الاثنين، 9 سبتمبر 2013

ترتيب الأولويات يمنح حياة خالية من الفوضى والضغوطات

وضع الخطط وتحديد الاولويات ينظم الحياة ويرتبها - (أرشيفية)

ربى الرياحي
عمان- تجتاحنا جميعا فوضى عارمة في شتى مناحي الحياة تفقدنا جزءا كبيرا من وقتنا وتحملنا أعباء جديدة تزيد من تخبطنا وتشتتنا لا نعرف من أين نبدأ، تعترينا الفوضى من جميع الجوانب فنشعر أمامها بالعجز لأننا نجهل تماما أهمية الأولويات في حياتنا، الأمر الذي يجعلنا نتعامل مع أولوياتنا على أنها أمور عادية لا تختلف عن غيرها.
ولكي نتمكن من جمع شتاتنا وتقليل حجم الضغوطات الملاقاة على عاتقنا فليس أمامنا خيار سوى إعادة ترتيب حياتنا من خلال التمييز بين المهم والأهم فيصبح بمقدورنا تحديد أولوياتنا والعمل على ترتيبها حتى لا تضيع أوقاتنا سدى وتعم الفوضى في شتى أجزاء حياتنا فتتكدس المهام اليومية فوق بعضها بعضا تنتظر الوقت المناسب لإنجازها وقد لا يأتي أبدا هذا الوقت فتدخل ضمن قائمة الأعمال المؤجلة والتي قد لا تبصر النور، وذلك بسبب الفوضى التي سمحنا لها أن تغزو عقولنا وذواتنا حتى إنها استطاعت التسلل إلى أعماق حياتنا فلم نعد نفرق بين الأشياء المهمة والأشياء الأكثر أهمية فجميعها في نظر الفوضى سواسية.
وترتيبنا للأولويات ليس مجرد شعارات نهتف بها وإنما هو حل عملي يخرجنا من مآزق كثيرة قد نقع فيها نتيجة للفوضى الكبيرة وما تخلقه من تعقيدات وعراقيل تسهم بشكل كبير في تغيير مجرى حياتنا، الأمر الذي يجعلنا نكتفي بعدد قليل من الإنجازات، والسبب في ذلك أننا سمحنا للظروف أن تحركنا كما تشاء بدون أن يكون لنا دور في تغيير مجريات الأحداث فتصبح بذلك جميع شؤون حياتنا عرضة للتقلبات والمصادفة.
وحتى نكون أشخاصا منظمين قادرين على إدارة أعمالنا اليومية بطريقة تضمن لنا الراحة والوقت الكافي، فلنتخلص من العشوائية ولنحاول تحديد الأشياء المهمة والضرورية التي تتطلب إنجازا سريعا معتمدين في ذلك على وضع الخطط العملية التي تمكننا من تقليص حجم الضغوطات والتحرك بخطوات ثابتة نحو الهدف المرسوم.
وامتلاكنا لمهارة ترتيب الأولويات حاجة ضرورية وملحة تشعرنا بالثقة والاستقرار والقدرة على الإنجاز ولأننا نرغب دائما في تحقيق الأفضل والوصول إلى كل ما نريده، فلنبدأ في تغيير جميع العادات السلبية بما فيها الفوضى التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من شخصيتنا فمهما كان إيقاع الحياة سريعا ومتغيرا إلا أننا نستطيع أن نتكيف مع كل المستجدات إذا أردنا ذلك مدركين جيدا أن استغلالنا للوقت والاستفادة منه يضمن لنا سبل النجاح والارتقاء.
ونحن عندما نؤمن بأهمية التنظيم في حياتنا وقدرتنا على ترتيب أولوياتنا فإننا بذلك نساعد أنفسنا على التحرر من تلك السلبية التي تتركها الفوضى في شخصيتنا فنتحول بذلك إلى أشخاص إيجابيين يحاولون التغلب على جميع المشكلات التي تواجههم أثناء تأديتهم للمهام المطلوبة منهم مقتنعين بأنهم لا يستطيعون الوصول إلى درجة الكمال فلا بد من وجود أخطاء وعيوب تساعدنا على التقدم والتطور وبذل المزيد من طاقاتنا التي تعد بمثابة المحرك لنا تدفعنا لتحقيق مهام طال تأجيلها، فجميعنا بحاجة إلى قوة تحفزنا وتشجعنا وتبث فينا جرعات من الحماس تمكننا من تغيير أسلوب حياتنا، وذلك لأن له الأثر الأكبر في تحديد مصيرنا ومعرفة الطريق الصحيح الذي سيوصلنا حتما إلى أهداف كنا نعتقد بأنها بعيدة المنال وأن الوصول إليها غاية لا تدرك، لكن قدرتنا على التخطيط والتنظيم ستجعل منا أشخاصا ناجحين يتطلعون إلى المستقبل بنظرة واثقة تطمح إلى تحقيق المزيد من الإنجازات.
ومهما كانت الحياة مليئة بالمفاجآت والأحداث الغريبة، إلا أننا نستطيع التعامل معها بهدوء وروية إذا عرفنا كيف ندير أوقاتنا ونطور شخصياتنا للتأقلم مع مختلف الظروف والمواقف الطارئة، وذلك من خلال إعداد قوائم تتضمن جميع الأعمال المهمة والعمل على ترتيبها كل حسب أهميته وحتى نشعر أننا بالفعل، ننجز فلا بد من التركيز على مهمة واحدة والعمل على إنجازها بشكل كامل قبل التفكير بخوض مهمة جديدة فالتشتت يفقدنا القدرة على الإنجاز ويزيد من ضياعنا لدرجة أننا نختار التوقف في مكاننا، فنحن لا نعرف بماذا نبدأ وإلى أين نتجه فتعود الفوضى من جديد لاقتحام حياتنا، لكن رغبتنا الشديدة في صنع حياة منظمة خالية من الفوضى والضغوطات ستدفعنا إلى مواجهتها والقضاء عليها مع إتاحة المجال للتخطيط والتنظيم أن يحولنا من أشخاص فوضويين غير مبالين إلى أشخاص منظمين ملتزمين بمواعيدهم يقدسون النظام ويوازنون بين أولوياتهم والاستمتاع بأوقات فراغهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com