الأربعاء، 1 أغسطس 2012

فوانيس..ومسابح تشعل البهجة في ليالي السهر الرمضاني

صورة

وليد سليمان -  في أجمل الشهور الكريمة، تنتشر الفوانيس الجميلة المضاءة بالانوار الملونة، في عمان ، الشوارع والبيوت والفنادق والمطاعم والمحلات التجارية .
 اشكال الفوانيس الرمضانية أخذت بالتعدد , وصار منها ما هو مصنوع من البلاستيك ومنها من الورق المقوى ومنها ما هو من الزجاج وآخرى من المعادن الملونة العديدة .
وكل هذا من اجل اضفاء اجواء من الزينة الجميلة على ليالي وأماسي شهر رمضان الذي يعيش الجميع أجواءه بفرح وعبادة وإحسان ومحبة .
وفي عمان هناك الفوانيس الحقيقية المرتفعة الثمن .. وهناك ما هو شعبي جداً ... حتى أصبحت بعض المصانع في دولة الصين تصنع بعض فوانيس رمضان بحجم صغير جداً أشبه بالميدالية.
 وهنا في عمان والزرقاء بعض المشاغل القليلة التي تصنع الفوانيس الخشبية والمعدنية للبيع .

تاريخ الفوانيس 
 و تعد الفوانيس من أشهر مظاهر الاحتفال بشهر رمضان الكريم في مصر , حيث نراها في أيدي الأطفال في أمسيات رمضان , وهم يجوبون الشوارع , وينشدون الأناشيد الرمضانية المميزة , أو نرى الأحجام الكبيرة منها معلقة على واجهات المحلات التجارية والفنادق . ورغم أن الفانوس لا يظهر إلا في هذا الشهر الكريم فقط , إلا أن عملية صناعة الفوانيس مستمرة طوال العام , حيث يتفنن صناعها في ابتكار أشكال ونماذج مختلفة وتخزينها ليتم عرضها للبيع في رمضان الذي يعد موسم رواج هذه الصناعة .
وتطورت صناعة الفانوس في عهد ) الحاكم بأمر الله ) الذي أمر بألا تخرج النساء من بيوتهن ليلاً إلا إذا تقدمهن صبي يحمل فانوساً , كما أمر بتعليق الفوانيس على مداخل الحارات , وأبواب المنازل
, وفرض غرامات على من يخالف ذلك , وهو ما أدى الى تطور أشكال الفوانيس واختلاف احجامها طبقا لاستخداماتها المختلفة .
كما بدأ ظهور الفوانيس في أيدي رجال الشرطة في جولاتهم الليلية لتأمين الشوارع وارتبط الفانوس كذلك بالمسحراتي الذي يجوب الشوارع لتسحير الناس في ليالي رمضان حتى أن أول انواع الفوانيس المعروفة كانت تحمل اسم المسحراتي وهو فانوس صغير القاعدة وله ابواب كبيرة , قبل ان تظهر اشكال أخرى من الفوانيس . وتعد القاهرة من اهم المدن الإسلامية التي تزدهر فيها هذه الصناعة .
ويمتاز الفانوس المصري بأشكال وأنماط تراثية متعددة لكل منها اسم معين , ويعد اشهرها الفانوس المربع الذي يوجد في اركانه الأربعة فوانيس أخرى أصغر حجماً , وايضاً الفانوس الذي على شكل نجمه , والفانوس الكروي , وكل هذه الاشكال وغيرها تصنع من خامات محلية اهمها الزجاج الملون , وتعبر عن الفن الإسلامي ذي القيم الجمالية الأصلية والذي يحمل رموز وعادات الشعب المصري عبر التاريخ .
وتعتبر الفوانيس هي بهجة الأطفال و فرحتهم في شهر رمضان فيرتبط شهر رمضان لديهم بذكريات جميلة تذكرهم بالفرحة واللمة والتجمع في مجموعات بعد الإفطار كل ليلة من ليالي رمضان المبارك ليغنوا وينشدوا أغاني رمضان .

أشكال الفانوس 
 فانوس رمضان شأنه شأن أشياء كثيرة ، تغير شكله , وتغير بالتالي الهدف من وجوده .. فقد كان يصنع من الصفيح والزجاج , ويضاء بالشمع , تحمله الأطفال وهم يصحبون المسحراتي في نصف الليل , يغنون من حوله على أنغام طلبته ) حالو يا حالو .. رمضان كريم يا حالو .. فك الكيس وادينا بقشيش .. يا تروح متجيش يا حالو ) , وقد تطورت صناعة الفوانيس على مر الزمن وشهدت طفرات عديدة في الشكل والخامات وظهرت أنواع عديدة للفوانيس فقد كانت بالماضي وما زالت فوانيس الشمع التي تتميز بألوانها الجذابة والمصنوعة من الزجاج في صورة نوافذ متلاصقة في إطار من الألمومنيوم والنحاس وعليها رسومات مزخرفة وباب لإدخال الشمعة التي تستقر على قاعدة معدة لذلك ويتم إضاءتها فتعكس ألوان الزجاج المزخرف , وظلت تتطور حتى أصبحت الأن تستخدم التكنولوجية الصوتية والضوئية واختلفت تماما عما كانت عليه ولكنها احتفظت بشيء واحد على مدى القرون العديدة وهو إدخال الفرحة على قلوب الصغار .
 وقد تطورت هذه الصناعة بشكل كبير , فبعد أن كان الفانوس عبارة عن مجرد علبة من الصفيح توضع بداخلها شمعة , تم إدخال الزجاج إلى جانب الصفيح , مع عمل بعض الفتحات التي تجعل الشمعة مستمرة في الاشتعال , ثم بدأت مرحلة أخرى , تم فيها تشكيل الصفيح وتلوين الزجاج , ووضع بعض النقوش والاشكال وكتابة بعض الآيات أو أسماء الله الحسنى.

