الخميس، 12 سبتمبر 2013

تحيّز معلمين يسبب الإحباط لطلبة

ينصح المعلم أن يستخدم اسلوب التعزيز والتوزيع في الأدوار - (أرشيفية)

منى أبوحمور
عمان- شعور بالظلم والإحباط والقهر الشديد سيطر على خالد مسلم (7 أعوام) بسبب إهمال معلمته الشديد له داخل الصف، في حين تصب اهتمامها كله على آخرين.
"جميع الأسئلة والجوائز تكون لابن المديرة"، يقول خالد، واصفا بمرارة عدم عدل معلمته في توزيع الأسئلة والجوائز حتى "النجم" التي توضع على لوحة الشرف داخل الصف.
وفي الوقت ذاته، يؤثر هذا الأمر كثيرا على رهام محمد (9 أعوام) التي تعود دائما باكية إلى البيت بسبب ميل المعلمة للاهتمام ببعض الطالبات على حساب أخريات.
تقول رهام "تمييز المعلمة جعلني أكره الحصة والذهاب إلى المدرسة"، لافتة إلى أن التمييز لا يتوقف على المشاركة الصفية وحسب وإنما أيضا باختيار عريف الصف.
وبدوره، يؤكد اختصاصي التربية والإرشاد النفسي الدكتور منذر سويلمين، أهمية العدالة وأهميتها وانعكاساتها على الإنسان، حيث تولد لديه شعورا كبيرا بالإحباط، في حال لم تطبق.
ويكون الطفل، وفق سويلمين، أكثر تأثرا من الكبار ويترك عليه أثرا سلبيا فيشعر الطفل أحيانا بأنه منبوذ وغير مرغوب فيه في حال لم يفسر له الموضوع بشكل منطقي ويتفهمه، وهو ما لا يستطيع الطفل تقبله ويؤثر عليه بشكل كبير.
ويضيف أن هناك أطفالا يشعرون أن المستوى الاجتماعي هو سبب تمييز غيرهم عنهم، وذلك يولد لديهم نوعا من عدم الثقة بالمحيطين بهم، إضافة إلى آثاره السلبية في تنشئتهم وعلى مستقبلهم.
ويفترض بالمعلمين، كما يقول سويلمين، داخل الغرفة الصفية، التنبه لهذه المسألة وأن يقف المربي داخل الصف على مسافة واحدة من جميع الطلاب، خصوصا أنه النموذج والقدوة الجيدة.
ويلفت إلى أن "الطالب يتعلم بالتقليد والمحاكاة"، الأمر الذي يجعل الطفل الذي يعاني من غياب العدالة الصفية، ينظر إلى أستاذه على أنه نموذج سيئ، وهو ما ينعكس بشكل كبير على إقباله على الدراسة وتمكنه من المادة وتحقيق الهدف المرجو في الحصول على أعلى درجة، كما يؤدي إلى تدني الدافعية للتعليم لدى الطالب.
وينصح المعلم أن يستخدم أسلوب التعزيز والتوزيع في الأدوار، حتى يستطيع الطفل أن يعرف أن التميز يكون بالجهد والمثابرة والاجتهاد.
وتتفق في ذلك مديرة إحدى المدارس الحكومية إيمان صويص، التي تؤكد أهمية وجود العدالة الصفية، خصوصا بين الأطفال الذين يكونون أكثر حساسية تجاه أي معاملة زائدة، حيث ينعكس وبشكل سلبي على نفسيتهم ويشعرهم بنوع من الإحباط يجعلهم يعتقدون أن كل ما يقوموا به غير مهم بوجود شخص آخر مميز. وتلفت صويص إلى ضرورة أن يتعامل مربي الصف مع طلابه بسواسية بدون أي نوع من التمييز لأي سبب كان، حيث تقوم وفي بداية كل عام بعقد اجتماع للهيئة التدريسية تؤكد فيه ضرورة الحيادية في التعامل مع الطلاب بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي أو المادي. إلى ذلك، يجب التركيز على الطلبة ذوي التحصيل المتدني والذين عادة يقوم المعلمون بإهمالهم، من خلال التعامل معهم ومشاركتهم في الفعاليات الصفية وتوجيه الأسئلة التي تتلاءم مع مستواهم التعليمي.وتضيف أن إقصاءهم من المشاركة يولد لديهم مشاعر سلبية ونوعا من الإحباط، قائلة "أحرص دائما على إيجاد نوع من الرقابة والتوجيه للمعلمين في كيفية التعامل مع هذه الفئة من الطلاب".
هذه الظاهرة التي تمارس في العديد من المدارس، وفق الأربعينية ليلى الأحمدي، تشكل قلقا كبيرا للعديد من الأهالي، خصوصا في المراحل الأولى من العمر التي يتأثر الطالب بها من أي شيء.
وتلفت الأحمدي إلى أن اعتبار الأهل والوضع الاجتماعي للطفل كأساس للتعامل والتفضيل، يشكل عبئا كبيرا على الأهالي، وهو ما لا يستطيع الطلاب استيعابه في هذه الفترة العمرية.
وتقول "أتلقى اللوم دائما من ابني لأنني لست معلمة في مدرسته"، مشيرة إلى أنه في كل مرة يُسأل بها عن مدرسته يبدأ بالتذمر والشكوى من تمييز المعلمة.
هبة الحديدي معلمة الصف الثالث في إحدى المدارس الخاصة، تؤكد تأثر الطلاب وبشكل كبير في الصف عند الاهتمام بطالب دون آخر، الأمر الذي يؤثر وبشكل كبير على تحصيلهم الدراسي.
"أحرص قدر المستطاع على أن أعدل بين الطلاب في المشاركة"، لافتة إلى اتباعها أسلوب الإجابة على الدور، حرصا منها على أن يحصل جميع طلاب الصف على فرصتهم في المشاركة.
وترى الحديدي أن اتباعها لهذا الأسلوب خفف عنها الكثير من الشكاوى التي كانت ترد باستمرار من قبل الأهالي، إضافة إلى أن الطالب أصبح مستعدا دائما للمشاركة والإجابة، الأمر الذي يجعله بنشاط دائم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com