الاثنين، 7 أكتوبر 2013

عنف المعاقين ..متى ينتهي ؟!

صورة

سهير بشناق - لاتمنع الاختلافات في القدرات العقلية والجسدية، بين الانسان الذي يعاني من اعاقة، والانسان الطبيعي الا انه في الدول المتقدمة ،لا تقف الاعاقة حائلا بين الانجاز والتقدم لمن يعانيها.
 هناك من يؤمن، ان المعاق؛ ما لم تكن اعاقته اعاقة دماغية شديدة، يمكنه ان يعيش حياة الى حد ما طبيعية وان يتقدم بحياته اذا وجد من يهتم به ويوفر له بيئة اسرية واجتماعية ونفسية سليمة
الايمان بالانسان وقدراته وظروفه وعدم تركه بمفرده دون رعاية متكاملة لا يقف عند حدود الانسان المعاق ، بل هو حاجة يتطلبها كل انسان وخاصة الاطفال فعدم الاهتمام بهم وتوفير بيئات فكرية واجتماعية ونفسية لهم للنماء السليم لا بد لها، ان تعيق تقدمهم وتخفف نسبة عطائهم ونجاحهم .
 فتحت «حادثة الطفل» الذي كان يعاني من «اعاقة» وتعرض لنهش من احدى الكلاب الضالة ، طالت اجزاء من جسده اصيب جراءها بنزيف حاد توفي على اثرها، فتحت ملف المعاقين من جديد لتعيد الى الذاكرة حوادث الاهمال والاعتداءات الجسدية ،التي تعرض لها عدد من المعاقين في مراكز خاصة العام الماضي.
الدكتور هاني جهشان مستشار الطب الشرعي وعضو هيئة تحرير دراسة الامين العام للأمم المتحدة المتعلقة بالعنف ضد الاطفال، اشار الى ان دراسة الأمين العام للأمم المتحدة المتعلقة بالعنف ضد الأطفال، اظهرت ان الاطفال الذين يعانون من إعاقات حركية أو حسية أو نفسية أو عقلية، هم من أكثر الأطفال المهمشين في العالم، وتلتصق بهم وصمة اجتماعية تنعكس سلبا على كافة مناحي حياتهم،
واشار الى أن كل الأطفال معرضون لأشكال العنف المختلفة إلا أن الأطفال ذوي الإعاقات معرضون لعوامل خطورة مضاعفة بسبب هذه الوصمة، وبسب الثقافة الإجتماعية السلبية المتعلقة بهم، وكذلك تفشي الجهل بالتعامل معهم.
وبين جهشان ان عدد الاطفال واليافعين الذين لديهم إعاقة مرتفع، والإحصاءات تتفاوت بمرجعية تعريفنا للإعاقة، وبإستخدام تعريف منظمة الصحة العالمية حول الإعاقة بأنها «فقدان القدرة الحركية أو الحسية أو العقلية أو النفسية، كلها أو بعضها على التمتع بفرص المشاركة الطبيعية بالحياة المجتمعية على قدم المساواة مع الآخرين» فإن هناك ما يقارب 200 مليون شخص معاق عند الولادة أو أصبحوا معاقين قبل سنة التاسعة عشرة.
وبين:» يجب شمول الأطفال ذوي الإعاقة في جميع برامج الوقاية والاستجابة للعنف ضد الأطفال عامةً، فهم تحت خطر أكبر، ومن غير المنطقي عدم إعطائهم الأولية في هذه البرامج، خاصة وان حياة الأطفال ذوي الإعاقة ليست بأقل أهمية من حياة الأطفال غير المعاقين وعواقب العنف القريبة والبعيدة المدى عليهم هي شديدة مقارنة مع غير المعاقين».
 أشكال الإساءة الجنسية
 الدراسات العالمية، اظهرت أن الاطفال ذوي الإعاقات معرضون للعنف والإهمال بنسبة تصل إلى 1.7 ضعف الأطفال غير المعاقين.
 وأظهرت إحدى الدراسات أن 90% من الأطفال ذوي الإعاقات النفسية يتعرضون للإساءة الجنسية في فترة ما من حياتهم، ودراسة أخرى بينت أن 80% من كل الذين يعانون من صمم أفصحوا، لدى التواصل معهم بشكل جيد، عن تعرضهم لشكل من أشكال الإساءة الجنسية أثناء طفولتهم.

