الأحد، 15 أبريل 2012

مكتشف حطام تايتانيك: البحر أكبر متحف

صورة

ظلت السفينة العملاقة تايتانيك التي بنيت أوائل القرن الماضي قابعة في قاع المحيط الأطلسي قبالة سواحل نيوفاوندلاند طوال 73 عاما. وفي عام 1985 عثر على حطامها أخيرا روبرت بالارد المصور المتخصص فى التصوير تحت الماء في مياه ضحلة نسبيا على عمق ثلاثة آلاف و800 متر.
وقبل حلول الذكرى المائة لغرق تايتانيك اليوم، والتي ظلت مادة خصبة للمؤرخين والقصاصين منذ ذلك الحين، يقول بالارد في حوار بأن تايتانيك بالتأكيد لم تكن أول حطام سفينة اكتشفه . «ولم تكن تايتانيك أكبر اكتشافاتي أيضا لكننا نعرف أنه حدث. لكن تايتانيك أوصلتنا إلى إدراك أن البحر العميق هو أكبر متحف في العالم».
و أضاف بالارد : حقيقة كانت أول مرة نكتشفها فيها عن طريق الإنسان الآلي (الروبوت) وذهبنا إلى هناك في العام التالي على متن غواصة. لقد قمت بزيارتها بنفسي. عندما عثرنا عليها عام 1985 كانت مشاعرنا تتأرجح بين الدهشة والفرح والاحتفال. لكن بعد قليل أدركنا كم هو غير مناسب أن نرقص على قبر أحد ما لذا فقد تغيير مزاجنا وأصبح نكدا ومتسما بالوقار.
لكن بالتأكيد كان الذهاب في العام التالي والدخول إلى السفينة شيئا مدهشا لأنه ليس بإمكانك أن ترى هيكل السفينة. تعرف أنها هناك لكنك لا تراها حتى تصبح على مقربة نحو عشرة أمتار منها. وبعد ذلك كانت عبارة عن كتلة كبيرة من الحديد يبلغ ارتفاعها أكثر من 30 لـ 40 مترا لكن لا يمكنك أن ترى القمة من القاع حيث كنا متواجدين. 
 ويوضح بالارد: ذهبنا إلى هناك مجددا لكن بعد ذلك في عام 1986 قمنا بالتقاط صور لها بعناية وصنعنا صورة كاملة للسفينة.ثم عدنا بعد ذلك مجددا في عام 2004 وجمعنا مئات المئات من اللقطات المعلوماتية عن جسم السفينة كما أعدنا تجهيز الصورة الكاملة. عندما ترى الصورة القديمة والصورة الأحدث سوف تدرك حجم التغيير.
ويوضح «ان أغلب الخراب الذي حدث كان على يد الزوار الذين ذهبوا إلى هناك وبخاصة الغواصات الفرنسية والروسية. ويقول يمكنك أن ترى اثار هبوطهم علي ظهر السفينة وكيف اصطدموا بسطحها. يمكنك أن ترى كيف طرقوا الصاري وكيف فصلوا الأشياء عن بعضها البعض. 
ويشرح «إذن فالموقع لا يحظي بالاحترام من جانب الاخرين ونحن قلقون للغاية. لقد طرحنا معاهدة الآن في الولايات المتحدة ونأمل في أن توقع الدول الأخرى الاتفاقية الدولية لاحترام السفينة ومعاملتها كمقبرة لأنها كذلك. 
وعندما عثرنا على (السفينة الحربية الألمانية) بسمارك، طلبت حكومة ألمانيا الغربية في ذلك الوقت ألا ندخلها وألا نأخذ أي شيئ. ولأن بسمارك كانت سفينة حربية والسفن الحربية تحظى بحماية بلدانها فقد استجبنا للمناشدة. ولو كانت السفينة تجارية لما كانت تمتعت بالحماية.
ويختم بيلارد: أعتقد أنه بالإمكان إنقاذ تايتانيك. نحن نقترح بالفعل تنظيف وطلاء هيكل تايتانيك. إن الأمر ممكن وهو ممارسة عادية تقوم بها الناقلات العملاقة. ولأن هذه الناقلات كبيرة جدا فإنك لا تستطيع انتشالها من المياه. لدينا بالفعل تكنولوجيا عملية يتم استخدمها في المياه.

(د ب أ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com