الجمعة، 15 يونيو 2012

صور الفتيات على "الموبايل" تثير قلق الأهالي




مروة بني هذيل

عمان-  لم تكن العشرينية لمى وليد التي اعتادت توثيق أهم الذكريات الجميلة في مسيرة حياتها، عبر التقاط صور في مناسباتها الخاصة، وتخزينها على هاتفها الجوال، تعي أن تلك الذاكرة ستمحى في لحظة، بعد أن فقدت هاتفها الجوال في سيارة تاكسي.
وليد التي كان لديها هوس في تصوير محطات حياتها؛ عشر صور على الأقل كل يوم، لم تتوقع أن تصاب يوما بخيبة أمل في ضياع ذكرياتها، وتقول "ضاعت خصوصيتي بين يدي مجهول، ولا أدري إن كان صاحب ضمير أم لا، ومن حينها حرمت من التقاط أي صورة خاصة على جوالي، بل إنني أصبت (بفوبيا)، في تحذير صديقاتي وإخواتي من التصوير خوفاً من ضياع الجوال أو سرقته".
ومع أن وليد لم تعرف عنوان ولا اسم التاكسي، إلا أنها تتمنى أن تعود إليها ذكرياتها، وبخاصة أن فيها صورا جميلة.
وكذلك فإن الطالبة الجامعية مي أحمد، فقدت هاتفها الخلوي، ولكن بطريقة مختلفة عندما سرقه شاب مجهول، أثناء انتظارها باص الجامعة على الطريق العام، ولم تستطع اللحاق به.
وتقول "كانت بطاقة الذاكرة في جوالي مليئة بالصور العائلية، وصور خاصة لي في مناسباتي، ورغم حرصي على الاحتفاظ بالصور وعدم السماح لأي شخص غريب برؤيتها، صدمت بعدها برؤية صوري الخاصة على صفحة وهمية على الفيس بوك، وتحمل جميع صوري وصور العائلة، ما تسبب ذلك في مشاكل مع الأهل والأقارب، كنت  السبب فيما حدث، لاحتفاظي بتلك الصور على جوالي".
وترى فتيات بأن التصوير على الجوال حتى وإن فقدت الذاكرة بين يدي مجهول لا يتسبب لهن بحرج، إلا أن الشاب الثلاثيني هيثم أبو إصبع يرفض رفضاً باتاً احتفاظ خطيبته غير المحجبة بأي صورة لها على جوالها، حتى وإن كانت الصورة طبيعية جداً، كما يرفض تحميل أي صورة لها على صفحتها على "الفيسبوك".
ويرى أن "الفوتشوب" فعال وهو سلاح ذو حدين، لكن هناك الكثيرين من أصحاب النفوس الضعيفة والشريرة ممن يستغلون صور الفتيات لتركيبها على صور مشبوهة، وهذا يسبب قلقا للكثير من الناس.
الخمسيني أبو عماد لا يكف عن تنبيه بناته الخمس عندما يرى لهن صورة على هواتفهن، وبخاصة على الشاشة الرئيسية، "فأنا أغضب أشد الغضب عندما أشاهد صورة إحدى بناتي على شاشة الجوال، لأنه قد يكون عرضة للسرقة والضياع في أي لحظة".
ويضيف "عندما يشتد غضبني أعاقب ابنتي بسحب الموبايل منها عدة ايام كي لا تعيد الكرة مرة أخرى، فيمكنها أن تزعل يوماً أفضل من أن تندم أياما، وفي هذا الزمان بات الأمان عملة نادرة".
يعتبر اختصاصي علم الاجتماع الدكتور جمال منصور بأن ظاهرة هوس الفتيات في التصوير نابعة من الفطرة الإنسانية لهن، وحبهن بالافتخار بجمالهن، ولكن في المقابل فإنها يمكن أن تخيف الأهالي لطبيعة عقلية الآباء وحرصهم الزائد في بعض الأحيان، وتنبئهم بالخطر والامور السيئة في أغلب المواقف.
ويقول "على الفتاة أن تحذر، فالحذر واجب في كافة أمور حياتنا، وسرقة الجوال أو ضياعه أمر وارد، ويجب أخذه بعين الاعتبار بحيث لا تكون الصور خاصة جداً".
لكن الموظفة ميسون عبدالله، لا تؤمن بفعالية الجوال للاحتفاظ بالصور والذكريات، فمن وجهة نظرها، "فإنه رغم التطور التكنولوجي الذي وصلنا اليه، إلا أنني حريصة جداً بعدم احتفاظي بأي صورة خاصة لي، أو لأحد أقاربي على ذاكرة الجوال، وأفضل استخدام الكاميرا ذات الفيلم الحساس لطباعة الصور والاحتفاظ بها في منزلي".
وتصر أيضا على رفضها التصوير بالجوال مع أي فتاة من صديقاتها، فلا تدري من سيرى الصورة وكيف ستحتفظ بها.
صاحب أحد محلات بيع وشراء الهاتف الجوال عزام الطويل، يؤكد بأن ذاكرة "الموبايل" تحتفظ بآخر ثلاثين صورة على الأقل، حتى وإن تم مسحها من قبل صاحب الجوال، مشيرا إلى أنه في كثير من الأحيان يشتري هواتف مليئة بالصور، وبخاصة صور فتيات بأوضاع مختلفة.
ويردف "ولأنني أخشى على إخواتي وزوجتي، عندها ينتابني شعور بالمسؤولية تجاه بنات بلدي، وأقوم على الفور بحذف الصور قبل بيع الهاتف لشخص آخر"، وفق قوله.
ويحذر  الطويل من خطورة الأمر عند ضياع الهاتف الخلوي في التشهير بالأشخاص، إذ يجب أخذ الحيطة والحذر، وإغلاق الهاتف والذاكرة برقم سري، على الأقل، لأن ذلك يصعب عملية الوصول إلى مضمونه عند أغلب فئات الشعب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com