السبت، 16 يونيو 2012

لعب الأهل مع الطفل ينمّي شخصيته




مريم نصر

عمان- يلعب الاب مع أطفاله بطريقة تختلف عن لهو الأم مع صغارها، فالأب يميل الى استخدام الحركات البهلوانية ويقوم برفع الطفل الى الأعلى واسقاطه على السرير أو استخدام لعبة التعارك فتثار الضجة وتعلو الضحكات، بينما تميل الأم الى اللعب الهادئ فإما أن تقرأ له قصة أو تساعده في تركيب الليغو أو تعاونه في تركيب القطار أو تلعب مع ابنتها بالدمى.
ويتساءل بعض الآباء عن الطريقة الأفضل للعب، وتشير الدراسات العلمية إلى أن التمايز في اللعب بين الأم والأب يغني شخصية الطفل ويساعد في نموه الفكري والجسدي في آن واحد. 
وتبين اختصاصية تربية الأطفال ساشا جيري التي قادت هذه الدراسة، أن اللعب مع الوالد يحفز النشاطات الجسدية وحركة الأعضاء الكبرى والسيطرة على الأوضاع، والتعاون والابتكار عند الطفل. فيما يلعب الطفل مع الوالدة ألعابا أكثر هدوءا تقوي حركة أعضائه الدقيقة واللغة والخيال وتعلمه الكثير من الأمور.
في الطريقتين يتعلم الطفل أساليب مختلفة ومتنوعة من التفاعل، بعضها ذكوري وبعضها أنثوي. فهو يكتشف مع كل من والديه نشاطات مختلفة. لذا من المهم، بحسب جيري، أن يتم احترام هذا الاختلاف في طريقة اللعب بين الوالدين، وعلى الوالدين تجنب النقد أو طلب أحدهما من الآخر اللعب مع الطفل بالطريقة نفسها التي يلعب معه بها. وخلال الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل يجب أن يكون اللعب معه هادئا ولطيفا كأن تلمسه الأم وتتحدث معه، فعندما يكون الوالد مع طفله يريد فقط الحصول على متعة وجوده معه، وسعادته الكبرى أن يرى ابتسامة طفله، فيما الأم تلعب معه بهدف تربوي إذ تريد أن تعلم طفلها أمورا كثيرة.
والألعاب الجسدية تعلم الطفل السيطرة على مخاوفه وخصوصا عندما يجد نفسه في أوضاع غير مألوفة بالنسبة إليه. 
عندما يلعب الوالد مع طفله يصبح ميالا للألعاب والنشاطات الجسدية، فهو يقوم بتحريك يدي الطفل ورجليه، وبعد ذلك يصبح اللعب معه بطرق بهلوانية على السرير أو على الأرض. كما يحول اللعب ويدمج مجموعة ألعاب ليبتكر موقفا مرحا، كأن يجعل من سلة الغسيل مزلاجة يجلس فيها الطفل ويتجول به في المنزل. رغم أن الطفل يشعر بالخوف نوعا ما إلا أنه يشعر بالمتعة لأن والده يشاركه اللعب. 
وتعتقد الأمهات أن لعب العراك بالأيدي بين الأب وابنه يعلم الطفل أن يصبح خشنا وميالا للضرب مستقبلا، إلا أن العراك والمصارعة اللذين يمارسهما الأب مع ابنه يسهمان في تطور قدرة الطفل على السيطرة على انفعالاته، فبفضل هذا النوع من اللعب القاسي في محيط حميمي يستطيع الطفل اكتساب مهارة ادارة عدوانيته والسيطرة عليها.
أما اهتمام الأم بالألعاب النظرية، مثل لعبة الإيماءات، والتحدث إلى طفلها والغناء له، فتجذب انتباهه بالقيام بحركات مثل التصفيق بيديها، وتميل إلى تعليم الطفل كيفية استعمال اللعبة، على اختلاف انواعها مثل تشغيل القطار واللعب بالمعجون أو الرسم على الورق. 
والأم غالبا تقرأ القصص للطفل أكثر من الأب، وبفضل الكلمات والرسوم تجعل طفلها يكتشف متعة المطالعة والعالم الخيالي، علما أن الوالد يشارك كذلك أحيانا في هذا النوع من اللعب. 
لذا فهناك نوعان من الألعاب باستعمالات مختلفة النوع الأول تربوي والثاني ترفيهي أكثر. 
وتقول جيري "لعب الأب ولعب الأم عالمان مختلفان ولكنهما متكاملان، يوفران للطفل نشاطات تتكامل في ما بينها لأنها تغني تجاربه وقدراته التعليمية والجسدية والعقلية"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com