الأحد، 8 سبتمبر 2013

الدروس الخصوصية .. «موضة دارجة» !

صورة

تالا أيوب -   مع العودة الى المدارس ،انتشر   مصطلح «الدروس الخصوصية» بكثرة بين الاهالي و الطلبة، منهم من يجد نفسه-  بعد عطلة صيفية طويلة - بحاجة فعلاً لهذه الدروس،لكي يتخطوا مشكلات يواجهها   في التحصيل الدراسي.
  التقت «أبواب - الرأي» نماذج مختلفة من طلاب وأهالٍ ومعلمين وخبراء مناهج ،ليدلوا   تجربتهم بهذا المجال:

 يعتبر دخلاً اضافياً
التربوية»  غ . ا « التي تقوم بالتدريس الخصوصي بداخل منزلها  : «  أقوم بالتدريس الخصوصي باعتباره دخلاً اضافياً يدعمني بجانب الدخل، الذي أحصل عليه من عملي الرئيسي، بالاضافة الى عدم نسيان اللغة الانجليزية، كوني أقوم بممارستها من خلال التدريس».
وعن الصفوف التي تقوم بتدريسها  : « أدرس الصفوف الأساسية جميع المواد، وطلابا معينين أدرسهم اللغة الانجليزية فقط».

موضة سائدة
أما فيما يخص سبب اقبال الأهالي على الدروس الخصوصية ،من وجهة نظر «غ «  : «هناك أهالٍ لا يريدون اتعاب أنفسهم بالتدريس، بالرغم بأنهم غير ملتزمين بوظيفة، ولكنهم بحد قولهم بأنهم منشغلون كثيراً ولا يوجد لديهم وقت للتدريس، ومن الأمهات تبقي ابنها أو ابنتها عندي وتذهب هي لتقضية الوقت مع صديقاتها، أو للذهاب الى الصالون».

وتابعت: «وأكثر ما أدهشني ... أتت أم وطلبت مني تدريس ابنها الذي يبلغ من العمر أربع سنوات(أي أنه بصف البستان) فهذا الطفل أين هي عنه؟ ولماذا لا تدرسه هي؟».
وأشارت الى: «أن الغيرة بين الأمهات تأخذ دورا كبيرا، فكل أم تتباهى بأن هناك معلمة خصوصية لتدريس أبنائها».
وعن الكلفة المادية التي تحصل عليها المعلمة «غ « بينت: «أنا أحصل على كل ساعة تدريس مبلغ مقدارة «ثلاثة دنانير» فقط كوني في منطقة ميسورة الحال ، وهذا المبلغ بالنسبة للبعض جيد جداً وبالنسبة للآخرين باهض الثمن. أما بالنسبة لصديقتي التي تدرس خصوصي أيضاً، طلبت من أهالٍ تدرس أبناءهم في منطقة عمان الغربية مبلغاً مقداره «خمسة دنانير» ولكن لم يعجبهم الأمر ظناً منهم بأنها غير قديرة كون المبلغ قليل».
وأطردت القول: «فالموضوع له علاقة طردية بالمبلغ، فالمعلمة قديرة حينما تأخذ مبلغاً عالياً والعكس صحيح».

 عدم وجود الوقت الكافي
ووضحت «أم جويل» التي تتعامل مع معلمة خصوصية لتعليم ابنتها البالغة من العمر «سبعة أعوام»  جميع المواد : «كوني أمتلك مركزاً للتجميل ودوامي به طويلاً، فأنا لا أمتلك الوقت الكافي لتدريس ابنتي فلذلك أحضرت لها معلمة (..)لتقوم بتأسيسها جيداً وتقويتها دراسياً».
وفيما يخص الكلفة المادية وضحت: «أنا أقوم باعطائها راتباً شهرياً مقداره مئة وخمسين ديناراً. وأكثر ما يريحني علاقة ابنتي الجيدة بها وخاصة بأنها تعرفها منذ أن كانت طفلة صغيرة وكبرت على يديها وهاي هي الآن تدرسها».

