السبت، 28 يناير 2012

المشاكل البصرية المصاحبة للقراءة وكيفية علاجها


عمان- يعد الجهد المبذول أثناء القراءة من أكثر الأنشطة إجهاداً للبصر، فأي عيب أو خلل بصري يتضح بسهولة أثناء القيام بهذا الجهد. ومشاكل القراءة أو الكتابة، على حد سواء، لا تتوقف على خلل عضوي في العين وحسب، بل حتى عيوب العين الانكسارية، والخلل في الرؤية المزدوجة؛ كلها تؤدي لمشاكل ومتاعب أثناء القيام بجهد القراءة.
أبرز الشكاوى من مشاكل القراءة عدم تمكن قراءة الحروف الصغيرة إلا بعد إبعادها عن العينين بشكل كبير، أو تداخل الحروف وفقدان التركيز، وكذلك الشكوى من الإحساس بالصداع والإرهاق الشديد بعد القراءة لفترة ليست طويلة جداً. لتغطية هذا الموضوع وبحث حلول هذه المشاكل يمكن تقسيم المشكلة بالحديث عن أبرز الأسباب المؤدية لمتاعب القراءة:
- تغيرات عضوية طبيعية
وهو ما يقود إلى ما يسمى "النظر الشيخوخي" أو "صعوبة القراءة المرتبطة بالسن" (presbyopia)، وهذا التغير الطبيعي مرتبط بالعدسة المرنة في العين حيث تعد العدسة المرنة من أبرز وأهم أجزاء العين المسؤولة عن الجهد البصري بكافة أنواعه.
وتتميز العدسة المرنة بأنها متغيرة حسب الحاجة، وتتكيف حسب النشاط المطلوب، فالعدسة ترتخي وتنبسط أثناء القيام بنشاطات بصرية بعيدة المدى كقيادة السيارة ومشاهدة الإشارات المرورية واللوحات الدعائية، وتنضغط ويكبر حجم قطرها أثناء القيام بالنشاطات البصرية القريبة كالكتابة والقراءة والرسم وإصلاح الإلكترونيات وغيرها.
هذه التغيرات المستمرة لوضع العدسة حسب الجهد المطلوب يسمى (تكيف العدسة)، وهذا التكيف يبدأ مع الإنسان ويتطور منذ فترة الرضاعة حتى يبلغ سن الأربعين تقريباً؛ فإذا بلغ الإنسان هذه السن فإن العدسة تفقد مرونتها وقدرتها على التكيف، نتيجة للتغيرات العضوية الطبيعية في العدسة، وذلك بأن تفقد الكثير من أنسجتها وتتغير تركيبتها العضوية وبهذا تفقد العدسة مرونتها وميزة التكيف بشكل كبير ولكن ليس بشكل كامل، ولكن البقية الباقية من القدرة على التكيف لا تكفي للقيام بهذا النوع من الأنشطة القريبة.
هذه التغيرات طبيعية وليست مرضية ولا تدعو للقلق، لذا يجب على من بلغ الأربعين، أو شعر بمظاهر الإجهاد البصري أثناء القراءة قبل حتى بلوغ الأربعين أن لا يقلق، فحل المسألة سهل وبسيط، ويكمن في وصف نظارات طبية مخصصة للقراءة وتختلف من شخص لشخص، فالشخص الطبيعي وغير المصاب بأي تاريخ مرضي في بصره تختلف وصفته، قطعاً، عن شخص له تاريخ مرضي أو مشاكل بصرية.
2 - عيوب العين الانكسارية
هناك ثلاثة عيوب انكسارية تؤثر على كافة النشاطات البصرية للإنسان بما فيها القراءة:
- قصر النظر (myopia)
وهذا العيب يحدث حينما تكون القرنية أو العدسة أو كلتاهما متحدبتين أكثر من الحد الطبيعي، أو حينما يكون الطول المحوري للعين أطول من المستوى الطبيعي؛ كل هذه العوامل تؤدي لتغير التركيز للصورة الساقطة على الشبكية، فتظهر الصورة للأجسام البعيدة مشوشة وغير واضحة، ويحتاج حينها المريض لعدسات مقعرة (سالبة) لتصحيح هذا الخطأ أو العيب الانكساري.
ميزة قصر النظر أن المريض حينما يصل لسن الأربعين كل ما عليه هو نزع نظاراته أو عدساته اللاصقة والقراءة بكل أريحية، (ويستثنى من ذلك من قصر النظر لديهم عال)، وحينما لا يريد المصاب بقصر النظر نزع نظارته أو عدسته اللاصقة أثناء القراءة أو الكتابة، فيمكنه ذلك، ولكن بوصفة مخصصة للقراءة تضاف على الوصفة الأصلية.
- طول النظر (hypermetropia)
وهذا العيب الانكساري ينتج عن عدة أسباب، وهي في مجملها عكس الأسباب المؤدية لقصر النظر، وهي حينما يكون تحدب القرنية أو العدسة أو كلاهما أقل من الحد الطبيعي، أو حينما يكون الطول المحوري للعين أقصر من المستوى الطبيعي؛ كل هذه العوامل تؤدي لتغير التركيز للصورة الساقطة على الشبكية، فتظهر الصورة للأجسام البعيدة مشوشة وغير واضحة، ولكن الصورة السيئة لا تظهر إلا بعد أن يدخل الإنسان مرحلة الشباب، حينما تقل قدرة العدسة على التكيف، ويحتاج حينها المريض لعدسات محدبة (موجبة) لتصحيح هذا الخطأ أو العيب الانكساري.
