السبت، 28 يناير 2012

دراسة: الأطفال يصيبهم الأرق


عمان- كشفت دراسة حديثة النقاب عن أمر قد يبدو غرييا على مسامع البعض، وهو أن واحدا من كل 10 رضع وأطفال صغار يجد مشكلة في النوم ليلا، كما أن ذلك يجعله أكثر عرضة من أقرانه للإصابة باضطرابات النوم عندما يكبر.
هذا ما ذكره موقع صحيفة The New York Times الذي أشار إلى أن هذا البحث، يعد نظرة نادرة حول المشكلة التي يفشل كثير من الأهالي وحتى أطباء الأطفال في ملاحظتها في أحيان كثيرة.
وقد وجدت هذه الدراسة، والتي ألقت نظرة على أطفال تتراوح أعمارهم ما بين ستة أشهر إلى ثلاث سنوات، أن مشاكل النوم تعد شائعة بين أطفال هذه الفئة العمرية، إلا أن الأهالي لا يدركون دائما المؤشرات التي تدل على ذلك، والتي تتضمن الشخير المتكرر وبصوت عال، وهو عامل يزيد من احتمالية الإصابة بالانقطاع الانسدادي للأنفاس أثناء النوم، والذي يعد مشكلة تدعو الأطباء لمراقبة المصاب.
فضلا عن ذلك، فإن هذه الدراسة ضحدت الفكرة السابقة التي كانت تشير إلى أن الأطفال المصابين بمشاكل في النوم يتخلصون منها عندما يكبرون، إذ توصلت إلى أن من يصابون بمشكلة أو أكثر من مشاكل النوم في مرحلة الطفولة المبكرة تزيد احتمالية إصابتهم بمشاكل في النوم مستقبلا بما يقدر بـ 3-6 مرات مقارنة بأقرانهم.
وقد علق على ذلك الدكتور كيلي بايرز، وهو أستاذ مساعد في المركز الطبي في مستشفى سينسيناتي للأطفال وأحد القائمين الرئيسيين على الدراسة المذكورة، بأنه إن لم يعالج الطفل المصاب بمشكلة ما من مشاكل النوم، فإنه من المتوقع أن تستمر مشكلته مع الوقت.
وتتنوع العلامات التحذيرية التي تدل على وجود مشاكل في النوم لدى الأطفال، من ضمنها الشخير مرتفع الصوت لعدة أيام في الأسبوع، والنوبات المتكررة من الاستيقاظ ليلا، ورؤية الكوابيس، والرعب الليلي، وذلك فضلا عن البقاء نحو 20 دقيقة في محاولة الخلود إلى النوم في كل ليلة تقريبا.
وعلى الرغم من أن المشاكل الشديدة المتعلقة بالنوم عادة ما يعتقد بأنها تصيب البالغين فقط، إلا أن المؤسسة الوطنية للنوم في الولايات المتحدة تقدر أن ما يصل إلى 69 % من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الـ 11 عاما يعدون مصابين بمشاكل متعلقة بالنوم، ولكن العديد من الأهالي يفشلون في التفريق بين علامات هذه المشاكل و"المعركة" التي تخوضها معظم الأمهات في مواعيد نوم الرضع والأطفال لجعلهم ينامون. فضلا عن هذا، فإن أطباء الأطفال أيضا يغفلون في كثير من الحالات عن ملاحظة وجود مشاكل في النوم لدى الطفل، فقد وجد أحد التقارير أن ما يقارب من نصف أطباء الأطفال لا يفحصون أو يسألون أسئلة متعلقة باحتمالية وجود هذه المشاكل لدى الطفل عندما يتحدثون مع أهله بشأن صحته.
ولإجراء الدراسة الحالية، قام الدكتور بايرز مع زملائه بتتبع 359 رضيعا، وذلك بإجراء مقابلات مع أمهات هؤلاء الرضع وهم في سن الستة أشهر ثم العام الواحد ثم العامين ثم الثلاثة أعوام. وبشكل عام، تبين أن 10 % من الأمهات ذكرن أن لدى أطفالهن مشاكل في النوم، كالاستيقاظ ليلا، فضلا عن الهياج والمشاكل قبل النوم. وقد بين الدكتور بيارز، والذي يتعامل مع الكثير من الأطفال كونه اختصاصيا في طب النوم السلوكي، أن الأهالي عادة ما ينظرون لما لدى أطفالهم من مشاكل عند النوم بأنها مشاكل مؤقتة تزول عندما يكبر. وأضاف أن هذا قد يكون صحيحا لدى معظم الأطفال، إلا أنه قد ظهر أن مشاكل النوم تستمر بالفعل مع نسبة من الأطفال حتى عندما يكبرون. فعلى سبيل المثال، فقد تبين للباحثين أن نحو ثلث الأطفال الذين شاركوا في الدراسة المذكورة ممن كان لديهم مشاكل في النوم عند بدايتها، أي عندما كانوا في سن ستة أشهر، قد استمرت هذه المشاكل لديهم لأكثر من عامين بعد ذلك. أما من لم يكن لديهم مشاكل في النوم عند بداية الدراسة، فقد أصيب أقل من 10 % منهم بمشاكل متعلقة بالنوم مع الوقت. 
وتجدر الإشارة إلى أنه قد ظهر أن ما يتراوح بين 12-20 % من الأطفال الذين شاركوا في الدراسة كانوا يشخرون معظم أيام الأسبوع، وهذه علامة على إصابتهم بالانقطاع الانسدادي للأنفاس أثناء النوم، وهو واحد من اضطرابات النوم. ولكن معظم الأهالي لم يسجلوا ذلك كمشكلة لدى أطفالهم، إلا أنه قد يؤدي، إن استمر مع الطفل، إلى فشل في النمو وصعوبة في الأداء التعليمي، وذلك فضلا عن مشاكل سلوكية لدى البعض. ويذكر أن هذه المشكلة تعد قابلة للحل إن لوحظت، وذلك بإزالة اللوزتين واللحمية وفقدان الوزن إن كان زائدا واستخدام أداة تجلب الهواء إلى الرئتين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com