عمان- الغد- تكون مواهب كثير من الأطفال أحيانا ظاهرة للعالم ولكل من حولهم، وفي الوقت نفسه قد يكون هناك أطفال آخرون لديهم مواهب كامنة تظهر في أشكال مختلفة غير واضحة مثل كلامهم الكثير، أو كونهم يحلمون أحلام يقظة مستمرة أو يمتلكون طاقة عالية أو قد تكون حتى إساءة تصرفهم تعبيرا عن موهبة ما كامنة داخلهم.
وفي كثير من الأحيان كان الأطفال يتم التفريق بينهم على أساس أنهم أذكياء أو أغبياء في المدرسة، وكان هذا التقييم نابعا من أداء الطفل في الامتحانات ومدى صحة إجاباته وأدائه أيضا في المسائل الحسابية، وهذا الأمر عادة ما يكون سببا في تقييم الطفل على أنه غبي، وخاصة أنه تكون لديه طرق مختلفة للحل والفهم والتعامل مع المشكلة أو المسائل الدراسية المتنوعة. ولكن في الحقيقة يجب على الأهل ألا يقيموا طفلهم على أساس أنه ذكي أو غبي، ولكن مهاراته تعكس شخصيته المتفردة التي لها طابعها الخاص. ويجب أن تكون مهمة الأهل، لاسيما الأم، التعرف على مهارات طفلها ومواهبه ومساعدته على تنميتها والبناء عليها ومساعدته على الشعور بالراحة.
على الأم، بحسب ما ذكر موقع "ياهو مكتوب"، ألا تقيّد طفلها في حدود ما هو مريح ومتعارف عليه بالنسبة لها فيما يخص المواهب والهوايات، فعلى سبيل المثال قد تكونين قد كبرت وأنت تمارسين الرياضة، وبالتالي فإنك ستشجعين طفلكِ على ممارسة الرياضة، ولكن هذا الأمر لا يعني أن الرياضة هي الأمر الذي يفضله الطفل أو يتفوق فيه.
يجب أن تحاولي أن تبحثي لطفلك عن مجموعة نشاطات متنوعة مع الوضع في الاعتبار أنك أنتِ وطفلكِ يجب أن تكونا منفتحين على العديد من الخيارات. يجب أن تستمعي جيدا لكل ما يقوله طفلكِ عن الأشياء التي تجذبه أو الهوايات التي يفضلها، وتأكدي أن الطفل سيتحدث دائما عما يفضله وما يكرهه، ولذلك فحتى لو كان الأمر لا يعنيكِ فيجب أن تستمعي إليه. وعلى سبيل المثال، فقد يكون الطفل لا يحب الرياضة أو الموسيقى ولكن هذا الأمر قد يعني أنكِ حصلتِ على معلومات مهمة عن طفلكِ.
إن طفلكِ الذي يتحدث كثيرا قد يكون لديه مخزون لغوي كبير ويحب رواية القصص ولكن قد تكون في نفس الوقت لديه بعض الأخطاء اللغوية وبعض الأخطاء في النطق، وقد يكون طفلكِ أيضا يتحدث سريعا ويحب دائما أن تكون كلمته هي الكلمة الأخيرة، مع الوضع في الاعتبار أن كل تلك الأمور السابق ذكرها قد تعني أن طفلكِ موهوب وسيتفوق في العديد من مجالات الحياة.
وفي تلك الحالة عليكِ أن تشجعي طفلكِ وتنمي مهاراته بأن تطلبي منه مثلا أن يحكي لكِ عن القصص التي يقرؤها، ويمكنكِ أن تسجلي أفكاره وتطلبي منه أن يساعدكِ في كتابة خطابات لأفراد العائلة إذا احتجتِ لهذا الأمر ويجب أن تشجعي طفلكِ أيضا أن يكون مستمعا جيدا. ويمكنكِ أن تقومي بزيارة المكتب واختيار قصص وكتب وروايات لطفلكِ تتحدى مواهبه ومهاراته وكوني حريصة على التناقش مع طفلكِ والاستماع لآرائه جيدا.
قد يجرب طفلكِ ممارسة نشاط معين لبعض الوقت ليمل منه بعد ذلك ويقرر أنه لن يستمر فيه مع الوضع في الاعتبار أنه حتى إذا كان طفلكِ متفوقا في هذا النشاط ولم يعد يفضل الاهتمام به فليس في الأمر شيء ويجب ألا تضغطي عليه. ومن الطبيعي جدا أن يجرب طفلكِ العديد من الأشياء ليستقر على ما يحبه في النهاية ويجب ألا يزعجكِ هذا الأمر إلا في حالة واحدة ألا وهي أن يكون هذا الأمر نمطا متكررا وسلبيا عند الطفل. يجب أن يكون طفلكِ متقدما في مسألة اختيار الموهبة التي يفضلها وعليكِ أنت أن تكوني كالمرشدة بالنسبة له، ويمكنكِ أن تقدمي له بعض الاقتراحات مبنية على ما ترينه وتسمعينه منه. وعلى الأم أن تعلم أن طبيعة كل طفل مختلفة عن الآخر وأن المواهب تختلف عن بعضها بعضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق