منى أبوحمور
عمان- استبدال معلمة اللغة العربية المتكرر وضع حلا الحمداني (16 عاما) وعائلتها في حالة إرباك شديدة، خصوصا وأنهم يرون التوتر والقلق ظاهرا على ابنتهم التي تشعر بعدم الاستقرار في المدرسة.
"مر زهاء أسبوعين على بدء الدراسة ولم تستقر المدرسة على معلمة لغة عربية واحدة"، واصفة التخبط الذي تشعر به وزميلاتها في الصف بسبب استبدال المعلمة المتكرر.
وتنوه الحمداني إلى أنهم وفي كل بداية أسبوع يحضرون فيها يتفاجأون بحضور معلمة جديدة، بأسلوب جديد مختلف تماما عن سابقتها.
في حين تجد هيام (16 عاما) أن مشكلتها وزميلاتها مع معلمة الرياضيات التي تم استبدالها ثلاث مرات خلال شهر واحد بدون أن يعرف أحد السبب الحقيقي وراء هذا التغيير المتكرر.
"مضى وقت على الدراسة ولم نكمل درسين إلى الآن"، لافتة إلى استبدال المعلمة لا يؤثر فقط على استقرارهن في الصف وإنما على قدرتهن على استيعاب المادة وفهمها.
وتضيف "الطالب هو المتضرر الأول بالتغيير المتكرر للمعلم"، متابعة أنها وعند حديثها إلى صديقاتها في المدارس الأخرى تجدهن قد قطعن شوطا في المادة، في حين تنتظر هي وزميلاتها في الصف معلمة ثابتة.
المعاناة الحقيقية تظهر عند امتحان الشهر الأول، تقول الأربعينية سهام الصفدي، التي استاءت من عدم قدرة ابنتها على استيعاب المادة المقررة للامتحان.
وتلفت الصفدي إلى أن اعتماد معلم أمر في غاية الأهمية، خصوصا في المناهج الأساسية التي لا يتمكن الطالب من فهمها بدون معلم؛ كالرياضيات، اللغة العربية واللغة الإنجليزية، محملة مسؤولية ما يعاني منه كثير من الطلاب إلى وزارة التربية والتعليم وإدارة المدرسة.
الحال لا يختلف كثيرا مع الطالب حسن الحياري (16 عاما) الذي أقلق والديه بمشكلة أستاذ اللغة الإنجليزية الذي تم تغييره مرتين ومن ثم لم يحضروا بديلا له، مؤكدا أن هذه المشكلة تتكرر في كل عام.
"في كل سنة نواجه المشكلة ذاتها"، لافتا إلى أن المشكلة تكمن في المواد الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها، خصوصا وأن هذه المرحلة تعد مفصلية بالنسبة لهم.
بدوره، يشير اختصاصي علم التربية والإرشاد النفسي الدكتور منذر سويلمين، إلى أن التغيير المتكرر للمعلم أو المعلمة في الأشهر الأولى من المدرسة يؤثر وبشكل كبير على نفسية الطلاب وتقبلهم للمدرسة.
المعلم يسعى إلى بناء علاقة أكاديمية مع الطالب على أساس الثقة، فما إن يتجاوز الطالب حالة الرهبة ويكسر حاجز الخوف ويبني جسور الثقة، حتى يأتي معلم جديد بمزاج مختلف وأسلوب تدريسي مختلف، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على نفسية الطالب من جهة وتفاعله مع المادة من جهة أخرى.
ويرى سويلمين أن المعلمة عندما تداوم لوقت ما مع الطلاب تكون قد اطلعت على مستوى الطلاب في الصف وفهمت نفسيتهم حتى الطلاب أصحاب الظروف الخاصة، لكن استبدال المعلم بشكل متكرر يؤثر على ذلك.
يقول "ما يعرفه المعلم عن مستوى الطلاب من خلال تواصله معهم أكثر دقة من امتحان قياس الذكاء"، لافتا إلى أن أسلوب التدريس للمعلم يؤثر كثيرا على الطالب، فما إن يحدث تناغم وتوافق بين المعلم والطالب حتى يتغير المعلم.
السرعة في التدريس، المنهجية في التعامل وطرق التواصل، كلها أمور تختلف من معلم إلى آخر، الأمر الذي يجعل نتائجها سلبية على الطلاب.
ويبين سويلمين أن تبديل المعلمين يرتبط بظروف شخصية في المدرسة، مناشدا الجهات المتخصصة السعي للتقليل منها، فالطالب يمكن أن يكتسب بعض الصفات من المعلم وقد يتقمص شخصيته وهو ما يجعله أكثر تخبطا عند تكرار تغيير المعلم.
من جانبه، يؤكد المستشار الإعلامي والناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم أيمن بركات، أن الهيئات التدريسية التي تشتمل عليها المدرسة مستقرة في مدارسها، حيث يدخل إلى المدرسة بالسنة التي تليها من تقاعد فقط وتعيين وهذه الحالات تضفي حالة من الاستقرار.
