الأربعاء، 5 يونيو 2013

الاكتئاب .. مرض العصر

صورة

د. نايف الرشيدات - الاكتئاب انواع عدة ينتج عن مسببات معينة ويرفقه مشكلات عاطفية واجتماعية مختلفة ومن انواعه . 

 الاكتئاب العصابي 
الاكتئاب العصابي من اكثر انواع الاكتئاب شيوعا و ينتج عن مسببات و ظروف بيئية معينة. وعادة ما تكون الاصابة في سن متوسطة مترافقة مع ظروف و مشاكل عاطفية و اجتماعية مختلفة.
و اعراض الاكتئاب غير ثابتة او دائمة فالاعراض تتغير من يوم لآخر و حتى احيانا من ساعة لأخرى خلال اليوم نفسه و فيها يظل المريض متجاوبا مع البيئة ايجابيا تبعده عن مسببات وجود الكآبة للمشاركة في نشاطات محببة له بوجود اصدقاء جيدين يشجعونه و يساعدونه في تلك النشاطات ، و غالبا ما يرافق الاكتئاب العصابي القلق او القلق العصابي .
ومن اهم أسبابه: أسباب بيئية و اجتماعية مثل حالات الافلاس المادي او الخسارة في التجارة و غيرها او فشل في امتحان او دراسة او أسباب عاطفية مثل فشل في خطبة او زواج اومشاكل اسرية كالطلاق و عدم التوافق الاسري ( خلافات زوجية حادة)
ومن اعراضه ببطء عام في نشاط المريض الفسيولوجي و العقلي فيصبح تفكيره بطيئا و يخف تركيزه تدريجيا , و يقل اهتمامه بما حوله و يصبح حزينا في شكله العام و يبدو كأنه اكبر من سنه .
و هو دائما مهموم و يشعر بصداع يلاحقه مع اعراض فسيولوجية اخرى يضطر بعدها لمراجعة عيادات اطباء الباطنية و غيرها من شكاوي مختلفة , كألم في البطن و حموضة في المعدة , الم في الظهر مع ضعف عام و عدم المقدرة على متابعة انشطته و اعماله.

 الاعراض البيولوجية 
 أرق و صعوبة في النوم حتى وقت متأخر من الليل و تكون الشهية للأكل متقلبة و غير ثابتة و قد يصحب الاكتئاب ضعف في الرغبة الجنسية بين الازواج.
اذا لم تتم المعاجة في حينها فقد تتفاقم الاعراض فينعزل المريض عن الناس و لا يهتم بما حوله كليا و لا بمظهره و ملبسه و مأكله و قد تراوده ميول انتحارية.

الاكتئاب الداخلي
يعتبر الاكتئاب الداخلي (الذهاني ) اكثر من الاكتئاب التفاعلي ( العصابي ) سوءا من حيث شدة الاعراض او المضاعفات . ويعتبر العامل الوراثي من العوامل الاساسية لظهور المرض بينما تعتبر الظروف والضغوط الاجتماعية عوامل ثانوية (بعكس الاكتئاب العصابي ) فلذلك لا يوجد سبب معين لظهور المرض . ويمكن الاصابة بالمرض بأية فترة من العمر ولكن نادرا ما يصاب المريض تحت سن العشرين .
اعراضه : انخفاض الروح المعنوية وعدم القدرة على التمتع باي شيء ويصاب الانسان بالكآبة والاحباط الشديدين ، يتخللهما عالم مملوء بالخوف والرعب من الماضي والحاضر والمستقبل كما تفقد الحياة لونها وجانبها الحلو ويعيش المريض في جو من الغم والكآبة والاحباط واحيانا يصاب بحالات من الحيرة والارتباك وفقدان الشعور .
ومن اهم التغيرات النفسية تغيرات اكتئابية في تفكير المريض بحيث يصبح تفكيره بطيئا محملا بالهموم مع اجترار افكار مؤلمة منها : لوم وتعنيف نفسه ، اعمال خاطئة وافكار انتحارية او توهم الاصابة بالامراض والشعور بالنقص وضعف الشخية وتحقير النفس بان يرى نفسه انسانا فاشلا لا يستحق العيش والحياة واحيانا اعتقادات خاطئة توهمية (توهم المرض ) كأن يعتقد مثلا عدم وجود امعاء في بطنه او انها امعاء متعفنة في جسمه ولا تعمل .

الاكتئاب التراجعي (مانخوليا)
الاكتئاب التراجعي و الانسحابي و الذي يسمى أيضا داء السوداء التراجعي او المانخوليا يعد نمطا خاصا من الاكتئاب الداخلي , لكنه يتميز بأنه يحدث عادة بعد سن الستين او السبعين من العمر.
خصائصه تعتبر العوامل البيئية من العوامل الأساسية لظهور المرض , و تتغلب على العوامل الوراثية كما في الاكتئاب الداخلي , لذا يستغرق المرض عدة اشهر او حتى سنين قبل ظهور الأعراض الحقيقية , و نسبة الإصابة بالمرض في النساء اكثر منها في الرجال.
و غالبا ما يظهر المرض نتيجة ظروف اجتماعية مفاجئة , مثل وفاة أحد الأهل او الأقارب , و أحيانا تظهر أعراض المرض نتيجة إدراك الشخص لضعف قدراته الجسمانية .

أعراضه

توهم المرض: حيث يبدأ المريض بالشكوى من عدة أعراض مرضية و يلجأ الى مختلف الأطباء الاختصاصيين و الذي بعد الفحص الدقيق لا يجدون أية أعراض مرضية حقيقية . تبدأ الأعراض المرضية بشعور المريض بالإمساك الشديد او ألم في المعدة او الصدر و الذي قد يعزيه المريض لوجود سرطان في المعدة او الرئة ؟ او الإصابة بالسل؟ و بالرغم من عمل جميع الفحوصات المخبرية في فحوصات دم و بول الأشعة اللازمة و أحيانا دخول المستشفى فانه لا يثبت وجود أية مرض عضوي يذكر سوى توهم المرض.

اعتقادات خاطئة
 و تتركز بلوم المريض لنفسه و قوله انه لا يستاهل العيش في هذه الحياة و قد يلوم نفسه لاعمال تافهة سبق ان عملها في الماضي و يحقر نفسه على تلك الأعمال.
يفقد المريض اهتمامه بما حوله تدريجيا و يشعر بأنه لا حيلة له و لا قوة و لا يشعر بأية طاقة 
او جهد لعمل شيء و ينعزل عن الناس و يصبح منطويا على نفسه , و يفقد شهيته للأكل تدريجيا مما يؤدي الى فقدان وزنه كما انه يعاني من قلة النوم , مما يسبب له و للأهل مشكلة كبرى.
وغالبا ما يتميز الاكتئاب التراجعي بأنه من النوع المتهيج , و هو من اخطر الأنواع حيث يتميز شكل المريض بوجه منقبض و مسحوب و يتكلم بمفردات تنطق بالبؤس مصحوبة بحركات بيديه المرتعشتين و تأوهات و معاناة و كثرة حركة.
محاولات الانتحار و يعتبر من اخطر الأعراض التي تظهر على المريض و خصوصا إذا كان الاكتئاب من النوع المتهيج .

اختصاصي الطب النفسي ( العلاج السلوكي )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com