السبت، 28 يناير 2012

دعوة لاستخدام الدرجات الهوائية في التنقلات


ترجمة: نضال زيادين- أشارت دراسـة نـشـرت مؤخـراً فـي الـمـجـلـة الـعـلـمـيـة Environmental Health Perspectives  إلى أن التوقف عن القيام بالرحلات القصيرة بالسيارات خاصة في التنقل من وإلى مكان العمل وإستبدالها بالدراجات الهوائية ووسائل النقل الجماعي  والعام الفاعل سيؤدي إلى تحقيق فوائد صحية وإقتصادية كبيرة .
وقد تحققت الفائدة الصحية الكبرى نتيجة استبدال نصف الرحلات القصيرة بالسيارات بالرحلات بإستخدام الدراجات الهوائية وذلك خلال فترة الستة شهور الادفأ في السنة الأمر الذي أدى إلى توفير بلايين الدولارات بسبب حالات الوفاة التي أمكن تفاديها وتخفيض تكاليف الرعاية الصحية لمشاكل صحية مثل السمنة وامراض القلب . كما ستساهم هذه الإجراءات في توفيربلايين الدولارات سنوياً نتيجة لهذه الإجراءات بما في ذلك انقاذ حياة مئات الأشخاص سنوياُ وذلك نتيجة تحسن جودة الهواء وزيادة اللياقة البدنية وفقاً لتقديرات الدراسة.
إن تحويل التنقل في رحلات قصيرة لمسافة خمسة كيلومترات ذهاباً وإياباً من السيارة إلى الدراجة الهوائية يعتبر وضعا فيه مكاسب لكافة الأطراف والذي عادة ما يتم تجاهله في مناقشات بدائل وسائل النقل حيث أننا نتحدث عن تكاليف تغيير أنظمة الطاقة وتكاليف مصادر الوقود البديل لكننا نادراً ما نتحدث عن هذا النوع من الفوائد بحسب الدكتور جوناثان باتز مدير معهد الصحة العالمي في جامعة وسكنسون – ماديسون  الأمريكية.
وقد بدأت الدراسة والتي شملت أكبر11 منطقة إحصائية تابعة لمدن كبرى في وسط غرب الولايات المتحدة بتحديد مقدار التخفيضات في تلوث الهواء الذي  سينتج عن إلغاء استخدام السيارات في الرحلات القصيرة.
 وأشار الدكتور سكوت سباك والذي شارك في الدراسة عندما كان يعمل في جامعة وسكنسون - ماديسون إلى إن أحد المصادر الرئيسية للفوائد الصحية جاء من التخفيض البسيط في معدل الجسيمات الدقيقة  التي تدخل وتستقر في إعماق الرئة والذي يرتبط    بمرض الربو الذي يصيب 8.2% من مواطني الولايات المتحدة الأمريكية  وكذلك حالات الوفاة الناجمة عن امراض القلب والرئتين.  وأضاف الدكتور سباك بأن التخفيضات في الجسيمات الدقيقة  كانت أكبر بكثير خلال حوادث التلوث العالي وحتى التخفيضات الصغيرة تقلل من نسبة التعرض المزمن للتلوث والذي يؤثر على 31.3 مليون شخص يعيشون ليس فقط في مناطق المدن الكبرى التي شملتها الدراسة بل ايضاً وحتى مئات الكيلومترات أبعد بإتجاه الريح .
أما الخطوة الثانية من الدراسة فكانت النظر إلى الفوائد الصحية لاستخدام الدراجة الهوائية للرحلات القصيرة خلال فترة الستة شهور الأدفأ في السنة عندما يكون الطقس في أفضل أحواله .
فقد أشارت الباحثة ماغي جرابو من جامعة وسكنون – ماديسون ايضاً والتي قامت بتقديم الدراسة في شهر تشرين الثاني الماضي إلى جمعية الصحة العامة الأمريكية في واشنطن بأن السمنة قد أصبحت وباءً وطنيا وأن عدم ممارسة التمارين الرياضية له علاقة كبيرة بذلك وتضيف بأن غالبية الأمريكيين لا يحصلون على الحد الأدنى الموصى به من التمارين الرياضية وفي برنامج عمل يومي مزدحم فانه إذا ما كان بالامكان حصول هذه التمارين تلقائياً خلال ذهابنا للعمل فإننا نتوقع تحقيق فائدة رئيسية في كبح جماح وباء السمنة وبالتالي تخفيض ملحوظ في مرض السكري من النوع الثاني والذي هو ايضاً وباء قاتل بحد ذاته .
ويضيف الدكتور باتز بأنه وبشكل عام فإن الدراسة قد  تقلل من تقدير فوائد إلغاء الرحلات القصيرة  بالسيارات لأنها لم تقس الوفورات المالية بسبب تخفيض إستخدام السيارات علاوة على أن الدراسة لم تحاول بيان الفوائد الصحية الناجمة عن تقليل إستخدام السيارات  للتنقل في الرحلات القصيرة والتي إذا ما تم القيام بها مشياً على الأقدام أو بواسطة وسائل النقل الجماعي فإنها ستودي إلى زيادة مقدار التمارين الرياضية.  ويعترف الدكتور باتز بأنه من غير الواقعي أن نتوقع إلغاء كافة الرحلات القصيرة بالسيارات لكنه يلاحظ  بان استخدام الدراجات الهوائية كوسيلة نقل بدأ يكتسب شعبية في الولايات المتحدة الأمريكية وأنه في بعض مدن شمال أوروبا فان 50 % من الرحلات القصيرة تقريباً تتم بواسطة الدراجة الهوائية .
وقد خصصت كل من شيكاغو ونيويورك ومدن أخرى موارد مالية كبيرة في السنوات الأخيرة لانشاء البنية التحتية للدراجات حسب الدكتور باتز مضيفا بأن الدراسة الجديدة يجب أن تشكل حافزاً آخر لجعل المدن صديقة أكثر لاستخدام الدراجات الهوائية عن طريق عمل مواقف أفضل وتوفير حمالات للدراجة الهوائية على الباصات والقطارات وعمل المزيد من المسارب للدراجات وخاصة ممرات منفصلة  . كما يجب أن تكون البنية التحتية لاستخدام الدراجات الهوائية أكثر أماناً  وأضاف بأنه وإذا كان هناك فوائد صحية عديدة لاستخدام الدراجات فإننا يجب أن نحاول إعادة تصميم مدننا لتحقيق ذلك بدون تعريض راكبي الدراجات الجدد للخطر . ويختم الدكتور باتز قائلاً" عن طريق تقليل استخدام انواع الوقود الاحفوري  فان التخفيض في استخدام السيارات يفيد  أيضاً المناخ حيث أن وسائل النقل مسؤولة عن مقدار ثلث انبعاثات غازات البيت الزجاجي وعليه فاننا اذا استطعنا استبدال السيارات بالدراجات فإننا سنكسب لياقة صحية وتحسنا في جودة الهواء  و تخفيض غازات البيت الزجاجي المسبب للاحتباس الحراري إضافة إلى الفوائد الاقتصادية الشخصية لإستخدام الدراجة الهوائية بدل من قيادة السيارة أي أنه مكسب بأربعة اتجاهات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com