الأربعاء، 1 أغسطس 2012

هجرة العقول الأردنية .. ماذا وراءها ؟

صورة

سيرين السيد - هجرة الشباب المتحمس للعمل في دول أجنبية ، نظرا للإمتيازات التي تقدمها هذه الدول من دخول مرتفعة وعلاوات ومكافآت ، أصبحت هاجسا يخيف الآباء ، فما أن ينهي الشاب دراسته الجامعية حتي يبدأ التفكير بالسفر الى الخارج ، وكله آمال بأن يعود وقد أصبحت أوضاعه المادية تفوق توقعاته، إلا أن هذا السفر يتحول الى هجرة لا عودة منها ، مما يثقل على كاهل والديه اللذين تعبا حتى أوصلاه الى هذه المرحلة . 
وكان نشر مؤخرا خبر تحت عنوان « ثلث خريجي كلية الطب من الجامعة الاردنية يعملون في دول العالم المتقدم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية ودول الاتحاد الاوروبي، السؤال هنا هل هجرة العقول الموهوبة تعد خسارة تنموية على البلد الذى هاجرت منه ، ومكسبا تنمويا للدولة التي فضلت أن تقيم به؟.. وما هي أسباب هجرة العقول الاردنية وماهي العوامل التي ساعدت على ذلك؟؟ 
اراء كثيرة من عدة جهات تحدثت عن موضوع هجرة الأطباء للعمل خارجا، وهل له منفعة للوطن أم هنالك تقصير في استغلال تلك الكفاءات؟

الخدمات الطبية الملكية
مدير عام الخدمات الطبية الملكية اللواء الطبيب عبدالعزيز الزيادات قال : إن ما يدعو للاعتزاز هو ما تحقق في الأردن من تقدم كبير في مستوى الخدمات الطبية وتوافر الكفاءات الطبية عالية المستوى مقارنة مع الدول المجاورة ، لا يخفى الأمر أن هجرة الكفاءات الطبية وخصوصاً النادرة منها باتت ظاهرة تستدعي الدراسة, وتقدر قوة العمل الأردنية المهاجرة بـ 670000 إلا أن 40% منها من المتخصصين والفنيين وعلى الرغم من عدم توفر أرقام دقيقة إلا أن الأرقام العربية تشير الى ان هجرة العلماء العرب تمثل 35% من الهجرة العامة، اي أن الدول العربية تخسر 50% من الأطباء الجدد وهذا يشكل خسارة 2 بليون دولار سنوياً والأكثر خطورة أن 45% من الطلبة العرب لا يعودون لبلادهم .
واشار الى ان تفاقم هذه الظاهرة يعود لسببين هما طبيعة نظام العولمة والقوى المحركة لها اي الحركة في سوق علمية واحدة للبحث عن العقول والكفاءات المبدعة , خصوصاً في عصر المعرفة حيث تمثل المعرفة والإبداع رأس المال الحقيقي للتوظيف في الإنتاج والابتكار , والسبب الثاني هو تقدير الغرب للكفاءات العلمية أو انخفاضها النسبي في بعض الدول المصنعة الغربية خصوصاً لأسباب مختلفة مما يجعلها تبحث عن عقول وكفاءات أجنبية لملء الشواغر.
واوضح ان أسباب الهجرة للأطباء الأردنيين بالدرجة الأولى مالية ، فانخفاض الدخل مقارنة مع دول الخليج العربي يعد سببا رئيسيا لذلك، كما أن طول الفترة التي تلزم الطبيب حتى يصل إلى رأس الهرم أو حتى يظهر أو يبرز فيها بتخصصه لها تأثير كبير.

