فالوب وعدم تمكنها من الوصول إلى الرحم، الأمر الذي يضع الحامل في وضع حرج للغاية، قد ينتج عنه نزف شديد لا يحل إلا بالجراحة الفورية.
• العقم: تعاني حوالي ثمن النساء المصابات بالتهاب الحوض من العقم نتيجة الضرر الشديد الذي يسببه هذا المرض للأعضاء التناسلية الأنثوية، كما يلاحظ ازدياد نسبة إصابة المريضة بالعقم كلما تأخر العلاج، ولذا يشدد الأطباء والمختصون على ضرورة علاج هذا المرض من البداية.
• آلام مزمنة في منطقة الحوض: تشير الإحصائيات الطبية إلى أن حوالي نصف المصابات بالتهاب الحوض يعاني آلاما مزمنة في منطقة الحوض قد تستمر لأشهر أو ربما لسنين عديدة، وقد تشعر المرأة بآلام شديدة في فترة الإباضة أو خلال ممارسة الجماع أو التمارين الرياضية.
علاج مرض التهاب الحوض
بما أن البكتيريا والمسببات الجرثومية هي المسبب الأول لهذا المرض، فإن وصف المضادات الحيوية يعتبر إحدى طرق العلاج الأولية، مع الأخذ بالحسبان، بكل تأكيد، أن الطبيب المختص هو وحده المخول بوصف المضادات الحيوية المناسبة للمريضة. 
وغالبا ما يطلب الطبيب من المريضة إجراء بعض الفحوصات المخبرية اللازمة، إلا أنه قد لا ينتظر ظهور نتائج المختبر لوصف المضاد الحيوي المناسب للمريضة، وبدل ذلك يبدأ بالعلاج المبكر تحسبا لأي خطر قد يطرأ قبل ذلك، حيث يعمد إلى وصف العلاج الذي يراه مناسبا لحين ظهور تلك النتائج، وقد لا تجدي المضادات الحيوية التي تعطى عن طريق الفم نفعا إذا كانت حالة المريضة شديدة، وهنا لا بد من إدخال المريضة إلى المستشفى حتى تعطى المضادات الحيوية عن طريق الوريد. 
وفي حال ثبوت إصابة المرأة بالمرض، لا بد من فحص الزوج للتأكد من عدم تعرضه للعدوى الناتجة عن هذا المرض.
الوقاية من مرض التهاب الحوض
الطريقة المثلى للوقاية من هذا المرض هي الالتزام بالدين والأخلاق، واتباع الممارسات الجنسية الآمنة التي توصي الأعراف الدينية والأخلاقية بها، أي ضمن إطار الزوجية فقط.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي عدم إجراء عمليات الولادة إلا تحت إشراف الطبيب المختص أو القابلة القانونية المختصة، وفي أماكن نظيفة وباستخدام أدوات معقمة.
وفي حال إصابة أحد الزوجين بالمرض، ينبغي أن يعلم الطرف الآخر بذلك لأخذ الاحتياطات وينصح بالتوقف عن المعاشرة الجنسية حتى الشفاء التام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com