قتل الوليد وقتل الرحمة
وعن تعامل الوالدين مع اطفالهم المعاقين بين» جهشان» ان هناك مجتمعات تنتشر بها ثقافة مفادها؛ ان الإعاقة هي شر يُلْحق العار بسمعة الأسرة وتتفاقم نسبة حدوث هذا العنف بسبب غياب أو نقص الدعم الاجتماعي للأسر التي لديها أطفال ذوو أعاقة مما يفضي لحدوث الكرب والتوتر النفسي لجميع أفراد الأسرة ومن مظاهر هذا العنف قتل الوليد وقتل الرحمة: قد يقتل الأطفال ذوو الإعاقة مباشرة عقب الولادة أو بعد بضعة أشهر أو سنوات، ويكون الدافع وراء القتل الاعتقاد بأن الطفل المعاق شرير وسيجلب الطالع السيء للأسرة وللمجتمع، أو الاعتقاد أن الطفل يعاني من الألم بسبب الإعاقة أو أنه سيعاني بسببها فمن الأفضل قتله رحمةً به. وتتراوح أنماط القتل هذه من الامتناع عن إطعام الطفل إلى الخنق بالضغط على الفم أو العنق، ويجب العمل على تشخيص أسباب الوفاة هذه بطريقة مهنية من قبل الأطباء الشرعيين حيث يتم التضليل في أغلب الأحيان من قبل الأهل بمحاولة ربط سبب الوفاة بالإعاقة ذاتها.
وقد يتعرض الطفل المعاق الى عزله بغرفة محددة في داخل منزله وقد تستمر هذه العزلة لايام واسابيع واحيانا سنوات دون اي تواصل مع المجتمع المحلي او افراد اسرته.
واكد الدكتور جهشان ان الأطفال ذوي الإعاقات لدى تعرضهم للعنف لا يطلبون المساعدة بسبب أن أغلبهم لا يدرك أنهم تعرضوا للعنف والإهمال، وفي حال قدرتهم على إدراك ذلك فهم غير قادرين على التواصل مع العالم الخارجي بسبب العزل الاجتماعي وأيضا بسبب التعلق بالمُعَنف وحاجتهم للرعاية الخاصة التي يقدمها لهم وكذلك بسبب أن إفصاحهم عن العنف أو التبليغ عنه لا يأخذ به على محمل الجد بسبب الإعاقة التي يعانون منها.
ونوه جهشان الى ان العنف ضد الاطفال ذوي الاعاقة قد يحدث في المؤسسات التعليمية والمدارس المتخصصة بالاعاقة سواء كانت نهارية او ليلية .
 
ارتباط موثق
 هناك ارتباط موثق بين تعرض الطفل لعنف جنسي ومعاناته من عواقب نفسية دائمة طيلة حياته، والتي بدورها تعرضه لمزيد من الاستغلال الجنسي وخاصة لدى التحاقه بمؤسسات الرعاية الإجتماعية أو المصحات النفسية. فالعنف ضد الأطفال في المجتمع عموماً يؤدي إلى إصابات يتخلف عنها إعاقات دائمة مثل إصابات العصيان المدني والمظاهرات والحروب والأعمال العدائية. والإعاقات الناتجة عن عنف العصابات المسلحة بالمجتمع. كما اعتبر «جهشان» ان مواجهة العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة هو جزء لا يتجزأ من مواجهة العنف ضد عموم الاطفال على المستوى الوطني، ما يتطلب التدخل والرقابة والخدمات والبرامج على مستوى الحكومة والمجتمع المدني والاسرة وكسب تاييد الراي العام ، ان اي مبادرة منفردة، لا يتوقع ان يكون منها فائدة .
من المهم ؛ إدخال الأطفال ذوي الإعاقات في برامج حماية الطفل العامة على المستوى الوطني، وفي برامج حماية مخصصة للأطفال ذوي الإعاقات وتعزيز ايجاد برامج زيادة الوعي المتعلقة بالوقاية من العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقات، في كافة المستويات من مؤسسات الأمم المتحدة، والهيئات المانحة، ومؤسسات المجتمع المدني، وضمان شمول ذلك في كافة المشاريع والبرامج المتعلقة بالأطفال، ويشمل ذلك تدريب القادة في هذه المؤسسات. اضافة الى دور التشريعات المتعلقة بالمعاقين وضمان تطبيقها والاستجابة الشمولية من جميع الجهات التي لها علاقة برعاية المعاقين كالتنمية الاجتماعية والتعليم والصحة.
 المعاق؛ انسان له الحق بحياة امنة مستقرة تحترم انسانيته ووجوده ولا تكون اعاقته الذي لا ذنب له بها سببا في حرمانه من الرعاية والاهتمام الذي يستحق فضعفه وقلة حيلته ليست اسبابا لتعريضه لاي شكل من اشكال الاهمال والاساءات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com