الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

الطاقة الشمسية لتحلية المياه!

صورة

قد يُظن أن الطاقة الشمسية ما زالت مرتفعة التكلفة كما كانت عليه الحال قبل سنوات، ففي الحقيقة أن أسعار توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية قد تدنت إلى نحو هائل في السنوات الأخيرة وذلك لتطور التكنولوجيا وارتفاع معدلات استخدامها وزيادة إنتاجها والطلب الهائل عليها، وبخاصة بعد كارثة فوكوشيما النووية في الحادي عشر من أذار لعام 2011.
 ويلاحظ من الاحصاءَات التي نشرتها تقارير المركز الدولي للدراسات المتجددة تزايد إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ست مرات خلال 5 سنوات، وكذلك زيادة إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح ثلاث مرات خلال الفترة نفسها.
 
العام الانتاج العالمي من الكهرباء الشمسية
2007 10 غيجاواط
2008 15 غيجاواط
2009 25 غيجاواط
2010 42 غيجاواط
2011 45 غيجاواط
2012 60 غيجاواط (توقعات)
 وتشير التوقعات أن عام 2015 سوف يشهد توليد 200 غيجاواط من الكهرباء بالطاقة الشمسية بعد أن بدأت نهضة عارمة للطاقة الشمسية بعد فوكوشيما وتحديدا منذ صعود أسعار النفط بشكل كبير عام 2007 ووصول سعر البرميل الى 147 دولارا في شهر حزيران من عام 2008.
ونشير هنا الى أن الحمل الأقصى للكهرباء لم يصل أبدا الى 3 غيجاواط، أي 3000 ميجاواط، وأن مشروع دولة قطر الشمسي لتوليد الكهرباء بقدرة 1800 ميجاواط سوف يكون قد أنجز عام 2014 بتكلفة نحو عشرة مليارات دولار أميركي.
 ويلاحظ بشكل خاص ارتفاع إنتاج العالم من الكهرباء بواسطة الخلايا الكهروضوئية حتى وصل إلى 47% من كامل مصادر توليد الكهرباء الجديدة التي دخلت الخدمة في عام 2011 في ألمانيا، وذلك كردة فعل على كارثة فوكوشيما النووية وتوقف الكثير من المحطات النووية عن العمل في العالم، تحديداً في ألمانيا (ثمانية مفاعلات على الأقل) وفي بلجيكا واليابان وكوريا الجنوبية والهند والصين، كما يلاحظ كيف تدنت تكلفة إنتاج الكيلواط ساعة لتصل إلى 25% مما كانت عليه قبل خمس سنوات.
 صحيح أن الثقة باستدامة الكهرباء من المحطات الشمسية متزعزعة، بالرغم من تطور وسائل رخيصة لتخزين الكهرباء أو تخزين الحرارة المرتفعة في مواد مختلفة، ولكن شركة تحلية مياه فكتوريا الإسترالية قررت إنشاء محطة تحلية مياه البحر تستهلك 90 ميجاواط لإنتاج 150 مليون متر مكعب سنوياً، وقد اتفقت الشركة مع الحكومة الاسترالية أن تمول مشاريع توليد كهرباء بشهادات تسمى REC بقدرة إنتاج كهرباء نظيفة تقارب حاجتها لإنشاء محطة توليد للكهرباء بقدرة 90 ميجاواط، وذلك مقابل أن تسحب كهرباء من الشبكة الوطنية لضمان استمرارية التزويد، وبالمقابل مولت الشركة مشاريع طاقة رياح في Oakland Hill بقدرة 63 ميجاواط ومحطة رياح أخرى في Macarthur Wind Farm ومشاريع طاقة شمسية، فضلاً عن تمويل مشاريع أخرى لتحويل النفايات الصلبة إلى غاز الميثان لتوليد الكهرباء.
وهكذا فإن الاستراليين فخورون اليوم بتوجههم صوب الطاقة النظيفة المستدامة، ونحسدهم على ذلك لأنهم يملكون ربع احتياطي العالم كله من اليورانيوم ولا يملكون مفاعلاً نووياً تجارياً واحداً على الإطلاق؛ وهم فخورون بذلك أيضاً ولا ريب.
خلاصة القول إن أسعار تحلية المياه قد تدنت كثيراً بتطور التكنولوجيا، فإن محطة توليد كهرباء تعمل على قوة الرياح أو شدة الطاقة الشمسية بقدرة تصل إلى 60 ميجاواط في المعدل قادرة على تحلية مئة مليون متر مكعب من المياه سنوياً من مياه البحر المالحة، أي ما يكافئ مجموع ما سوف يصلنا من مياه سنوياً من خط الديسي. وفي محطات تحلية المياه هذه لا يُشكل تذبذب الإنتاج مشكلة طالما أن معدل الإنتاج السنوي هو المعيار الأول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com