الأحد، 29 يناير 2012

فقدان الانسجام يسبب صعوبات التعلم لدى الأطفال

ديما محبوبه

عمان- صعوبة التعلم التي تصيب أشخاصا، وتكتشف في مرحلة الطفولة، هي "ضعف في التأسيس اللغوي والمهارات اللغوية والرياضيات"، بحسب متخصصين.
ويؤكدون أن الأطفال الذين يعانون من هذه الصعوبات، يمتلكون قدرات تخفي جوانب الضعف في أدائهم، ولكنهم قد يسردون قصصا رائعة، رغم أنهم لا يستطيعون الكتابة، وكذلك هناك من يتقنون وينجحون في تأدية مهارات معقدة، لكنهم لا ينجحون في اتباع التعليمات البسيطة، ويبدون عاديين تماما وأذكياء، وليس في مظهرهم ما يوحي بأنهم يختلفون عن الأطفال الآخرين.
وتحديدا، فإن صعوبة التعلم، وفقا لما يقوله أحد المتخصصين في صعوبات التعلم، أشرف الشوابكة، هي مجموعة متغايرة من الاضطرابات تظهر على شكل صعوبات ذات دلالة في اكتساب، واستخدام مهارات الاستماع، أو الكلام، أو القراءة، أو الكتابة، أو التفكير، أو الذاكرة، أو القدرات الرياضية.
وتظهر بشكل واضح في مراحل التأسيس؛ إذ إن عدم التأسيس الصحيح في الدراسة والإهمال الشديد في الصفوف الأولى، وكذلك ما قبل الصفوف الدراسية الأساسية، تؤدي إلى صعوبة في التعلم.
ويشير إلى أن هناك بعض الحالات التي تحدث مصاحبة لحالات أخرى من الإعاقة؛ مثل التلف الحسي والتخلف العقلي، والاضطراب الانفعالي الحاد، أو مصاحبة لمؤثرات خارجية؛ مثل الفروق الثقافية والتعليم غير الكافي أو غير المناسب، إلا أنها ليست ناتجة عن هذه الحالات أو المؤثرات، مؤكدا أن صعوبة التعلم ليست إعاقة.
ويؤكد الشوبكي أنه في الوقت الذي يتفق فيه الاختصاصيون على أن مشاكل معالجة المعلومات ذات الأصل العصبي هي السبب في الصعوبات التعلمية، إلا أنهم في الوقت نفسه، يحذرون من تجاهل عوامل البيئة والمواقف التعليمية، فهناك الكثير من العوامل البيئية التي قد تتسبب في حدوث صعوبات التعلم لدى الأطفال، أو تعمل على تفاقم مواطن الضعف الموجودة أصلا، والآثار نفسها من الممكن أن تفاقم الحالة أو أن تخفف منها، ولا توجدها. وهناك عوامل تؤذي الطفل، ومن الممكن أن تصيبه بصعوبات التعلم؛ مثل التغذية، والسميات البيئية، والإشعاعات، والبيئة الدراسية، والبيئة الأسرية والاجتماعية، والإصابات الجسدية.
فإذا وجد أي نقص في التغذية أثناء حمل المرأة، وفق اختصاصية التغذية ربى العباسي، فإن ذلك يؤثر سلبا في نضج الدماغ، وخصوصا فيما يتعلق بإنتاج الخلايا العصبية فيه، ما يقلل من وزن الطفل ونقص التغذية، فلذلك نتائج خطيرة جدا في الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل.
وتشير الأبحاث إلى أن السميات البيئية؛ كأن يتعرض الطفل إلى كميات صغيرة من الرصاص، يمكن أن تنتج أنماطا من السلوك تتصل بصعوبات التعلم؛ كمشاكل الكلام ونقص الانتباه. ويبين الشوبكي أن الإشعاعات الصادرة في الأشهر الأولى من الولادة وحتى أجهزة التلفزيون تؤثر وتصيب الطفل بصعوبات التعلم.
وتشير مدرسة غرفة المصادر وصعوبات التعلم أمية الكيلاني، إلى أن عدم الاهتمام وعدم إعطاء الطفل حقه، وعدم متابعة المدرسة حالات الأطفال جميعم في صفها، من الممكن أن تجعل الكثير من الطلاب يصابون بصعوبات تعلم، وهنا لا بد من إبلاغ الأهل بوجود اضطرابات معينة في حياة طفلهم.
وتشدد على أن بعض الأطفال ذوي الصعوبات التعليمية، لا يتخذون موقفا طيبا نحو المدرسة، ولا تتوافر لديهم رغبة كبيرة للتعلم والإنجاز في المجالات الضرورية.
ورغم أن صعوبات التعلم هي بالدرجة الأولى صعوبات أكاديمية، إلا أن العديد من المربين يلاحظون أن صعوبات التعلم ظاهرة متعددة الأبعاد، بحسب الشوبكي، الذي يرى وجود آثار ومشاكل تتجاوز النواحي الأكاديمية إلى نواح أخرى اجتماعية وانفعالية تترك بصماتها على شخصية الطفل من جوانبها كافة.
يقول الشوبكي "إن المربين والاختصاصيين والمشتغلين بصعوبات التعلم يعتقدون بأنه يتعين ألا يقتصر تناول هذه الصعوبات على النواحي الأكاديمية بمعزل عن المؤثرات الأسرية والبيئية"، مؤكدا أن نفسية الطفل لها دور كبير في تحسن حالته.
ويشير إلى أن طالبا استمر معه وبحالته منذ كان في الصف السادس، وعمل على دعم نفسيته بطريقة كبيرة، وهذا ما جعله يبتعد عن النفسية الضعيفة، ووضع له هدفا في حياته، واليوم هو في مرحلة التوجيهي، ويحب الدراسة ويستطيع أن يكون متفوقا ويرغب بدراسة النظم المعلوماتية.
ويؤكد أن وجود حالة أو تعرض الطفل لحالة فقدان أحد أبويه بطريقة مفاجئة من الممكن أن يخلق له صدمة يصاب بها بصعوبة التعلم وبطئه.
وتظهر على الطفل سمات عندما يعاني من صعوبات التعلم، برأي الشوبكي؛ منها "القلق، عدم الشعور بالأمان، والاندفاع، والعناد، وتنشأ مثل هذه السلوكات عند نقص الشعور بالأمن والانسجام والحب والدفء والقبول في البيت والمدرسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com