الثلاثاء، 31 يناير 2012

علموهم القراءة فهي بوابة الحياة..!

د.عدنان الطوباسي - كانت القراءة وما زالت وستبقى عبر التاريخ البشري الطريق الحقيقي لبناء ثقافة الانسان وتطوير قدراته ومواهبه وهي المفتاح الرئيسي للنشاط العقلي وتكوين شخصية الفرد والتعامل مع الاخرين بكل سهولة ويسر .
 وتستغرب هذه الايام عندما تجد ان القراءة اضحت تتلاشى بين كثير من الناس لعوامل عديدة لعل ابرزها انتشار التكنولوجيا ووسائل الاتصال الاجتماعي وانشغال الناس بهموم الحياة وصعوباتها المتعددة. 
ويرى «ابو نادر «وهو مدرس في احدى المدارس الثانوية ان بعض الطلبة في هذه الايام يعيشون فقرا ثقافيا حيث تسالهم عن ابسط انواع المعارف وتراهم حيارى لا يجيبون ويضيف ان هذا الفقر الثقافي من شانه ان يدخل الطلبة الى حالة ضعف كبرى في حياتهم وفي تحصيلهم مما يسبب لهم حالة من القلق المعرفي في المجتمع الذي يعيشون فيه.
ويتفق «ابو سمير «مع صديقه» ابي نادر»في ان الفقر الثقافي سيطر على طلبة الجامعات حيث يستغرب اشد الاستغراب وهو المدرس في احدى الكليات الجامعية مدى الضعف الثقافي الذي يعاني منه الطلبة هذه الايام فقد سال طلبته ذات يوم في احدى المحاضرات عن اصحاب المعلقات الشعرية فلم يجب من طلبة الصف البالغ عددهم 55 طالبا وطالبة سوى اربعة.
 ويعلل ذلك بسبب التنشة الاجتماعية التي يعيشها الطلبة هذة الايام التي تؤدي بهم الى هذا المسلك الخطير ويهيب بالاباء والامهات ان ينهضوا من كبوتهم ويستفيقوا ويغرسوا قيم القراءة والمطالعة لدى اطفالهم فالحياة لا تحتمل الضعفاء والمعرفة قوة في زمن لا يعرف الا الاقوياء.
 وتؤكد المعلمة « ابتهاج «على اهمية البيئة الاسرية في تنمية الميول والاتجاهات التي تؤدي الى الاقبال على المطالعة وقراءة الكتب بمختلف مواضيعها 
 وتشير الى اهمية البيت في خلق اجواء ايجابية لدى الاطفال منذ الصغر لتنمية ثقافاتهم وحثهم على القراءة وخاصة القصص التي تشدهم وتجذبهم وتنمي لديهم قيم الحياة الايجابية وتعودهم على السلوك الحسن في الحياة 
ان على الاباء والامهات اصطحاب ابنائهم الى المكتبات للتعرف عليها وما تحتوية من كتب قيمة وتعويدهم على القراءة والمناقشة والعصف الذهني من خلال اطلاعهم على ما تكتنز هذة المكتبات من علم ومعرفة ومعلومات.
 وعلى المدرسة ان تستثير اهتمام طلبتها في تعويدهم على المطالعة والقراءة واجراء المسابقات الثقافية التي تعمل على تحفيز الطلاب على القراءة والمطالعة مثلما يقع على البلديات الدور الكبير في تعريف المجتمع المحلي باهمية القراءة وبث في نفوس الناس كل الناس غرس قيم القراءة وعاداتها الجميلة وما تساهم به من اثر ايجابي في صقل شخصية الفرد وتنمية ذاته.
 ويؤكد استاذ التربية د.علي الشهاب على ان القراءة وسيلة للتزود الثقافي والانساني في شتى مجالات الحياة ومن خلالها يتعرف الناس والمجتمعات على التراث الثقافي والاجتماعي الذي تتناقله الاجيال وهي الوسيلة لامداد الفرد بكل ما ابتكره وانتجه العقل الانساني ؛فالقراءة جزء اساسي من بناء شخصية الانسان وهي مفتاح العقل السليم والتحصيل الجيد وتنمية روح الفكر والابداع وتطوير قدرات الانسان واكتشاف منابع الثقافة عند المجتمعات الانسانية 
 وتشير الدراسات الى انه رغم كل التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل الا ان الكتاب سيبقى الركن الاساسي للثقافة الانسانية .ودليل الحائرين الى البحث عن الحقيقة وتراث البشرية الخالد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com