إسراء الردايدة
عمان- هل سبق وشعرت بألم في كوعك الأيمن أو الأيسر، وبأنك غير قادر على تحريكه، وفي كل مرة يزداد بها الألم سوءا.
هذا الألم مرتبط بما يعرف "كوع التنس"، وهي حالة من الألم التي تصيب الأوتار في الكوع عادة، عند تكرار حركات معينة للرسغ والذراع.
و"كوع التنس"، يمكن أن ينتج عن رسغ ضعيف لمن يمارس رياضة التنس، وحتى مهنا أخرى والاشخاص العاديين ولكنه عادة يرتبط بمن يمارس التنس وسمي به، ويتولد الألم في الكوع بشكل أساسي، حين تميل الأوتار العضلية للبروز من الجزء الخارجي للكوع، وينتشر الألم في المنطقة المحيطة من الساعد ووصولا حتى المعصم. وتساعد الراحة ومسكنات الألم عادة، على تخفيف أعراض "كوع التنس"، وإن لم تساعد العلاجات المحافظة يتم اللجوء لعلميات جراحية بعد استشارة الطبيب.
الأعراض
من أبرز أعراض هذه الحالة، انتشار الألم من خارج الكوع وحتى الساعد، وضعف في حركته، بحيث لا يقدر على حمل أي شيء ثقيل، ويؤلم بشدة عند فعل ذلك، وقد يؤدي الى صعوبة في مصافحة الاخرين وفتح الباب خصوصا تلك المقابض، التي تتطلب أن يديرها الفرد لفتحها، ويصل الألم حتى عند حمل فنجان من القهوة.
وتجب مراجعة الطبيب في حال لم تفلح المعالجة الفردية، مثل الراحة واستخدام الثلج مرات ومرات وتطبيق مراهم امتصاص الألم، وهنا لا يجب الاستهانة بالأمر وإهماله.
الأسباب
"كوع التنس" وحرفيا باللغة الطبية يعني "epicondylitis"، هو ضرر ناجم عن إجهاد في العضلات والإفراط في استخدامها، حيث انكماش متكرر في عضلات الساعد الذي يستخدم لرفع المعصم واليد عموما، وهذه الحركات المتكررة والضغط على الأنسجة، تولد التهابا أو سلسلة من الدموع في الأوتار، التي تحيط بعضلات الساعد مما يولد بروز جزء من الكوع للخارج بشكل بسيط.
ومن الأسباب التي تؤدي له أيضا هو حركات متكررة للذراع منها استخام ادوات السباكة والدهان وقيادة السيارات الثقيلة والتقليل من استخدام فارة الحاسوب أو الماوس وعدم الافراط في طبخ اللحوم.
- عوامل الخطر، وتشمل هذه العوامل التي تؤدي الى زيادة الخطر بالإصابة بـ "كوع التنس"،السن حيث ان كوع التنس يؤثر على الافراد من كافة الاعمار وهو اكثر شيوعا بين البالغين من سن 30-50 عاما.
وتعتمد الاصابة بهذه الحالة على طبيعة المهنة، فالناس الذين يعملون بمهن تتطلب حركات مختلفة في الكوع واليدين، ويتطلب منهم الحركة باستمرار بين الرسغ والذارعين مثل السباكين والدهانين والنجارين والطباخين والجزارين والرسامين ويزيد خطر الاصابة به عند ممارسة بعض أنواع الرياضات، ومن ابرزها رياضات المضرب، وكل رياضة تتطلب استخدام الكوعين ويصاب به من يملكون يد ضعيفة خصوصا في تقنيات الضرب والتصويب.
المضاعفات
في حال تركت حالتك دون علاج، فانت عرضة للإصابة بألم مزمن، خصوصا عند الرفع أو الإمساك بالأشياء إضافة إلى الاصرار على استخدام الذراع المصابة برغم الألم مما قد يزيد من سوء الوضع.