ويبين أن الأولوية في التنقلات الداخلية تعطى لطالبي النقل، مؤكدا الانتهاء منها قبل بدء المرحلة الدراسية.
يقول "نحن نسعى لتحقيق استقرار المعلمين من خلال تنقلاتهم"، لافتا إلى أنه من الممكن أن يكون هناك تبديل للمعلمين بعد بدء الدراسة، ولكنها لا تعد ظاهرة وإنما حالة فردية قد تحدث في بعض المدارس.
وتعقب على ذلك الاختصاصية التربوية ومديرة إحدى المدارس الثانوية الدكتورة أمل العلمي بورشيك، مبينة أن الفترة الأولى من المدرسة يكون الأهل فيها بجاهزية كبيرة والطالب متحمس لبدء الدراسة، متخيلا أن تكون المدرسة بجاهزية كاملة بعد هذه العطلة الطويلة.
وتضيف "يأتي الطالب ويتفاجأ بعدم وجود معلم لإحدى المواد، فإما أن تُشغل الحصة أو أن يأتي معلم بديل".
وتبين بورشيك أنه وفي بداية العام الدراسي يتم توزيع الكتب فيتعرف المعلم البديل على جميع الجوانب المتعلقة بالصف والطلاب وذويهم، فيأتي بعدها معلم جديد لا يعرف أي شيء عن الطلاب.
ومن جهة أخرى، تظهر مشكلة أخرى عند توزيع المباحث، منوهة إلى أن عدم تواجد المعلم عند توزيع المباحث، قد يعطى مباحث لا تناسب قدراته ورغبته وبالتالي يشعر نفسه مجبرا على إعطاء هذه المباحث.
"عدم الإلمام الكافي بالجوانب الإدارية يحدث نوعا من عدم الاستقرار النفسي لدى المعلم، الأمر الذي يتسبب بحدوث تغييرات متكررة في المعلمين"، توضح بورشيك.
ويلقي تبديل المعلم آثارا نفسية وتربوية على الطالب، بحسب بورشيك، فيحدث هشاشة في العلاقة بين الطالب والمعلم بسبب التبديل المتكرر، إضافة إلى أن مقارنة الطلاب بين المعلم والمعلم البديل الآخر تؤثر عليهم وعلى تحصيلهم العلمي بشكل كبير، خصوصا أنه ليس بمقدور جميع الطلاب تفهم هذه المشكلة.
عمان- استبدال معلمة اللغة العربية المتكرر وضع حلا الحمداني (16 عاما) وعائلتها في حالة إرباك شديدة، خصوصا وأنهم يرون التوتر والقلق ظاهرا على ابنتهم التي تشعر بعدم الاستقرار في المدرسة.
"مر زهاء أسبوعين على بدء الدراسة ولم تستقر المدرسة على معلمة لغة عربية واحدة"، واصفة التخبط الذي تشعر به وزميلاتها في الصف بسبب استبدال المعلمة المتكرر.
وتنوه الحمداني إلى أنهم وفي كل بداية أسبوع يحضرون فيها يتفاجأون بحضور معلمة جديدة، بأسلوب جديد مختلف تماما عن سابقتها.
في حين تجد هيام (16 عاما) أن مشكلتها وزميلاتها مع معلمة الرياضيات التي تم استبدالها ثلاث مرات خلال شهر واحد بدون أن يعرف أحد السبب الحقيقي وراء هذا التغيير المتكرر.
"مضى وقت على الدراسة ولم نكمل درسين إلى الآن"، لافتة إلى استبدال المعلمة لا يؤثر فقط على استقرارهن في الصف وإنما على قدرتهن على استيعاب المادة وفهمها.
وتضيف "الطالب هو المتضرر الأول بالتغيير المتكرر للمعلم"، متابعة أنها وعند حديثها إلى صديقاتها في المدارس الأخرى تجدهن قد قطعن شوطا في المادة، في حين تنتظر هي وزميلاتها في الصف معلمة ثابتة.
المعاناة الحقيقية تظهر عند امتحان الشهر الأول، تقول الأربعينية سهام الصفدي، التي استاءت من عدم قدرة ابنتها على استيعاب المادة المقررة للامتحان.
وتلفت الصفدي إلى أن اعتماد معلم أمر في غاية الأهمية، خصوصا في المناهج الأساسية التي لا يتمكن الطالب من فهمها بدون معلم؛ كالرياضيات، اللغة العربية واللغة الإنجليزية، محملة مسؤولية ما يعاني منه كثير من الطلاب إلى وزارة التربية والتعليم وإدارة المدرسة.
الحال لا يختلف كثيرا مع الطالب حسن الحياري (16 عاما) الذي أقلق والديه بمشكلة أستاذ اللغة الإنجليزية الذي تم تغييره مرتين ومن ثم لم يحضروا بديلا له، مؤكدا أن هذه المشكلة تتكرر في كل عام.
