الثلاثاء، 17 أبريل 2012

"رصيف الثقافة": متنفس لهواة التزلج!


سوسن مكحل

عمان - وجد مراهقون ومع بداية فصل الربيع، على رصيف شارع الثقافة في منطقة الشميساني بعمان، مجالا لهم لإشباع هوايتهم بممارسة رياضة "التزلج" على "السكيت"، بدلا من الجليد.
ويشبع الشباب هذه الهواية بين الممرات والأرصفة في شارع الثقافة، لعدم وجود أماكن مخصصة لممارسة هذه الرياضة المفضلة للشباب، ومجاراة الأصدقاء أثناء عملية اللعب، وفق ما يعبر الشاب جاد (15 عاما). 
ويقول "تعلمت هذه الرياضة في هذا الشارع، الذي وجدت فيه مساحة مناسبة لممارسة رياضة التزلج، قبل عام مع مجموعة من أصدقائي، حيث حققت لي المتعة وأنا أمارسها بعيدا عن الشارع  العام الذي يروق للكثيرين". 
ويؤكد أن الرصيف في شارع الثقافة، أكثر جاذبية للعب، مع أنه يرفض أن يسير مع أصدقاء له للعب في الشارع العام، المحاذي لشارع الثقافة على الجانبين، والذي قد يسبب له الخوف عليهم من حوادث الطرق. 
ويعد باسل (16 عاما)، من الشباب المتمكنين في ممارسة هذه الرياضة، وخصوصا أنه تعلمها منذ ثلاثة أعوام وفي الشارع ذاته، حتى أصبح خبيرا في تلك الرياضة، ويسعى دوما إلى تعليم أقرانه كيفية التزلج، والصعود والنزول على أدراج رصيف شارع الثقافة.
ولا يعد الشارع مكانا لممارسة رياضة التزلج فقط، فقد أصبح بعض الشباب، وفق ما يقول عطالله الخميسي، الذي يأتي لشارع الثقافة للجلوس على مقاعد الرصيف المخصصة،" يمارسون صرعاتهم التي تصل إلى درجة التهور بين وقت وآخر للوصول إلى أعلى درجات التفنن في تلك الظاهرة".
ويحرص عطالله ومنذ سنوات للحضور إلى المكان ذاته، الذي يزداد فيه وجود المراهقين والشباب لممارسة تلك الرياضة بشكل كثيف في الربيع والصيف، مبديا تخوفه عليهم من الحوادث، وذلك لقرب رصيف شارع الثقافة من الشارع المحاذي له على الجانبين أي (شارع الثقافة).
ويقول "أشاهد ما يقوم به الشباب ومنهم الأطفال، وأستغرب قيامهم بتلك الحركات من صعود الدرجات الكثيرة ونزولها بشكل سريع، من دون معرفة لأخطار تلك الرياضة التي قد تؤدي بهم إلى انزلاقات قد تحدث كسورا أو غيرها من الأعراض المرضية.
يقع شارع الثقافة في منطقة نشطة سياحيا وتجاريا في منطقة الشميساني، فيها مقاه  ومطاعم، وبالقرب منه حدائق الملك عبدالله، ويعد مكانا رائجا وفق المارة للشباب المراهقين، الذين يقومون بالتزلج منذ ساعات الظهيرة حتى ساعات متأخرة.
وتجذب الحركات التي يقوم بها الشباب المراهقون على رصيف شارع الثقافة، المارة وبالذات بعض الفتيات اللاتي يدرسن في إحدى الكليات القريبة من الشارع، وتقول رنا ذات الثمانية عشر ربيعا "نستمتع أنا وصديقاتي، بألعاب التزلج، التي تنم عن تفوق الشباب في هذه الرياضة، التي تجذب كل المارة".
ومع أن رنا لا تعرف مخاطر تلك الرياضة، إلا أنها تعبر عن سعادتها وهي ترى الشباب يتفوقون في أدائهم بمختلف الأساليب في تلك الرياضة، مثل المشي على الدرج وقطع الرصيف بشكل مميز، من دون أن يتسببوا بأي مخاطر في الشارع المخصص للسيارات، مبينة أنها تجلس مع صديقاتها ما يقارب الساعة، وهن يتابعن فنون التزلج التي يمارسها الشباب والأطفال. 
أطلق اسم "شارع الثقافة"، بمناسبة اختيار عمان عاصمة للثقافة العربية في العام 2002، وهو يتوسط القلب التجاري لمنطقة الشميساني في عمّان، ويمثّل الشريان الحيوي للمنطقة التي اكتست ملامحها في الربع الأخير من القرن الماضي، بصبغة اجتماعية واقتصادية وثقافية ناعمة.
ويرى الثلاثيني مؤيد صاحب محل تجاري مجاور للشارع، "أن الشارع ليس له من اسمه نصيب، ومن الأفضل أن يتم تغيير اسمه إلى شارع "التزلج" نظرا للكميات الهائلة من الشباب الذين يقومون بممارسة هذه الرياضة يوميا خصوصا مع بداية فصل الربيع والصيف".
ويعبّر عن استيائه من "شارع الثقافة"، والذي أصبح بعد مرور 8 أعوام على افتتاحه مكانا مفضلا للمتزلجين على "السكيت"، وبؤرة لتجمعهم يوميا، ما يتسبب بإزعاج للمحيطين، وفي بعض الأحيان يجلبون معهم مسجلات لأغاني يصدرونها بشكل مرتفع، ترافقهم أثناء ممارستهم لهذه الرياضة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com