معتصم الرقاد
عمان- تصب دينا الرحاحلة جل اهتمامها على شراء الماركات العالمية من الملابس والإكسسوارات التي تغزو السوق المحلي، وتسارع إلى شرائها، حتى باتت لا تفضل ارتداء إلا ما يحمل اسم ماركة عالمية.
وتذهب الرحاحلة إلى أن الماركات العالمية هي محط اهتمام الكثير من الفتيات، منوهة إلى أنها أصبحت مدعاة للتفاخر والاستعراض لدى بعضهن.
ولا يختلف الأمر لدى العشرينية سمر محمد، التي تتابع دائما خطوط الموضة العالمية، وفي حال توفرت في السوق تكون من أوائل من يقومون بشرائها، مشيرة إلى أن الأمر بات بالنسبة لها عادة لا يمكن الاستغناء عنها.
والاهتمام بالمظهر الخارجي، والأناقة من الأمور المهمة، لكنه في حال زاد على حده يصبح هوسا، حيث بات البعض لا يقبل إلا على شراء الماركات العالمية المعروفة، حتى وإن كلفهم ذلك الجزء الأكبر من رواتبهم، وأرهق كاهلهم، لكي يظهروا بالمظهر اللائق وسط المجتمع.
إحدى الدراسات كشفت أن الأردنيين من أكثر الشعوب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اهتماما بـ"العلامة التجارية"، كما بينت الدراسة التي أجرتها شركة إرنست ويونغ أن العرب بشكل عام مغرمون بالعلامات التجارية. فبينما المعدل على مستوى العالم 28 بالمائة، فإن الأردن حل في المرتبة الثالثة عالميا، بمعدل 34 بالمائة بعد الصين وعُمان.
وفي هذا السياق، يؤكد أستاذ علم النفس، الدكتور محمد بني يونس، أن هوس النساء بالماركات العالمية أصبح ظاهرة، وصلت إلى حالة مَرَضية مزمنة يصعب علاجها عند البعض.
ولم يعد الشراء للحاجة، أو الذوق الاجتماعي، كما يقول بني يونس، وإنما صار بهدف المحاكاة والمباهاة، عازيا ذلك إلى دوافع نفسية؛ فهناك نساء يلجأن إلى ذلك للفت الانتباه بسبب شعورهن بالنقص، وعادة ما تسمى هذه الشخصية بالشخصية "الهستيرية"، وهي شخصية سريعة التأثر بالأحداث اليومية والأخبار المثيرة.
وتتميز هذه الشخصية أيضا، كما يقول، بالأنانية والرغبة في الظهور ولفت الانتباه، وإثارة الاهتمام وحب الاستعراض والمبالغة في الملبس والبهرجة، رائيا أن ذلك يؤدي إلى نشوب الخلافات الزوجية، وخصوصا إذا كانت الزوجة لا تنظر للوضع المادي لزوجها وتنظر فقط إلى نفسها، وكيف تظهر أمام نظيراتها من النساء.
ومن ناحية اجتماعية، يقول أستاذ علم الاجتماع، الدكتور حسين خزاعي "إن للمجتمع تأثيرا في تكوين هذا الاهتمام الكبير بالماركات العالمية، ويؤدي هذا الاهتمام المفرط إلى الكثير من الأزمات الأسرية بسبب الضغوط من قبل الزوجة أو البنت لاقتناء سلع من الماركات المعروفة ذات الأسعار العالية بل والخيالية".
وقد تكون مقاييس الجودة، وفق خزاعي، هي الدافع الحقيقي لهذا الهوس، مضيفا "هذا ليس عيبا، ولكن من غير المعقول أن نبحث عن المظهر الذي يقتل المضمون، وينقلنا من الكفاف إلى العوز، بدعوى الجودة".
ويردف أن الجودة لا تعني أن يكلف المرء نفسه فوق طاقتها، بل على كل واحد أن ينفق وفقا لدخله ومستواه المعتاد بين أقرانه من بيئته التي نشأ وترعرع فيها، منوها إلى أنه ليس من العدالة أن نصرف جل الدخل من أجل جودة الملبس والمظهر الخارجي، ونغفل بقية الاحتياجات الأخرى من مأكل ومشرب ومعيشة ومستقبل.