 متابعة مستمرة
وبين الزيادات خلال حديثه لـ»ابواب» أن :»هجرة الأطباء من الخدمات الطبية الملكية محدودة ، وأن حالات الخروج المبكر من الخدمة قليلة نسبيا إذا ما قورنت بالقطاعات الصحية والأكاديمية الأخرى, فهي تتمتع بنظام مالي وإداري وتدريبي منضبط تتم مراجعته باستمرار لمعالجة الأخطاء بشكل مبكر، بالإضافة إلى نظام البعثات الطبية للحصول على الاختصاصات التي تحتاجها الخدمات الطبية الملكية «.
 واشار الى وجود نظام تقييم للأداء الوظيفي والمهارات العلمية يساهم بشكل كبير في ضمان حصول الطبيب على التقدير المعنوي والمادي المناسب البعيد عن التدخلات الشخصية.
= استراتيجة عمل ومقترحات
ولفت الزيادات الى:» ضرورة وجود استراتيجية على مستوى الوطن وليس فقط خطوات هشة لا تصمد أمام التحديات لإعادة الكفاءات المهاجرة يجب إجراء مسح شامل بهدف التعرف على حجمها وموقعها وميادين اختصاصها وظروف عملها كما يجب العمل على خلق روابط مع هذه الكفاءات وإزالة جميع العوائق ومنحهم الحوافز المادية ودمجهم تدريجيا بعملية التنمية «.
وعما يخص التقليل من هذه الظاهرة قال ان : « مجمل المقترحات التالية؛ قد يكون لها دورها في التخفيف من الهجرات: فيجب بذل جميع الجهود الممكنة لتحقيق الاستقرار الوظيفي والمعيشي بتوفير رواتب وحوافز مالية مجزية وعدالة وظيفية تحكمها قوانين واضحة , كما أنه يجب العمل على رفع المستوى الأكاديمي والعلمي والمهارات لدى الأطباء لتحسين برامج التدريب المحلية والإيفاد للانخراط في برامج تعليمية عالمية ذات مستوى عال , وتسهيل الاتصال والتواصل بين العاملين وأصحاب القرار لمعرفة احتياجاتهم ومشاكلهم ومحاولة حلها حسب الإمكانيات المتوافرة».

 وزارة الصحه
وقال وزير الصحة الدكتورعبد اللطيف وريكات:» يظهر الطلب المتزايد على الأطباء الأردنيين للعمل خارج المملكة في العديد من دول العالم بعدا ايجابيا إذ تسعى هذه الدول لاستقطاب الأطباء الأردنيين نظرا لما يتمتعون به من كفاءة وتأهيل رفيع المستوى وسمعة طيبة في الأوساط الطبية العالمية .
ويعزز عمل الأطباء الأردنيين في المؤسسات الطبية خارج الوطن السمعة الطيبة التي يحظى بها القطاع الصحي الأردني ويحقق ذلك منفعة للوطن فالأطباء الأردنيون في الخارج هم خير سفراء لوطنهم يسوقون انجازاته الطبية ويعكسون الصورة الحضارية للوطن في الخارج .
واشار وزير الصحة الى ان الأطباء الذين عادوا إلى وطنهم بعد سنوات الاغتراب أسهموا في جلب المزيد من الخبرات والتقنيات والأساليب الحديثة في التشخيص والعلاج وتطبيق التكنولوجيا الطبية المتقدمة في مؤسساتنا الصحية ولهم فضل في تطورها، وهذه منفعة إضافية حققتها هجرة هؤلاء الأطباء للخارج .
وأضاف وريكات :»لا اعتقد انه يوجد تقصير في تهيئة وتوفير الظروف المؤاتية لاطبائنا داخل وطنهم لإطلاق طاقاتهم واستيعاب قدراتهم وكفاءتهم فقطاعنا الطبي يستوعب هذه الطاقات ويوفر لها فرص التميز والإبداع ولدينا في الأردن أعلام طبية متميزة في جميع القطاعات الطبية العامة والخاصة ، وهذا دليل ساطع على توفير الظروف والإمكانات والقدرة على احتضان الكفاءات وتوظيفها داخل الوطن.

الجامعة الاردنية
من جهته أوضح عميد كلية الطب في الجامعة الاردنية الدكتور عزمي محافظة ان اعداد الخريجين من الكلية بلغ حتى هذا العام3091 طالب ،لا يقل عن 1000 طالب منهم يعملون في الخارج بفرص هائلة، بسبب العروض والامتيازات المقدمة من الدول الاجنبية وخاصة إذا كان الهدف من الهجرة الحصول على الجنسية.
واشار محافظة :»تعددت الاسباب لمفهوم هجرة الاطباء، ولكن لمجرد استقطاب اطباء من خريجي كليتنا للعمل في مستشفيات ومراكز طبية عالمية متقدمة يؤشر الى مدى نجاح الخطط والبرامج الدراسية التي تنفذها الكلية في سبيل تأهيل الاطباء وتدريبهم واعدادهم علميا وعمليا».

 مشاركة طبيب
شارك الطبيب العام الدكتور محمد اياد ابو حاكمة قضية «ابواب» فقال : لا مقارنة بين العمل في الاردن و خارجه سواء في الدول الخليجية او الأجنبية!! وهذا واقع ملموس لا احد ينكره، فالمردود المالي يفوق اضعاف دخل الطالب، الذي تخرج من ذات الدفعة ، مضافا اليه الامتيازات والعلاوات المستمرة، لذلك لا نستطيع لومهم على هجرتهم للخارج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com