هناك ميزة يحصل عليها مصابو طول النظر وهي حدة الإبصار الشديد بشكل يفوق الإنسان الطبيعي، لكن من مساوئ طول النظر هو حصول (طول النظر الشيخوخي) في سن مبكرة نسبياً، ربما حوالي السابعة والثلاثين؛ لأن العدسة المرنة طوال السنين الماضية كانت متكيفة وفي عمل متواصل طوال الوقت مما يؤدي لإنقاص العمر الافتراضي والقياسي لها.
ومرضى طول النظر يحتاجون لنظارات قراءة ذات قوة أعلى من الشخص الطبيعي، لأن قوة عدسات القراءة (الموجبة) تضاف على قوة عدسات تصحيح العيب الانكساري (الموجبة كذلك)، ولا يمكنهم القراءة من دون نظارات. 
- اللابؤرية (astigmatism):
وتسمى أيضا (عدم تماثل النظر)، وهي مشهورة باسم (الانحراف)، وهي تسمية غير دقيقة. حينما يركز الإنسان على جسم ما، قريب أو بعيد، فإن صورة الجسم تدخل العين عن طريق محورين متقاطعين بشكل تعامدي في القرنية، بحيث تسقط الصورة بشكل متطابق وصاف ونقي على الشبكية.
تحدث اللابؤرية حينما يكون هناك تحدب لمحور أكثر من المحور الآخر، عندها تختل الصورة المتقاطعة وتسقط على الشبكية بشكل غير متساو، وهذا يؤثر على تركيز الصورة، فتنتج لنا صورة غير صافية وغير دقيقة، سواء للأجسام القريبة أو البعيدة. ولتصحيح هذا الخطأ الانكساري يحتاج المريض لعدسات أسطوانية (cylinder) تصحح الصورة اعتماداً على المحور المصاب بالخلل.
وكل تلك الأمور يمكن علاجها من خلال عملية "lasik plus" بتقنية جديدة بجهاز ""visx" ومن أهم مميزاتها:
- إمكانية علاج العيوب الكبيرة مثل قصر النظر حتى -17 درجة وطول النظر حتى 6 درجات بالإضافة إلى الانحراف (الأستيجماتيزم) حتى 6 درجات.
- تتبع الحركة اللاإرادية ثلاثية الاتجاهات لعين المريض أثناء إجراء عملية (lasik)، ما يتفادى انحراف الليزر عن المحور البصري للمريض أو اختلاف محور الانحراف.
- السرعة الفائقة في إتمام عملية Lasik في عدة ثوان، ومن ثم لا تجف أنسجة القرنية أثناء Lasik.
- انتظام السطح المعالج تماماً مع الحفاظ على التحدب الأصلي للقرنية.
- يعتمد جهاز visx على تقنية بصمة العين  خلال عملية Lasik فهو ضروري للحالات التي تعاني من تشوهات بالقرنية مما يجعل النتائج أكثر دقة وأكثر نقاء.  
- يتمتع بخاصية عدم وجود أي ألم على الإطلاق إثناء أو بعد عملية Lasik
- وأسهمت هذه التقنية بدورها في تقليل مشاكل جودة الرؤية التي كانت موجودة  وبالأخص الرؤية الليلية.
- وهذه التقنية الحديثة ساعدت من تجاوزوا سن الأربعين على التخلص من نظارة القراءة ونظارة المسافات معا، وتكمن فكرة هذه التقنية إلى تشكيل القرنية لتكون شبيهة بالنظارة المتعددة البؤرات – ذات العدستين.
3 - الحول الخفي (phoria)
يعد الحول الخفي من أكثر المشاكل البصرية إرهاقاً وإجهاداً للعين، والحول الخفي عبارة عن انحراف للرؤية يحدث عندما ينكسر الدمج بين الصورتين الداخلتين من كلتا العينين بجعل كل واحدة منهما تنظر لجسم مختلف، ولكن بوجود كلتا العينين تركزان على نفس الجسم فإن الحول الخفي لا يظهر بشكل واضح، ولكنه كامن بسبب ثبات الرؤية المزدوجة، وحفاظ الرؤية المزدوجة عليه هي السبب الرئيسي وراء الإجهاد الكبير والصداع الناتج من مزاولة أي عمل بتركيز.
4 - الأمراض العضوية:
ومن أبرز هذه الأمراض "غباش النظر" وتداخل الحروف أثناء القراءة، ويكون حدوث طول النظر الشيخوخي مبكراً بالنسبة لهم، لذا على مريض السكر المحافظة التامة على مستوى السكر في دمه، والقيام بفحص شامل لبصره، ثم الاستمرار في استخدام وصفة النظارات الطبية مقرونة بالمحافظة على مستوى السكر في دمه، لأن تغير مستوى السكر في الدم يحدث تغيرا في حدة الإبصار وتغيرا في مقدار العيوب الانكسارية، فالمحافظة على السكر والاستمرار على استخدام الوصفات الطبية يجعل مشاكل القراءة تقل بنسبة كبيرة جداً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com