السبت، 2 يونيو 2012

حب الشباب: آثار نفسية سلبية على الرجال




ديما محبوبه

عمان- يسبب حب الشباب، الذي ينتشر على وجوه البعض في مرحلة المراهقة، آثارا نفسية على المصابين به، ما يدفعهم للحرج، وعدم الخروج أمام الناس، ويتفاقم الامر فيما إذا تركت هذه البقع الحمراء أو الندب علامات على البشرة، بحسب ما يرى متخصصون.
وكما أن الفتاة تهتم بمظهرها الخارجي، فإن الشباب أيضا لديهم نفس الاهتمام ويتحسسون إذا ما ظهرت لديهم الحبوب، كما في الحالة التي يعاني منها أحد الموظفين في محلات الصرافة رمزي آغا الذي يسرد معاناته من هذه البقع التي ترتسم على وجهه منذ عشرة أعوام، وما تزال قائمة، وتتفاقم ولا يجد لها حلا مهما حاول معالجتها.
ورغم فشله في العلاج، إلا أنه عند سماعه عن طبيب مختص بالأمراض الجلدية، يذهب إليه مسرعا، لكن من دون جدوى منوها إلى أنه استخدم العديد من العلاجات الطبية والعربية "حتى وصلت إلى حالة من الكآبة لعدم تحسن حالتي".
أسامة كرم، الذي يبلع من العمر ثلاثين عاما، يعاني منذ أكثر من خمسة عشر عاما، من وجود ندب، وحبوب متكيسة وملتهبة، لا تفارق وجهه، حتى وصل إلى مرحلة من الاكتئاب، معبرا عن ذلك بقوله "جربت كل انواع الكريمات والعلاجات ولكن دون فائدة، لقد تعبت وأصبحت أفضل الجلوس بمفردي على أن يراني الناس الذين ينظرون لوجهي بطريقة غريبة".
وتتعاطف مع كرم زوجته حسناء العلي، التي تشير إلى أن زوجها تحطمت نفسيته بعد الزواج، فهو من قبل لم يكن يهتم كثيرا بهذه الحبوب، فقد كان يحدثني عن عدد الأطباء والعلاجات التي خضع لها، وأن هناك علاجات أسهمت في تدهور حالته، ويحاول كثيرا اتباع كل ما يسمعه ليجد حلا لمشكلته لكن دون فائدة.
وتؤكد أنها تحاول أن تسيطر على نفسيته، وتعمل على مساعدته في العلاج، وذلك بالعمل على غض بصره عن هذه المظاهر الخارجية، على اعتبار أنها غير مؤثرة وليست مؤذية، وأن عليه أن يحمد الله، لافتة أن الأثر النفسي من أسوأ الآثار على الشخص الذي يعاني من أمراض ظاهرة عليه.
ويبين اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية د. هاشم الكردي، أن "حب الشباب"، هو عبارة عن التهاب مزمن في كيس الشعر، والغدد الدهنية، ومسامات البشرة الموجودة في طبقات جلد الإنسان، ومن علاماته ظهور حبوب وبثور، وفي بعض الأحيان "دمامل" صغيرة على سطح البشرة.
ويوضح أن الأماكن التي تظهر عليها هذه الحبوب هي مناطق الظهر والوجه والصدر وخلف الرقبة، متابعا "إن البثور والحبوب لا تأتي فجأة في وجه الشخص المريض، فهي تبدأ بإصابته على مراحل، فعادة ما تبدأ الإصابة بحب الشباب في المراحل الأولى من فترة البلوغ، فتظهر عند الإناث قبل الذكور، لأنهن يصلن إلى مرحلة البلوغ قبل الذكور، وتصل هذه المشكلة ذروتها في سن 17 عند الإناث وسن 19 عن الذكور".
ويبين أن حب الشباب يزداد في المراحل الاولى، ويظهر حجم الغدد الدهنية في الجلد، وتزداد افرازاته، لتصل لمرحلة تسمى "الزهم"، وهي عبارة عن مادة شمعية دهنية تسد مسامات الجلد، وتؤدي إلى تكون الرؤوس السوداء والرؤوس البيضاء والبثور، نتيجة لزيادة إفرازات الهرمونات الذكرية.
أما في المرحلة الثانية بحسب ما يوضح الكردي، فيزداد تقرن كيس الشعر، ما يؤدي إلى انسداده بسبب تجمع مادة الزهم فيه، أما في المرحلة الثالثة، فتبدأ البكتيريا بالتكاثر داخل كيس الشعر، "وفي مسامات الجلد، حيث تكون هذه البيئة مناسبة جدا لنمو البكتيريا اللاهوائية نتيجة الانسدادات الجلدية التي حصلت".
وعن أعراض حب الشباب يشير اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية د. وليد الناصر، إلى أنها تتفاوت بحسب شدة الإصابة من مريض لآخر، وتكون بين البسيطة جدا والمعقدة جدا.
ويتحدث عن البثور التي تظهر على الوجه وتصنف بحسب نوعها، إلى حبوب غير التهابية، والتي إما أن تكون بيضاء الرؤوس أو سوداء الرؤوس، وتظهر الرأس السوداء أو يسمى بـ"الكوميدون" على هيئة نقطة سوداء إذا ما ضغط عليها برزت على شكل "دويدة بيضاء" يميل لونها للصفرة، وتتكون الحبوب ذات الرأس الأسود نتيجة لتجمع الخلايا الميتة مع صبغة "الميلانين"وهي صبغة تفرزها خلايا خاصة بالجلد في قنوات الغدد.
أما الرؤوس البيضاء، بحسب ما يفسر الناصر، فهي أصغر حجما من الرؤوس السوداء، وغالبا ما يفوق عددها عدد الحبوب ذات الرؤوس السوداء، ولكن يصعب رؤية منفذها الذي تتسلل منه الزيوت والبكتيريا، ومن المحتمل جدا أن تتحول الرؤوس البيضاء إلى بقع ملتهبة.
ويتفق الناصر والكردي بأنه لا فرق حقيقيا بين حب الشباب والبثور العادية، لكن المسألة تكون عددية؛" فإذا كان لدى الشخص القليل من الحبوب، فسيشار إليها على أنها بثور أو نقاط ولكن إذا كان لديك الكثير من الرؤوس (القمم) البيضاء أو السوداء أو مسامات ملتهبة بوضوح فإن ذلك يشير إلى حب الشباب"، بحسب ما يقول.
يرى الكردي أنه من الصعب الوقاية من حب الشباب، غير أن باستطاعة المريض اتباع بعض الخطوات لمنع مضاعفته، ومنها غسل الوجه والرقبة والظهر مرتين يوميا بالصابون العادي (الخالي من العطر) والماء، وكذلك الابتعاد عن استخدام الكريمات أو الزيوت ومستحضرات التجميل، لأنها تسد المسامات وتجعل الشخص أكثر عرضة لحب الشباب.
ويدعو إلى اختيار المنتجات المكتوب فوق عبواتها "خالي من الزيون OIL-FREE"، لافتا إلى أن على المريض أن لا يخدش البثور باظفره أو يعتصرها، مما يؤدي إلى ترك ندبات غالبا ما تظل دائمة.
أما عن علاج حب الشباب فيقول الناصر "إن على المريض منع المسام من الانسداد، وجعل الرؤوس البيضاء والرؤوس السوداء تجف بشكل أسرع، وعلى الشخص استعمال المضادات الحيوية التي تقتل البكتيريا، المسببة لحب الشباب، وعادة ما يستغرق الأمر وقتا حتى تتحسن حالة المريض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com