تحقيق العدالة بداخل الصف
معلمة اللغة العربية «سحر» بمدرسة خاصة ،  تقوم بالتدريس الخصوصي بداخل منزلها : «أقوم بالتعليم الخصوصي مجبرةً في كثير من الأحيان خجلاً من أهالِ الطلاب، كوني أريد تحقيق العدالة بداخل حصصي المدرسية، فإذا أعطيت طالباً أدرسه بالمدرسة حصصاً خصوصية، فرغماً عني أشعر بأني أتحيز له وخصوصاً عندما يأتي الي قبل الامتحان، فلذلك أنا لا أحبذ اعطاء المعلمون دروساً لنفس الطلاب الذين يدرسونهم بالمدرسة».
وأشارت الى: «هناك الكثير من المعلمين يشترطون على طلابهم أخذ دروس خصوصية عندهم لكي ينجحوا بالامتحان».
وعن الكلفة المادية  : «أ أنال مبلغاً مقداره خمسة عشر ديناراً على الساعة، وهناك كثيرون من المعلمين ينالون أضعاف هذا المبلغ».

 تزويد الثقة بالنفس
طالب التوجيهي «محمد» بين: «أنا أشعر بالثقة أكثر حينما ألتحق بالدروس الخصوصية فأصبح متمكناً من المواد أكثر، بالرغم من أنها عملية مكلفة فالأستاذ يأخذ مني خمسين ديناراً على الساعة، أو اذا أردت الاتحاق بمعهد فإنهم يأخذون على الفصل بشكل كامل والاسعار متفاوتة من معهد لآخر ومعظمهم باهض الثمن».

المبررات التربوية للدروس الخصوصية
المستشار في شؤون التربية وخبير مناهج الدكتور «قيمر القيمري» بين لنا المبررات التربوية للدروس الخصوصية ومتى نقبلها: «هناك فئة من الطلبة، وفي كل مجتمع أسري ومدرسي، لا يجارون زملاءهم في الصف في معظم المواد التعليمية، ويجدون صعوبة في التحصيل المقبول لأنهم يحتاجون الى أن تعاد لهم المادة التعليمية أو الشرح أكثر من مرة مقارنة، مع وضع زملائهم في نفس المستوى، ويطلق على بعض من هؤلاء الطلبة اسم «بطيئي التعلم» مما يدفع بعض الأسر الى هذه الدروس حرصاً على سلامة تحصيل الأبناء».
وتابع: «الطلبة العاديون، ذوي التحصيل العادي، ويشكلون نحو 69% من أي مجتمع مدرسي يتعثرون في بعض المواد الدراسية، لا يتم فهمها داخل الصف، مما يدفع الأهل الى بعض المدرسين بهدف تحسين تحصيل الأبناء في هذه المواد التعليمية».
وأضاف: «الطلبة المتفوقون ذوو التحصيل العالي، يرغبون في المحافظة على معدلاتهم التحصيلية، أو رفعها، وخاصة طلبة الثانوية العامة؛ فهذه الفئة تجد نفسها أحياناً بحاجة الى دروس خصوصية، في بعض المواد التعليمية لرفع درجة التحصيل فيها حتى تصل الى المستوى العالي في المواد الأخرى».

 دائرتي اللامنطق والرفض
وعن رأيه في دروس التقوية الخصوصية الشائعة قال القيمري  : «لقد خرجت من مفهومها التربوي المبرر الى دائرة اللامنطق ودائرة الرفض وسبب وجود عوامل مؤثرة على الطالب سلباً ويفترض أن لا تكون موجود منها:
 عدم فهم الطالب العادي وأحياناً الطالب المتميز ما يشرح له داخل الصف لأسباب أهمها: عدم تخصص المعلم بالمادة التي يدرسها أو قلة أو عدم امتلاك بعض المعلمين أساليب وطرق تربوية في التدريس وكذلك ضعف بعضهم في أساليب القياس والتقويم، وكل ذلك لأنهم لم يأخذوا في الجامعة مساقات تربوية»كما  «أن بعض الأسر تعتبر أن الدروس الخصوصية «موضة» وهذه الأسر تعتبر أن هذه الدروس دليلاً على رفعة مكانتها الاجتماعية والاقتصادية».
وأضاف:  علينا  توعية الأسر عن فاعلية الدروس الخصوصية وأضرارها عندما تعطى بشكل غير منطقي والاقتناع بأن الطالب الذي يدرس خصوصي ليس شرطاً أن يحصل على علامات أعلى».
وناشد المعلمين بأن يعطوا الحصص بدافعية وهمة ورغبة وإن كان لا بد من الدروس الخصوصية، فمن المرغوب فيه أن تكون بقيمة أو أجر مادي مناسب ومعقول»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com