 و.. للمسبحة حكايات
لا ينقطع الاقبال والاقتناء من المواطنين للمسابح اليدوية طوال السنة , ولكن يشتد الاقبال عليها عادة في موسمي الحج ورمضان وعن هذه الاداة الخاصة بالتسبيح وذكرالله سبحانه وتعالى أذكر انه قديماً كان قد أوضح لنا البائع في سوق البخاريه الحاج محمد عبده ان المسابح متعددة الانواع و الاثمان حيث توجد السبحة الزهيدة الثمن التي لا يتجاوز ثمنها ربع الدينار ... وهناك المتوسطة الثمن يتراوح ثمنها ما بين الدينار وثلاثة دنانير اما عن الانواع الاخرى فمنها المرتفعة الجودة وبثمن قد يصل إلى عشرة او ثلاثين دينارا ًوهناك الانواع الفخمة جدا التي يصل ثمنها إلى خمسين ومائة دينار واكثر ... وهذا راجع إلى نوعية المواد المصنوعة منها السبحة والاضافات الاخرى الداخلة فيها مثل قطع الذهب والاحجار الكريمة .. وفي اشارة حول عدد حبات السبحات المتنوعة ان السبحة ذات ال(33) حبة هي الاكثر انتشاراً وطلبا من الناس وهناك السبحة النصية بــ (45) حبة أي ما يقارب نصف الـ (99) حبة . 
وعالم المسابح متعدد الجوانب والاهتمامات فمن ناحية التسميات والمواد المصنوعة منها هناك سبحة تسمى يسر تستخرج مواد حجارتها الخام من مرجان اسود مدفون تحت تراب شواطئ دولة اليمن ثم ترسل تلك الحجارة الى مصر للتصنيع وتزخرف منها المسابح ومن ثم تطعم بالعاج والفضة والكهرمان باشكال هندسية متعددة منها الكروي والمثلث والمربع وتمتاز تلك النوعية من السبحات بوزنها الخفيف لذلك فقد سميت يسر وذلك بسبب السهولة واليسر والخفة والسماحة اثناء تقلب اصابع الشخص لحباتها مسبحاً لله عز وجل .. ومن الانواع الاخرى التي تباع في اسواق عمان هناك مسابح المرمر من تركيا ومسابح الفيروز من ايران واخرى من الكريستال النمساوي اما الكهرمان فانه يصنع من صمغ شجر البحر . وقد اشار إلى ان الرسول ( ص( كان يضع في اصبعه خاتما من حجرالعقيق ليختم به بعض المعاملات . وحجرالعقيق يتصف بلونين خروبي او بني وهنالك ايضا العديد من المواد التي تصنع منها المسابح مثل الخشب والزجاج والصدف وبذور نوى بعض الثمار ثم البلاستيك .. ويتنوع عالم المسابح إلى درجة ان بعضها يصدر روائح عطرية محببة مثل رائحة الياسمين والنرجس والعنبر .. أما عن اخر تطور في صناعة المسابح فقد كان انتاج مسابح الديجيتال الرقمية وهي عبارة عن جهاز عداد حيث في كل تسبيحة يضغط الشخص على زر في هذا الجهاز ليعطي رقما متسلسلا وذلك خشية نسيان عدد مرات التسبيح ... وما زالت تلك المسبحة قليلة الاستعمال بسبب عدم جمالية واختلاف شكلها كليا عن المسابح العادية المعروفة بالحبات والمئذنة وشراشيب الخيطان الملونة الجملية .

 صناعة خزر المسبحة
لقد تكاثرت وتنوعت حبات وخرزات السبحات منذ قديم الزمان وحتى الآن فقد بدأت قديماً جداً بالقواقع والطين وقطع العظم ونوى البلح والحصى وعقد الخيوط وبذور نبات اللوتس ..
 اما السبحات المصنوعة من الكهرمان والمرجان والجمشيت واليشب فقد استعملت اكثر من غيرها جلباً للسعادة وحفظاً لحامليها من السوء .
استعمل الهنود والصينيون الكهرمان بالذات لعلاج امراض الربو ولطرد الحسد والسحر واليرقان عند الاطفال ومن المسابح ما صنع من الخشب العادي وخشب الصندل المعطر الذي يفضله اهل السودان وتكون على شكل حبات ترمس .
وعظم العاج المنقوش في اليمن كسبحات يفضلها اهل الخليج العربي واهل الصين ايضا وهناك المسابح المصنوعة من الأحجار الكريمة الغالية الثمن ممن تتخصص بعض الدول في انتاجها وتصديرها لدول العالم العربي والاسلامي : فمسابح المرمر من تركيا ومسابح الفيروز من ايران ومسابح الكريستال من النمسا ... والمسابح الاخرى من مواد ليست مرتفعة الثمن مثل مسابح الزجاج الملون من البندقية قديماً ومسابح الخزف من مصر ومسابح الكهرمان عرفت في اوروبا الوسطى واسم المسبحة هذه(نور الصباح) وهناك ايضاً مسبحة اليسر ومادتها تستخرج من البحر الاحمر في اليمن من مرجان اسود خام ولها رائحة كرائحة المسك حيث تطعم في مصر بالفضة والذهب وقد سميت باليسر بسبب الاعتقاد ان من يحملها تتيسر له قضاء الحاجات الصعبة !! .
ومن المواد الاخرى التي تصنع منها المسابح نذكر : الصدف ' الزمرد ' العقيق ' اللازورد ' بذور الزيتون ' النارجيل ' الكهرب ' البلاستيك ' الذهب ' الفضة وعن الدول التي اخذت تصنع المسابح الشعبية الزهيدة الثمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com