الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

مبادرة (انا هنا) لتمكين المرأة

صورة

كريمان الكيالي - ماذا لو طلب منا ان نتقمص شخصية غيرنا للحظات ؟ وماذا إذا ما كانت هذه الشخصية لمشاهير كزعيم رمز من رموز السياسة او الاقتصاد او الفن او الجمال اوباما ، بل جيتس ، أوبرا وينفري ، مارغريب تاتشر ،أنديرا غاندي ، عمر الشريف ، سعاد حسني ، سندي كروفورد وغيرهم..ماذا كنا سنقول وماذا كنا سنفعل ..؟
سؤال ليس مطلوبا الاجابة عليه، بل هو جانب من برنامج ورشة تدريبية، شارك فيها عدد من الاعلاميين والاعلاميات يعملون في مؤسسات مختلفة ، طلب منهم ان يتخيلوا أنفسهم مكان هؤلاء المشاهير ، والطريف ان الاختيار وقع على بعض الزميلات ليتقصمن أدوار رموز السياسة والمال والفن من الرجال، فيما كانت معظم الشخصيات النسائية الشهيرة من نصيب الزملاء.


حياة أفضل للناس
وبرغم مشاعر عدم الارتياح او حتى البغضاء تجاه بعض هذه النماذج التي تم تقمصها ، الا ان الجميع اتفقوا على انهم قوة لها دور كبير من خلال السلطة والنفوذ والمال والشهرة، وهم في مكان هؤلاء قادرون على تحقيق حياة أفضل للناس، بخاصة من هم أقل حظا وأكثر فقرا .

سبق إصرار وترصد
فيما تؤكد مستشارة التدريب في الورشة «روان عبابنة « بأن الاختيارات لم تكن عشوائية ، بل مدروسة بعناية ، وعن سبق اصرار وترصد ، فقد رأت في كل مشارك ومشاركة، شيئا مختلفا و أبعد بكثير من الشكل الظاهر للعيان، فكل انسان يستطيع أن يكون قوة مؤثرة وفاعلة في المجتمع وهو ما تهدف اليه ورشة» التمكين الاقتصادي للمرأة ودور الاعلام « ضمن مبادرة «أنا هنا»- والتي ينفذها الصندوق الاردني الهاشمي بالتعاون مع البرنامج الاقليمي بمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وبدعم من الجمعية الألمانية للتعاون الدولي .

العادات والتقاليد
المبادرة تعد الآن بحسب مديرة البرنامج الاقليمي في الأردن « نور المغربي» خطة إعلامية تستغرق ستة أشهر لتعزيز عمالة النساء التي تشهد تراجعا في كل من الاردن ، مصر، المغرب وتونس ، وبحسب أحدث تقارير البنك الدولي فان منطقة الشرق الأوسط ، بحاجة الى 150 عاما للحاق بالمتوسط العالمي الحالي لانخراط المرأة في سوق العمل ، إضافة الى أن مفهوم الجندر - المساواة بين المرأة والرجل- في الجانب الاقتصادي من حيث فرص العمل والاجور ما يزال يراوح مكانه ، لأسباب مختلفة في مقدمتها الثقافة والعادات والتقاليد والمسؤوليات الأسرية التي تجبر المرأة على الانسحاب من سوق العمل برغم الحاجة الماسة للوظيفة والدخل. وبرغم ما تبدو عليه الصورة، من حيث زيادة عدد الخريجات وانخراط السيدات والفتيات بالعمل في العديد من المهن و المؤسسات ، ووصول البعض منهن الى مناصب قيادية ، الا ان البطالة بين النساء في الاردن تصل الى 24% مقابل 10% للذكور، بحسب أرقام المنتدى الاقتصادي العالمي 2010-2011 ، إضافة الى عدم المساواة في الاجر بين الموظف والموظفة، بخاصة في القطاع الخاص واستثئار الموظفين بالدورات التدريبية والبعثات وحرمان الموظفات منها . وهذا ما تحاول «أنا هنا» تسليط الضوء عليه.

لم يكن ترفاً
لم يكن عمل المرأة ترفا على الاطلاق ، النساء أيام زمان جدات وأمهات كن يقمن بأعمال شتى داخل البيت وبلا أجر، تبدو بسيطة لكنها تساهم في تحسين ظروف الاسرة من خياطة ، تطريز، إعداد الخبز ومونة البيت من مربيات ومخللات وغيرها ، وهي التي يتم شراؤها جاهزة هذه الايام ،اضافة الى تدريس الابناء اذا كانت الام متعلمة قليلا، وفي تعليق لاحد الزملاء المشاركين في الورشة قال بأنه تفاجأ كثيرا عندما شاهد أمه تشتري الملوخية المقطعة من السوق قبل سنوات ، برغم انها كانت زمان تتعاون مع الجارات يوما كاملا لتقطيعها ، وأضاف زميل آخر أن أمه كانت من أمهر من يخبز الشراك في قريته ،لكنهم اليوم يشترونه من المخابز . ومثل هذه الاعمال التي بدأت تعزف عنها المرأة ، تقوم حملة «أنا هنا»، وضمن مبادرة سلسلة القيمة الغذائية المراعية للنوع الاجتماعي بالتعاون مع بعض المؤسسات الوطنية بإحيائها، لتمكين المرأة في الارياف من ادارة بعض المشاريع الصغيرة الخاصة لعدد من سيدات المجتمع المحلي في النسيج والزيوت العطرية والفاكهة ومنتجات الألبان وغيرها .

نكهة مختلفة
إدخال الدراما أو عرض أفلام ، عن قصص نساء عاملات من بلدان عربية ،وتسليط الضوء على أبرز التحديات التي تواجه المرأة العاملة باسلوب قصصي او درامي ، يتبعه نقاش، لبيان وجهات النظر في عمل المرأة وأبرز احتياجاتها، جانب مهم من حملة «انا هنا» ، وقد كان لفيلم يتحدث عن رحلة مضيفة الطيران الاردنية «تهاني «، التي حققت حلمها في العمل برغم معارضة أسرتها المحافظة، التي كانت ترى في عمل الفتاة أمرا صعبا، فكيف اذا كان العمل يتطلب المبيت خارج بيت العائلة اثرا ايجابيا ، فيما اضاف نقاشها مع الحضور ، نكهة مختلفة، وقناعة بأهمية إعطاء المرأة فرص عمل مثلها مثل الرجل بما يؤكد على اهمية تمكين المرأة اقتصاديا بعيدا عن التمييز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com