عمان- تصب دينا الرحاحلة جل اهتمامها على شراء الماركات العالمية من الملابس والإكسسوارات التي تغزو السوق المحلي، وتسارع إلى شرائها، حتى باتت لا تفضل ارتداء إلا ما يحمل اسم ماركة عالمية.
وتذهب الرحاحلة إلى أن الماركات العالمية هي محط اهتمام الكثير من الفتيات، منوهة إلى أنها أصبحت مدعاة للتفاخر والاستعراض لدى بعضهن.
ولا يختلف الأمر لدى العشرينية سمر محمد، التي تتابع دائما خطوط الموضة العالمية، وفي حال توفرت في السوق تكون من أوائل من يقومون بشرائها، مشيرة إلى أن الأمر بات بالنسبة لها عادة لا يمكن الاستغناء عنها.
والاهتمام بالمظهر الخارجي، والأناقة من الأمور المهمة، لكنه في حال زاد على حده يصبح هوسا، حيث بات البعض لا يقبل إلا على شراء الماركات العالمية المعروفة، حتى وإن كلفهم ذلك الجزء الأكبر من رواتبهم، وأرهق كاهلهم، لكي يظهروا بالمظهر اللائق وسط المجتمع.
إحدى الدراسات كشفت أن الأردنيين من أكثر الشعوب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اهتماما بـ"العلامة التجارية"، كما بينت الدراسة التي أجرتها شركة إرنست ويونغ أن العرب بشكل عام مغرمون بالعلامات التجارية. فبينما المعدل على مستوى العالم 28 بالمائة، فإن الأردن حل في المرتبة الثالثة عالميا، بمعدل 34 بالمائة بعد الصين وعُمان.
وفي هذا السياق، يؤكد أستاذ علم النفس، الدكتور محمد بني يونس، أن هوس النساء بالماركات العالمية أصبح ظاهرة، وصلت إلى حالة مَرَضية مزمنة يصعب علاجها عند البعض.
ولم يعد الشراء للحاجة، أو الذوق الاجتماعي، كما يقول بني يونس، وإنما صار بهدف المحاكاة والمباهاة، عازيا ذلك إلى دوافع نفسية؛ فهناك نساء يلجأن إلى ذلك للفت الانتباه بسبب شعورهن بالنقص، وعادة ما تسمى هذه الشخصية بالشخصية "الهستيرية"، وهي شخصية سريعة التأثر بالأحداث اليومية والأخبار المثيرة.
وتتميز هذه الشخصية أيضا، كما يقول، بالأنانية والرغبة في الظهور ولفت الانتباه، وإثارة الاهتمام وحب الاستعراض والمبالغة في الملبس والبهرجة، رائيا أن ذلك يؤدي إلى نشوب الخلافات الزوجية، وخصوصا إذا كانت الزوجة لا تنظر للوضع المادي لزوجها وتنظر فقط إلى نفسها، وكيف تظهر أمام نظيراتها من النساء.
ومن ناحية اجتماعية، يقول أستاذ علم الاجتماع، الدكتور حسين خزاعي "إن للمجتمع تأثيرا في تكوين هذا الاهتمام الكبير بالماركات العالمية، ويؤدي هذا الاهتمام المفرط إلى الكثير من الأزمات الأسرية بسبب الضغوط من قبل الزوجة أو البنت لاقتناء سلع من الماركات المعروفة ذات الأسعار العالية بل والخيالية".
وقد تكون مقاييس الجودة، وفق خزاعي، هي الدافع الحقيقي لهذا الهوس، مضيفا "هذا ليس عيبا، ولكن من غير المعقول أن نبحث عن المظهر الذي يقتل المضمون، وينقلنا من الكفاف إلى العوز، بدعوى الجودة".
ويردف أن الجودة لا تعني أن يكلف المرء نفسه فوق طاقتها، بل على كل واحد أن ينفق وفقا لدخله ومستواه المعتاد بين أقرانه من بيئته التي نشأ وترعرع فيها، منوها إلى أنه ليس من العدالة أن نصرف جل الدخل من أجل جودة الملبس والمظهر الخارجي، ونغفل بقية الاحتياجات الأخرى من مأكل ومشرب ومعيشة ومستقبل.
motasem.alraqqad@alghad.jo
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق