د. خلود جرادة - الركض ذو شجون ، وهو جميل وممتع ومدهش ، إنه علاقة حميمية رائعة ودافئة ، بينك وبين الطريق ، بين قلبك وامتداد المسافات التي كلما أوشكت على الانتهاء بدأت من جديد ، الركض هو توحد بينك وبين نفسك ، قلبك ، وروحك ، فأنت تغيب في عالم آخر لا يراه أحد سواك ، آلاف الصور تتراءى أمامك وأنت تركض
-من نفسك وإليها ، من قلبك وإليه .
- من فرحك الذي بلغ حدود البكاء وإليه .
-من حزنك الذي يتعربش حيطان النبض وإليه .
-من دمعك الذي تخبئه عن نظرات الناس وإليه .
..و الركض .. إنه أغنية صادحة تغنيها بصمت ، أنت والطريق ، ولا تريد في هذا الفعل المدهش ، سوى امتداد الطريق ، الامتداد الذي لا نهاية له في كل شيء ، امتداد الحب فيك ، امتداد الشوق ولحظات الحنين الدافئة ، الرغبة المحمومة لتعانق النقاء والطهر الشفاف في هذا الكون ، لحظات الصدق التي تبحث عنها بشغف وقلما تجدها ، هو الرغبة في كل شيء جميل .
السير إلى الأمام أو التراجع إلى الخلف
أن تركض؛ لا يعني أنك تسير إلى الأمام أو تتراجع إلى الخلف ، أنت تنبعث باتجاه نفسك ، تهمس لنفسك وتبوح لها ، وليس من يسمع البوح إلا أنت والطريق ، ويشهد على ذلك وقع خطواتك .
عندما أرى الراكضين على الطريق ، أرى نظراتهم الساهمة وأحترم شرودهم وأغبطهم لأنهم في تلك اللحظات يتحررون مما علق بأرواحهم وكدّر صفاءهم ، فوراء كل منهم حكاية وأسرار ، وفي قلبه حب كبير .
في الطريق ، تنساب الروائح من كل مكان ، فمن جيب خفيّ تطلّ رائحة الذكريات ، تسيل من أطراف الذاكرة وعلى حوافّ القلب ، فتنحدر غزالات الحنين ، لتشرب وترتوي من عيون التذكّر ، وهناك ، بين ذرات الحصى ، تشرئبّ رائحة التراب بالخصوبة والأنوثة الفائرة ، فيتسع الجسد بامتداد الأرض وبهاء تكوينها ، ليحتوي في اتساعه وبهائه ، كلّ ذلك الحب الغامض ، والمشاعر المبهمة ، التي تملأ الصوت بأطياف الغناء ، ليشدو الراكضون بصمت ، أغاني حبّ سرّيّة بينهم وبين الطريق المشغوف بوقع خطاهم .
أكوان من الزهر والعطر
هو الركض ، وهنا الراكضون ، وهناك من تفاحة القلب ، ينهض الأحبة ، في طيف المدى ينهضون ، ويعلنون قيامتهم من سبات الخيالات النائمة ، وثمة أكوان من الزهر والعطر ، تمتد وتمتد في الطرقات ، لتمسح ألم خيبات كثيرة عشناها ، بألم عشناها ، وتجرّعنا مرارتها وقسوتها ، وما نجحنا في الوفاء لأنفسنا بألّا نعيد التجربة مرة أخرى ، ربما لنعيش تجربة التعلّم مرة تلو المرة .
هنا الركض ، وهناك الراكضون ، يفرون من أحزان نبتت فجأة على جوانب الطريق ، إلى حمائم سلام وسكينة تأوي إليها أرواحهم المتعبة .
أقول هذا لأني أحب الركض وأرى فيه ما أرى ، أهرب في الركض من كل شيء وإلى كلّ شيء ، ألوذ بي وأتوحّد فيّ ، أرى خيباتي الكثيرة ، وأبحث فيه عن السكينة ، وإلى بداية جديدة مختلفة في كل مرة أركض فيها ، وكم أشتاق إليّ في كثير من الأحيان وأحنّ ، كيف يحنّ الإنسان إلى نفسه ويشتاق ؟! ربما عندما تأخذه الدنيا من عالمه الروحانيّ الشفاف وتغمسه فيها حتى أذنيه ، يشتاق إلى أناه التي يحبّ ، وهكذا أنا .