"في كل سنة نواجه المشكلة ذاتها"، لافتا إلى أن المشكلة تكمن في المواد الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها، خصوصا وأن هذه المرحلة تعد مفصلية بالنسبة لهم.
بدوره، يشير اختصاصي علم التربية والإرشاد النفسي الدكتور منذر سويلمين، إلى أن التغيير المتكرر للمعلم أو المعلمة في الأشهر الأولى من المدرسة يؤثر وبشكل كبير على نفسية الطلاب وتقبلهم للمدرسة.
المعلم يسعى إلى بناء علاقة أكاديمية مع الطالب على أساس الثقة، فما إن يتجاوز الطالب حالة الرهبة ويكسر حاجز الخوف ويبني جسور الثقة، حتى يأتي معلم جديد بمزاج مختلف وأسلوب تدريسي مختلف، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على نفسية الطالب من جهة وتفاعله مع المادة من جهة أخرى.
ويرى سويلمين أن المعلمة عندما تداوم لوقت ما مع الطلاب تكون قد اطلعت على مستوى الطلاب في الصف وفهمت نفسيتهم حتى الطلاب أصحاب الظروف الخاصة، لكن استبدال المعلم بشكل متكرر يؤثر على ذلك.
يقول "ما يعرفه المعلم عن مستوى الطلاب من خلال تواصله معهم أكثر دقة من امتحان قياس الذكاء"، لافتا إلى أن أسلوب التدريس للمعلم يؤثر كثيرا على الطالب، فما إن يحدث تناغم وتوافق بين المعلم والطالب حتى يتغير المعلم.
السرعة في التدريس، المنهجية في التعامل وطرق التواصل، كلها أمور تختلف من معلم إلى آخر، الأمر الذي يجعل نتائجها سلبية على الطلاب.
ويبين سويلمين أن تبديل المعلمين يرتبط بظروف شخصية في المدرسة، مناشدا الجهات المتخصصة السعي للتقليل منها، فالطالب يمكن أن يكتسب بعض الصفات من المعلم وقد يتقمص شخصيته وهو ما يجعله أكثر تخبطا عند تكرار تغيير المعلم.
من جانبه، يؤكد المستشار الإعلامي والناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم أيمن بركات، أن الهيئات التدريسية التي تشتمل عليها المدرسة مستقرة في مدارسها، حيث يدخل إلى المدرسة بالسنة التي تليها من تقاعد فقط وتعيين وهذه الحالات تضفي حالة من الاستقرار.
ويبين أن الأولوية في التنقلات الداخلية تعطى لطالبي النقل، مؤكدا الانتهاء منها قبل بدء المرحلة الدراسية.
يقول "نحن نسعى لتحقيق استقرار المعلمين من خلال تنقلاتهم"، لافتا إلى أنه من الممكن أن يكون هناك تبديل للمعلمين بعد بدء الدراسة، ولكنها لا تعد ظاهرة وإنما حالة فردية قد تحدث في بعض المدارس.
وتعقب على ذلك الاختصاصية التربوية ومديرة إحدى المدارس الثانوية الدكتورة أمل العلمي بورشيك، مبينة أن الفترة الأولى من المدرسة يكون الأهل فيها بجاهزية كبيرة والطالب متحمس لبدء الدراسة، متخيلا أن تكون المدرسة بجاهزية كاملة بعد هذه العطلة الطويلة.
وتضيف "يأتي الطالب ويتفاجأ بعدم وجود معلم لإحدى المواد، فإما أن تُشغل الحصة أو أن يأتي معلم بديل".
وتبين بورشيك أنه وفي بداية العام الدراسي يتم توزيع الكتب فيتعرف المعلم البديل على جميع الجوانب المتعلقة بالصف والطلاب وذويهم، فيأتي بعدها معلم جديد لا يعرف أي شيء عن الطلاب.
ومن جهة أخرى، تظهر مشكلة أخرى عند توزيع المباحث، منوهة إلى أن عدم تواجد المعلم عند توزيع المباحث، قد يعطى مباحث لا تناسب قدراته ورغبته وبالتالي يشعر نفسه مجبرا على إعطاء هذه المباحث.
"عدم الإلمام الكافي بالجوانب الإدارية يحدث نوعا من عدم الاستقرار النفسي لدى المعلم، الأمر الذي يتسبب بحدوث تغييرات متكررة في المعلمين"، توضح بورشيك.
ويلقي تبديل المعلم آثارا نفسية وتربوية على الطالب، بحسب بورشيك، فيحدث هشاشة في العلاقة بين الطالب والمعلم بسبب التبديل المتكرر، إضافة إلى أن مقارنة الطلاب بين المعلم والمعلم البديل الآخر تؤثر عليهم وعلى تحصيلهم العلمي بشكل كبير، خصوصا أنه ليس بمقدور جميع الطلاب تفهم هذه المشكلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق