السبت، 1 يونيو 2013

(جحيم) داون براون

صورة

انشغلت الأوساط الثقافية والأدبية برواية الروائي داون براون الجديدة قبل أن تصدر بأسابيع، وهي حملت عنوان «الجحيم» وصدرت بأكثر من عشر لغات في زمن واحد.
بدأت شهرة الروائي دان براون الحقيقة عالمياً بعد روايته «شيفرة دافنشي» التي نشرت عام 2003 وترجمت إلى عشرات اللغات، محققة مبيعات قياسية قيل إنها تجاوزت المئة مليون نسخة.
 عرف بروان كيف يستفيد من الشهرة وأصبح أقرب إلى مشغل ثقافي تحت رقابة المتابعين، فإصدار رواية بالنسبة إليه يعتبر حدثاً نوعياً كما اشار الى ذلك الناقد محمد الحجيري في صحيفة الجريدة الكويتية ، إذا تسعى وسائل الإعلام بقوة إلى معرفة الموضوع الذي سيكتب عنه كونه يختار قضايا مثيرة للجدل تتعلق بالجرائم وتمزج بين الواقع والخيال وتقترب من أفكار فيها كثير من الغموض والبلبلة، وأحياناً هي أقرب إلى التسويق التجاري.
في روايته (شيفرة دافنتشي) التي منعت في لبنان اختار الروائي ابتسامة الموناليزا ليغوص في متاهة الكتابة وعوالم الدين ليصطدم ببعض الكنائس، وفي روايته (الجحيم) اختار أن يستعير قصيدة دانتي الشهيرة (الكوميديا الإلهية) التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر. وتعد هذه الرواية الرابعة في سلسلة الروايات التي تتناول أحداثاً إجرامية.
تقع أحداث الرواية في قلب أوروبا وبطلها روبرت لانغدون، خبير علم الرموز الأميركي في جامعة هارفارد. يقول براون: (درست (الجحيم) لدانتي عندما كنت طالباًَ، وقمت بعمل بحث عنها في فلورنسا منذ زمن ليس بالقريب، وروايتي الجديدة تأتي تقديراً للتأثير المستمر لرائعة دانتي في العالم الحديث). وأضاف عن الرواية نفسها: (مع الرواية الجديدة سآخذ القراء في رحلة إلى عمق هذا العالم الغامض، لحل شفراته ورموزه، وليس مجرد بعض الممرات السرية).
تأتي رواية (الجحيم) لبراون بعد أربع سنوات على نشر روايته الأخيرة (الرمز المفقود) التي باعت 30 مليون نسخة حول العالم، وقبل الإعلان عن اسم الرواية، وعلى مدار ثلاثة أشهر، كتب الروائي عبر حسابه الشخصي في موقع (تويتر) مجموعة تغريدات حملت كلمات مقتبسة من رواياته السابقة وصوراً وما شابه، ثم طلب من متابعيه أن يكتشفوا اسم روايته الجديدة من خلال التدوينات وإرسال ما توصلوا إليه، حتى نجحوا في التوصل إلى الاسم والكشف عنه، ما اعتبره البعض وسيلة دعاية مبتكرة لمثل هذا النوع من الروايات.
 وكانت المفارقة خلال ترجمة الرواية عندما قرر بروان أن تصدر متلازمة مع ترجماتها إلى العدد الأكبر من لغات العالم الرئيسة، والدافع هو الحرص على القدر الأكبر الممكن من الأرباح المالية عبر الحفاظ على سرية النسخة الإنكليزية، كي لا تقع فريسة لقراصنة الترجمة فتُنقل إلى لغات العالم من دون عائد مادي على الناشر والمؤلف. وعلى هذا، تمت الترجمة بسرية تامة من خلال مجموعة من المترجمين جلسوا في قبو حتى أنهوا مهمتهم.
على أن أول أصداء مشاكسات براون في هذه الرواية أتت من الفلبين، حيث انتقده مسؤول في الحكومة الفلبينية، بسبب تصويره مانيلا
كـ (بوابة الجحيم) في أحدث رواياته الجديدة. وتقوم إحدى شخصيات الرواية بالسفر إلى العاصمة الفلبينية ضمن بعثة إنسانية، وتصعق بما تراه من الفقر وتجارة الجنس والتلوث. كذلك تتعرض للاغتصاب من أفراد عصابات محلية. وقال فرانسيس تولنتينو رئيس هيئة تنمية مانيلا، إن تصوير المدينة لم يكن دقيقاً، ويمثل إساءة للكاثوليكية، وجاء في بيان له: «ندرك أن روايتك عمل خيالي ولكننا نشعر بخيبة أمل جراء تصويرك غير الدقيق لمدينتنا الحبيبة». وأضاف: «مانيلا مركز الروح والدين والأمل في الفلبين. نأمل أن ينير هذا الخطاب الطريق أمامك ويرشدك في المرة المقبلة التي تستشهد بها بمانيلا في أي من أعمالك». وأشار تولنتينو إلى أنه تحقق في سجلات الهجر ة، وتبين له أن براون لم يزر المدينة أبداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com