ما أدرانا ؟
وما أدرانا فهؤلاء الراكضون ربما يتحررون ويتطهرون ويبوحون ويولدون من جديد ، نعم إنهم ربما يبحثون عن شيء مفقود ، في عالم الروح.. مفقود ، وربما تتسلل دمعاتهم دون أن يراهم أحد ، ما أدرانا ؟
أتدرون ما أكثر لحظات الركض حزنا ؟
إنها عندما ينتهي الطريق .
-من نفسك وإليها ، من قلبك وإليه .
- من فرحك الذي بلغ حدود البكاء وإليه .
-من حزنك الذي يتعربش حيطان النبض وإليه .
-من دمعك الذي تخبئه عن نظرات الناس وإليه .
..و الركض .. إنه أغنية صادحة تغنيها بصمت ، أنت والطريق ، ولا تريد في هذا الفعل المدهش ، سوى امتداد الطريق ، الامتداد الذي لا نهاية له في كل شيء ، امتداد الحب فيك ، امتداد الشوق ولحظات الحنين الدافئة ، الرغبة المحمومة لتعانق النقاء والطهر الشفاف في هذا الكون ، لحظات الصدق التي تبحث عنها بشغف وقلما تجدها ، هو الرغبة في كل شيء جميل .
السير إلى الأمام أو التراجع إلى الخلف
أن تركض؛ لا يعني أنك تسير إلى الأمام أو تتراجع إلى الخلف ، أنت تنبعث باتجاه نفسك ، تهمس لنفسك وتبوح لها ، وليس من يسمع البوح إلا أنت والطريق ، ويشهد على ذلك وقع خطواتك .
عندما أرى الراكضين على الطريق ، أرى نظراتهم الساهمة وأحترم شرودهم وأغبطهم لأنهم في تلك اللحظات يتحررون مما علق بأرواحهم وكدّر صفاءهم ، فوراء كل منهم حكاية وأسرار ، وفي قلبه حب كبير .
في الطريق ، تنساب الروائح من كل مكان ، فمن جيب خفيّ تطلّ رائحة الذكريات ، تسيل من أطراف الذاكرة وعلى حوافّ القلب ، فتنحدر غزالات الحنين ، لتشرب وترتوي من عيون التذكّر ، وهناك ، بين ذرات الحصى ، تشرئبّ رائحة التراب بالخصوبة والأنوثة الفائرة ، فيتسع الجسد بامتداد الأرض وبهاء تكوينها ، ليحتوي في اتساعه وبهائه ، كلّ ذلك الحب الغامض ، والمشاعر المبهمة ، التي تملأ الصوت بأطياف الغناء ، ليشدو الراكضون بصمت ، أغاني حبّ سرّيّة بينهم وبين الطريق المشغوف بوقع خطاهم .
أكوان من الزهر والعطر
هو الركض ، وهنا الراكضون ، وهناك من تفاحة القلب ، ينهض الأحبة ، في طيف المدى ينهضون ، ويعلنون قيامتهم من سبات الخيالات النائمة ، وثمة أكوان من الزهر والعطر ، تمتد وتمتد في الطرقات ، لتمسح ألم خيبات كثيرة عشناها ، بألم عشناها ، وتجرّعنا مرارتها وقسوتها ، وما نجحنا في الوفاء لأنفسنا بألّا نعيد التجربة مرة أخرى ، ربما لنعيش تجربة التعلّم مرة تلو المرة .
هنا الركض ، وهناك الراكضون ، يفرون من أحزان نبتت فجأة على جوانب الطريق ، إلى حمائم سلام وسكينة تأوي إليها أرواحهم المتعبة .
أقول هذا لأني أحب الركض وأرى فيه ما أرى ، أهرب في الركض من كل شيء وإلى كلّ شيء ، ألوذ بي وأتوحّد فيّ ، أرى خيباتي الكثيرة ، وأبحث فيه عن السكينة ، وإلى بداية جديدة مختلفة في كل مرة أركض فيها ، وكم أشتاق إليّ في كثير من الأحيان وأحنّ ، كيف يحنّ الإنسان إلى نفسه ويشتاق ؟! ربما عندما تأخذه الدنيا من عالمه الروحانيّ الشفاف وتغمسه فيها حتى أذنيه ، يشتاق إلى أناه التي يحبّ ، وهكذا أنا .
ما أدرانا ؟
وما أدرانا فهؤلاء الراكضون ربما يتحررون ويتطهرون ويبوحون ويولدون من جديد ، نعم إنهم ربما يبحثون عن شيء مفقود ، في عالم الروح.. مفقود ، وربما تتسلل دمعاتهم دون أن يراهم أحد ، ما أدرانا ؟
أتدرون ما أكثر لحظات الركض حزنا ؟
إنها عندما ينتهي الطريق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق