الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

العلاج النفسي سلاح ضد الاكتئاب

يعد العلاج المعرفي السلوكي، وهو أحد أشكال العلاج النفسي، سلاحا قويا للوقاية من الاكتئاب - (أرشيفية)

عمان- يعد العلاج المعرفي السلوكي، وهو أحد أشكال العلاج النفسي، سلاحا قويا للوقاية من الاكتئاب.
 فقد وجدت دراستان أنه يساوي، أو يفوق، العلاج الدوائي وغيره من الأساليب العلاجية من حيث الفعالية، وفق ما ذكره موقع www.mhcinc.org وm.medlineplus.gov.
وأشار الموقعان إلى أن المتابعة بالعلاج المعرفي السلوكي تحمل نفس كفاءة العلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب لوقاية المصابين الذين لديهم احتمالية عالية للإصابة بانتكاسة. وهذا بناء على نتائج الدراسة الأولى، والتي تبين من خلالها أن البالغين الذين خرجوا من موجة اكتئاب قصيرة الأمد كانوا أقل عرضة للإصابة بانتكاسة إن حصلوا إما على مدة إضافية من العلاج المعرفي السلوكي أو على جولة واحدة من هذا العلاج مصحوبة باستخدام العلاج الدوائي.
وقد علق روبن جاريت، وهو بروفيسور في علم النفس السريري في جامعة تيكساس ساوثويسترن وأحد القائمين على هذه الدراسة، مشيرا إلى أن الجميع كانوا بحالة أفضل مما كانوا عليه لو لم يحصلوا على العلاج المعرفي السلوكي. فإن بدئ العلاج بالعلاج المذكور، فعندها يكون أمام المعالج خيارين: إما الاستمرار بهذا العلاج أو استخدام العلاج الدوائي.
أما الدراسة الثانية، فقد وجد الباحثون من مستشفى بوسطن للأطفال من خلالها أن المراهقين الذين لديهم احتمالية عالية للإصابة بالاكتئاب ممن حصلوا على العلاج المذكور حصلوا على وقاية أفضل من الاكتئاب مقارنة بالأساليب الأخرى المستخدمة عادة، منها العلاج الدوائي.
وقد ذكر الدكتور ويليام بيردسلي، وهو بروفيسور في الطب النفسي الخاص بالأطفال في كلية طب هارفرد، أن الأشخاص الذين لديهم احتمالية عالية للإصابة بالاكتئاب عادة ما تكون نظراتهم قاتمة نحو المستقبل، كما أنهم يفسرون تواصل وسلوك الآخرين معهم بشكل خاطئ، فهم قد يرون أنفسم أشخاصا مرفوضين. والعلاج المعرفي السلوكي يساعدهم على تصحيح هذه المعتقدات.
وقد أجريت الدراسة الأولى بمشاركة 241 شخصا من البالغين الذين كانوا قد تجاوبوا بشكل جيد مع العلاج المذكور، غير أن احتمالية الانتكاسة كانت عالية لديهم. وقد قام الباحثون بتقسيم هؤلاء المشاركين إلى ثلاث مجموعات، منهما مجموعتان حصلتا إما على ثمانية أشهر مستمرة إما بالعلاج المذكور أو بالبدء به ويليه العلاج بالفلوؤكستين، المعروف تجاريا بالبروزاك. أما المجموعة الثالثة، فقد حصلت على عقار كاذب ﻻ يحتوي على أي مادة فعالة.
أما عن النتائج، فقد كانت نسبة الوقاية من الانتكاسة لدى المجموعتين، الأولى والثانية، أعلى مما كان عليه الحال لدى المجموعة الثالثة بنحو الضعف. غير أن التأثير الوقائي قد زال بعد مدة، حيث تساوت نسبة الإصابة بانتكاسة لدى المجموعات الثﻻث بعد نحو عامين ونصف من توقف العلاج.
أما الدراسة الثانية، فقد شارك بها 316 من المراهقين الذين لديهم احتمالية عالية للإصابة بالاكتئاب، إما لكون أحد الوالدين قد أصيب بالاكتئاب أو أنهم هم أنفسهم قد أصيبوا به أو أن لديهم بعضا من أعراضه.
وقد حصل المشاركون على ثماني جلسات أسبوعية من العلاج المعرفي السلوكي على شكل علاج جماعي، تلتها ست جلسات شهرية مماثلة.
أما عن النتائج، خلال مدة المتابعة، والتي استمرت لمدة 33 شهرا، فكانت حالات الاكتئاب لدى من حصلوا على العلاج المذكور أقل بكثير مما كان عليه الحال لدى من أجري تحويلهم للطب النفسي لأسباب اعتيادية.

ليما علي عبد
مساعدة صيدﻻني وكاتبة تقارير طبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com