وفي حالة قررت مراجعة الطبيب لا بد من التحضر لذلك؛ فالطبيب المطلوب هو أخصائي في الطب الرياضي أو جراحة العظام، وفي الحالتين يمكن طرح عدد من الأسئلة على نفسك قبل التوجه لزيارة الطبيب، والأجابة عنها وهي:
• متى بدأت الأعراض بالظهور؟
• هل كل نشاط تقوم به يجعلك تشعر بالألم، وهل بعض الحركات تحسن من الوضع؟
• هل تعرضت لإصابة بالكوع مؤخرا؟
• هل طبيعة عملك تفرض عليك القيام بحركات متكررة للذراع والمعصم؟
• هل تمارس الرياضة، وفي حال كانت الإجابة نعم، ما أنواع الرياضات التي تمارسها وهل تتطلب منك القيام بتقنيات لم تخضع للتقييم من قبل أم كلها مدروسة ؟
• ما الأدوية والمكملات التي تتناولها ؟
وعند زيارة الطبيب توقع منه أن يقوم بفحص مكان الإصابة من خلال الغضط على المنطقة المصابة، وسيطلب منك تحريك كوعك واصابعك ومعصمك بطرق مختلفة ليعرف مكان الألم.
الاختبارات والتشخيص
في كثير من الحالات يوفر التاريخ الطبي والفحص البدني المعلومات الكافية للطبيب المختص لإجراء الفحصوات الكافية، ولكن إن شك الطبيب بوجود أمر مختلف في حالة كوع التنس، فقد يطلب منك اجراء فحوصات مختلفة منها:
• الأشعة السينية، إذ يمكن أن تساعد الأشعة السينية على استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة لألم الكوع، مثل الكسر أو التهاب المفاصل.
• الرنين المغناطيسي أو (MRI)، حيث إن المشاكل في العنق يمكن أن تتسبب في بعض الأحيان أعراضا مشابهة لكوع التنس، وتستخدم الرنين المغناطيسي لإنتاج صور مفصلة عن العظام والأنسجة الناعمة.
• الأليكترومنوغرافي أو (EMG)، وهو نوع من الاختبارات، التي تشمل التحقق من الأعراض المرتبطة بالاعصاب، وخلال هذا الفحص يتم تثبيت أسلاك في العضلات، لتقييم التغيرات الكهربائية التي تحدث في كل مرة تتحرك فيها العضلات.
العلاج
الإصابة بكوع التنس غالبا ما تتحسن بمفردها، ولكن إن لم يتحسن برغم ادوية تخفيف الألم والرعاية الذاتية والراحة وحتى العلاج الطبيعي، الذي قد يقترحه الطبيب فقد يستلزم الأمر جراحة.
فالعلاج يشمل من البداية طلب الطبيب من اختصاصي العلاج الفيزيائي، تقييم الوضع من خلال الحركة للكوع، والتحقق من الانسجة المتضررة، لتخفيف الضغط عليها من خلال مماسة حركات معينة، والتوقف عن حركات أخرى تضر بهذه المنطقة.
كما يطلب الطبيب ممارسة تمارين معنية، وهي عادة تقترح من المعالج الفيزيائي بتمديد العضلة، وتقليصها خاصة عضلات الساعد، ومن المحتمل أن يطلب منك الطبيب ارتداء حزام خاص حول الساعد والمنطقة المصابة؛ للتقليل من الضغط على الانسجة المتضررة.
اما العملية الجراحية فيتم اللجوء اليها في حال عدم التحسن بعد عام من العلاج المكثف على نظاق واسع حيث تشمل العملية إزالة الأنسجة التالفة واحداث شق كبير او شقوق صغيرة وتتم عملية اعادة تاهيل مكثفة للعودة للحياة الطبيعية. ومن أجل تجنب كل هذا الوضع ينصح بإراحة الكوع ولكن هذا لايعني تجنب الانشطة والحركة ولكن يمكن ارتداء درع مثل جبيرة في الليل وهي عادة طبية تكون متماسكة في الليل بحيث تقلل من أعراض الألم صباحا.
كما يمكن اللجوء لاستخدام الثلج والكمادات الباردة على موضع الالم وتدليكه بحيث يخفف من التورم، ويفضل وضع الثلج مباشرة بعد الشعور بوجود الورم وايضا تساعد مسكنات الألم القوية على التخفيف من الألم الموضعي لفترة زمنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق